نتائج حركة ماكرون.. نجاح “ملطخ” بنسبة امتناع غير مسبوقة

محمد عبدالله

رؤية – محمد عبد الله

باريس – ربما هي شمس الأحد الحارقة أو هو نهائي رولان جاروس للتنس أو هي ببساطة قلة حماسة الفرنسيين بسبب عشرات الأحزاب السياسية، ولكن للمرة الأولى منذ نحو 60 عاماً تجاوزت نسبة الامتناع عن التصويت في الدورة الأولى من الانتخابات التشريعية الفرنسية نسبة الـ50%. نسبة انخفاض اعتبرها رئيس الوزراء، إدوار فيليب إحدى التحديات الهامة لحركته في المرحلة المقبلة.

معارضو الرئيس ماكرون دعوا الفرنسيين إلى التعبئة الأسبوع المقبل في الجولة الثانية من الانتخابات المقرر لها الـثامن عشر من الشهر الجاري لتجنب أغلبية ساحقة لحركة “الجمهورية إلى الأمام” في الجمعية الوطنية. مارين لوبان المرشحة الرئاسية الخاسرة ومرشحة الجبهة الوطنية في هينان بومون اعتبرت نسبة الامتناع في الدورة الأولى أمراً مقلقاً خاصة بعد انتخاب ماركون رئيسًا.

امتناع تاريخي

نسبة الامتناع عن التصويت في الدورة الأولى من الانتخابات والذي تعدى الـ50% فيه مضمون سلبي، ويرسل رسالة سياسية أكثر. نسبة الانخفاض هذه من شأنها الحد من عدد النواب المنتخبين من الدور الأول، حيث يتوجب على المرشح الحصول على أكثر من 50% من الأصوات وعلى دعم ما لا يقل عن 25% من أصوات الناخبين المسجلين ليفوز في هذا الدور، فإذا استطاعت حركة “الجمهورية إلى الأمام” تحقيق مكاسبها في الدور الثاني فستدعم رئاسة ماكرون بأغلبية برلمانية قوية، ولكن بنسبة ضئيلة للإقبال على الانتخابات.

أغلبية ساحقة

فرحة عارمة بين أنصار الرئيس ماكرون وحركة “الجمهورية إلى الأمام” في ظل تقديرات أولية لنتائج الدورة الأولى من الانتخابات التشريعية والتي تشير إلى حصول الحركة على أغلبية مطلقة داخل البرلمان والفوز ما بين 390 إلى 430 مقعداً بنسبة 32.2%  من الأصوات تقريباً وفقاً لتقديرات “إيبسوس/سوبرا ستيربا”.

رئيسة الحركة “كاترين باربارو” بدورها عبرت عن سعادتها بالتقديرات الأولية والتي جاءت معبرة عن رغبة الفرنسيين والتي تدفع إلى التواضع والمسؤولية وإلى العمل من أجل مواجهة التحديات الكبيرة القادمة. ودعت باربارو الفرنسيين إلى مواصلة التعبئة خلال الدورة الثانية من الانتخابات من أجل تحقيق الأغلبية البرلمانية التي تسمح بتحقيق ما تحتاجه البلاد منذ عقود.

يبقى حزب الرئيس “الوحيد” بين الأحزاب المشاركة في الانتخابات الذي حققه الرهان بالحصول على الأغلبية المطلقة وهو أمر يبدو مؤكداً في ضوء النتائج الأولية للدورة الأولى.

خيبة أمل

أما اليمين الذي حل ثانياً بنسبة تناهز الـ 20% فدعا الناخبين وخاصة الممتنعين إلى التصويت بكثافة في الدورة الثانية للحيلولة دون ما أسماه تركز السلطات في جهة واحدة. من جانبه عبر حزب الجبهة الوطنية اليمنية المتطرفة عن خيبة أمله بعد حصوله على 18% تقريباً، لكن زعيمة الحزب لوبان باتت قريبة من أي وقت مضى لدخول البرلمان بعد حصولها على 45% من الأصوات.

صفعة قوية للاشتراكيين

الحزب الاشتراكي الذي كان يتمتع بأغلبية مطلقة في البرلمان السابق تلقى صفعة قوية بحصوله على 9% من الأصوات مقراً بـ”تراجع غير مسبوق لليسار”.

النتائج وبحسب مستشار العلاقات الدولية بالحزب “آلان آموني” متوقعة وغير مفاجئة ويجب تقبلها برحابة صدر قائلاً “كان يجب أن تأتي هذه الصدمة لكي نستفيق من غيبوبة أصبحت إعاقتها تمنعنا من التقدم” على حد قوله.

آموني قال إنه يجب إعادة هيكلية الحزب الاشتراكي من جديد، ويجب التوجه إلى الشعب الفرنسي أكثر والوقوف على  الأسباب الي أدت إلى أفول الحزب بهذا الشكل.

ما تشهدة فرنسا هذه الأيام بمثابة انفجار سياسي كامل وتوقعات بوجوه جديدة من الشباب والنساء والألوان لم يسبق وجودها داخل البرلمان الفرنسي على مدار تاريخه في ظل هيمنة واضحة لحزب الرئيس ماكرون على مقاليد الأمور في البلاد متكئاً على تأييد ساحق من الشعب الفرنسي رغبة منه في التغيير السياسي ورحيل الوجوه القديمة التي أصبحت رموز الفشل السياسي والمشاكل.
https://www.youtube.com/watch?v=TE4Qs-BDHDM
https://www.youtube.com/watch?v=NoMEUvoZSG0
https://www.youtube.com/watch?v=2zG50wrbF2w

ربما يعجبك أيضا