من هو حامل راية “البلوجرانا” الجديد؟

أميرة رضا

كتبت – أميرة رضا

بين ليلة وضحاها، ودع المدرب الإسباني لويس إنريكي، قلعة أبناء كتالونيا بلقب كأس ملك إسبانيا، الكأس رقم 29 في تاريخ نادي برشلونة، لينهي هذا المدرب العنيد ذلك الموسم المتخبط الذي لم يحصل فيه على شئ سوى هذه الكأس.

وبعد وداع حار للمدرب الإسباني، من قبل أعضاء إدارة النادي واللاعبين، انتظر الجميع في الساعات الماضية الإعلان عن المدرب الجديد الذي سيحمل عرش برشلونة الفترة القادمة، الأمر الذي جعل إدارة النادي تنهي الجدل سريعًا بالإعلان عن المدرب الجديد الذي سيتولى هذه المهمة الشاقة.

حامل الراية الجديد.. من هو؟

لم يخرج اسم مدرب برشلونة الجديد أرنستو فالفيردي عن المتوقع خصوصًا في الأسبوع الأخير، إذ بات من المعلوم أن مدرب بيلباو السابق سيحل محل إنريكي.

ومن جانبها توقعت التقارير الصحفية الإسبانية على نطاق واسع أن يكون فالفيردي -ذات الـ 53 عامًا والمدرب السابق لنادي أتلتيك بلباو- سيكون بديلًا لإنريكي في برشلونة.

وأعلن النادي الإسباني، يوم أمس الإثنين، تعيين إرنستو فالفيردي، مدربًا للفريق الكتالوني، وظهر جوسيب ماريا بارتوميو -رئيس النادي- في مؤتمر صحفي ليؤكد أن فالفيردي سيتولى مسؤولية الجهاز الفني خلفاً للويس إنريكي الذي ترك منصبه في نهاية الموسم، بعد ثلاثة أعوام أمضاها مع النادي، أحرز خلالها تسعة ألقاب.

ولد فالفيردي في “فياندار دي لا فيرا” عام 1964 وبدأ مسيرته كلاعب مهاجم في ألافيس ثم سيساتو، إسبانيول، برشلونة، بيلباو ومايوركا على التوالي.

لعب لبرشلونة 22 مباراة وسجل 8 أهداف بين عامي 1988-1990.

لم يتوج في مسيرته كلاعب بالألقاب، إلا مع برشلونة إذ حقق كأس الملك 1989-1990، وكأس الاتحاد الأوروبي في الموسم ذاته.

قاد فالفيردي إسبانيول كمدرب إلى نهائي كأس الاتحاد الأوروبي في عام 2007 قبل أن يخسر بركلات الترجيح من مواطنه إشبيلية.

قاد أولمبياكوس اليوناني إلى ثلاثة ألقاب في الدوري ولقبين في الكأس، وساعد بيلباو بالفوز بكأس السوبر الإسبانية عام 2015 ضد برشلونة.

وعلى صعيد المنتخب لعب فالفيردي مباراة دولية واحدة ولمدة 20 دقيقة فقط ضد أيسلندا عام 1990 في التصفيات المؤهلة ليورو 1992.

ويحمل جمهور برشلونة ذكرى سوداء من المدرب فالفيردي عندما كان مدرباً للجار إسبانيول عام 2007 إذ عادل البلوجرانا في الجولة ما قبل الأخيرة وساهم بحرمانه اللقب.

من سيبقى ومن سيرحل في عهد الوافد الجديد؟

لم تختلف سياسة برشلونة بتكليف المدرب الجديد فالفيردي كثيرًا، عن تلك التي اتبعها في السنوات السابقة مع إنريكي، ولكن القائمة التي ستبقى مع خليفة إنريكي في موسمه المقبل أصبحت محلًا للجدل.

لذلك يريد الكثير من اللاعبين معرفة مصيريهم مع النادي بحضور الوافد الجديد، وذلك لن يتأخر بعد حسم هوية فالفيردي بشكل رسمي.

وتتعالى الأصوات بشأن الاستغناء عن العديد من لاعبي برشلونة الحاليين بعد الموسم المخيب لجماهيره ومنهم من يبدو خروجه محسومًا وهناك من ينتظر فالفيردي ليقول كلمة الحسم بشأنه.

“ماثيو” وتوران”.. خروج شبه محسوم

انتهى موسم اللاعب جيريمي ماثيو منذ خسارة برشلونة أمام يوفنتوس في ذهاب ربع نهائي أبطال أوروبا، وكذلك الحال بالنسبة لمصير اللاعب التركي أردا توران نظرًا لعدم تكيفه مع برشلونة بالصورة المطلوبة.

ركائز الفريق.. أماكنهم محفوظة

لا يستطيع أحد التشكيك باستمرار ركائز الفريق بدءً من بيكيه وأومتيتي في الدفاع، وبوسكيتس وراكيتيش وإنييستا في الوسط، والثلاثي المرعب في الهجوم ميسي وسواريز ونيمار.

