استقالة “دوبكي”.. صدع جديد في جدران البيت الأبيض

محمد عبدالله

رؤية – محمد عبدالله

ثلاثة أشهر فقط لكنها حافلة بالأزمات قضاها “مايكل دوبكي” في البيت الأبيض ليستقيل بعدها من منصبه.

استقالة مسؤول الاتصالات ربما تكون الحلقة الأولى في سلسلة إجراءات قد تغير وجه الفريق الإعلامي للرئيس الأمريكي، دونالد ترامب.

في رسالة شخصية إلى أصدقائه ذكر دوبكي أن الأسباب التي تقف وراء رحيله “شخصية”، لكن كان شرف عظيم له أن يعمل مع الرئيس ترامب ومع الإدارة الحالية”، مضيفاً : “كان من دواعي سروري أن أعمل جنباً إلى جنب وبصورة يومية مع العاملين في إدارتي الاتصالات والإعلام” مؤكداً أن البيت الأبيض يضم بعض أفضل الرجال والنساء في الحكومة الأمريكية.

وسائل إعلام أمريكية قالت إن دوبكي “47 عاماً” قُدمت استقالته قبل نحو أسبوعين لكنه لم يعلن عنها لحين عودة ترامب من جولته الخارجية التي شملت الشرق الأوسط وأوروبا.

لكن يبدو أن شون سبايسر، المتحدث باسم البيت الأبيض يقلل من أهمية الحدث معتبراً أن أفضل من يوصل الرسالة هو الرئيس نفسه، فالشعب الأمريكي انتخبه بطريقة مدوية لأنه يتفهم مشاكله وقيمه وهو الأفضل للتواصل في هذه المواضيع، فهو وإن كان سعيداً من  فريقه الإعلامي، إلا أنه غاضب من كم الروايات الكاذبة والاقتباسات المجهولة على حد قوله.

الاستقالة إذن، وحسبما يرى المحلل السياسي “محمد سعيد الوافي” طبيعية، فالرئيس ترامب لم يكن راضياً عن أداء مجموعة من موظفيه بالبيت الأبيض، وأن البيت الأبيض يمر بمرحلة انتقالية كبيرة، وأن الرئيس ترامب بإعادة تقييم أداء كل فريق، فليس هناك أحد داخل البيت الأبيض الآن باستثناء صهره كوشنر بمنأى عن هذه التغييرات.

التساؤل الآن حول معايير اختيار الفريق الرئاسي بالبيت الأبيض، لا سيما وأن استقالة دبكي ليست الأولى، إذ سبق وأن قدم مستشار الأمن القومي، الجنرال مايكل فلين، استقالته من منصبه بعد أسابيع قليلة قضاها بالبيت الأبيض على خلفية فضيحة الاتصالات بين فريق ترامب وروسيا، كما أنها ووفق المعطيات الحالية ليست الأخيرة على ما يبدو، فالفريق الرئاسي بأكمله في مرمى نيران التغيير.

توقعات كانت قوية بإقدام ترامب على إجراء تغييرات في فريق العلاقات العامة وربما إقالتهم بشكل جماعي خاصة وأنه أعلن مراراً عن غضبه بسبب عناوين صحفية اعتبرها مسيئة، كما انتقد إعلاميين على ما أسماها إنها “أخبار كاذبة”.

استقالة يخيم عليها فشل ترامب في تمرير أية قوانين ذات أهمية وفي ظل تحديات قانونية واجهت مراسيمه التنفيذية وفضيحة “محتملة” لا زال التحقيق فيها جارياً حول العلاقات بين دائرته المقربين منه وخاصة صهره وكبير مستشاريه كوشنير بالكريملين.

منصب هام في البيت الأبيض أصبح شاغراً بعد استقالة مسؤول الاتصالات “مايكل دبكي” ليكون السؤال مشروعاً عمن يخلفه، لكن يبقى السؤال الأهم ما هي الاستراتيجية التي سيتبعها خلف “دوبكي” لمواجهة كل هذه التحديات ؟
 

ربما يعجبك أيضا