في ذات الوقت تمر بعض الأسماء بعيدًا عن ضجة الإعلام، خاصة وأنها لا تملك ذلك التأثير الكبير على برشلونة مثل الحارس الهولندي سيليسين، ودينيس سواريز على سبيل الذكر لا الحصر مما يعزز فرص استمرارها.

لاعبون بانتظار قرار المدرب

تحيط  الشكوك بشأن بقاء كل من اللاعب الأرجنتيني خافيير ماسكيرانو، والبرتغالي أندريه جوميز، والفرنسي لوكاس دينييه، وقد تعالت بعض الأصوات التي طالبت برحيلهم عن قلعة برشلونة مؤخرًا، بينما ارتفعت أسهم بعض النجوم في الأسابيع الفائتة وتبدو حظوظهم أكبر في البقاء.

وتضم المجموعة الثانية -التي وجدت من يدافع عنها مؤخرًا- كل من سيرجي روبيرتو، وجوردي ألبا، وباكو ألكاسير، وأليكس فيدال، إضافة إلى البرازيلي رافينيا.

الوافدون الجدد

يحتاج الفريق الكتالوني بكل تأكيد إلى قلب دفاع له وزنه، حيث قد يخاطر فالفيردي بالرهان على موهبة الكولمبي دافينسون سانشيز، لاعب أياكس الهولندي، أو يبحث عن توقيع الهولندي دي فريج من لاتسيو الإيطالي.

وفيما يتعلق بالأجنحة الدفاعية فيرتبط بقاء فيدال وروبيرتو سويًا بإمكانية اقتناص توقيع بيلرين من أرسنال، وفي الجهة اليسرى نجد الاهتمام بالفرنسي ثيو هيرنانديز لاعب ديبورتيفو ألافيس، الذي تحدثت الصحف عن انتقاله إلى ريال مدريد بشكل شبه رسمي.

ويعد لاعب الوسط هدف رئيسي لنادي برشلونة هذا الصيف، بعد ثغرة تراجع أداء بوسكيتس وأندريس إنييستا في بعض الأوقات الحاسمة، وأسماء لاعبي الوسط كثيرة جدًا وسط الاهتمام بكل من البرازيلي كوتينيو والإيطالي فيراتي وهيريرا وإيسكو، إلا أنّ الأقرب منطقيًا هو الإيفواري جيان سيري من نيس الفرنسي.

تحديات منتظرة

ينتظر فالفيردي -المدرب الجديد لنادي برشلونة- العديد من التحديات لكي يستعيد زعامة الليجا وأوروبا.

ويأتي بند استعادة هوية برشلونة في مقدمة تلك التحديات، فكل من يشجع برشلونة يعرف أن شرط نجاح المدرب الأول هو تشرب الهوية الكتالونية، حيث سيكون على فالفيردي هذا الصيف دراسة تجربة بيب جوارديولا بشكل كبير والتعلم من أخطاء لويس إنريكي، ليصطفي أسلوبه الخاص في تدريب الفريق.

ويأتي في المرتبة الثانية مهمة تطوير دكة البدلاء، حيث يعد أحد أهم عوامل خروج برشلونة ببطولة يتيمة هذا الموسم هو عدم امتلاكه لدكة بدلاء بحجم غريمه التقليدي ريال مدريد، مما يحتم على فالفيردي تطوير دكة البدلاء، إما بتحسين أداء اللاعبين الاحتياطيين الحاليين، أو جلب أسماء قادرة على صناعة الفارق.

يعد الثبات في تشكيلة اللعب من أحد العوامل التي ستجعل مهمة فالفيردي صعبة، حيث أن برشلونة واجه صعوبات تكتيكية جمة بسبب محدودية بعض اللاعبين في إبداع أو تغيير نمط اللعب داخل المباراة.

وما كان يعاني منه برشلونة في زمن إنريكي هو عناد الأخير رغم أنه كثيرًا من استمع بإصغاء لاستشارة مساعده الأول إنزوي، إلا أنه كان يمضي بقرارات متسرعة خصوصًا المبالغة في المداورة، وعدم التغيير الخططي السريع داخل المباراة الواحدة.

يقابل أيضًا المدرب الجديد نقطة هامة وهي كيفية إرضاء الـ MSN وعلى رأسهم ميسي، لأن الجميع يعلم بأن أي صدام مع ميسي أو مع سواريز، أونيمار، سيؤدي لخلق مشكلة كبيرة في الفريق، والتي لابد من تفادي الوقوع فيها.

بكل هذه الأوضاع، سيفتح أبناء كتالونيا صفحة جديدة مع مدرب جديد، لابد من التكييف معه حتى يتمكن الجميع من تحقيق الهدف المنشود بحصد مزيد من البطولات لتضاف في سجل النادي الكتالوني.

ربما يعجبك أيضا