حلوى وبخور ولباس جديد.. عيد المسلمين حول العالم

ياسمين قطب

رؤية – ياسمين قطب

ساعات ويودع المسلمون حول العالم شهر الخير والبركات والصيام، ويستقبلون عيد الفطر المبارك، ويحتفي به المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها، ويتنوع استقبالهم له من بلد إلى آخر، ومن أبرزهم:

للعيد بصمته الخاصة في دولة الإمارات، من خلال عادات وتقاليد راسخة تجمعها بكثير من المجتمعات الخليجية في هذه المناسبة السعيدة. حيث تتميز مباهج العيد في الإمارات بالموروث الشعبي الذي يحرص عليه الآباء والأسرة عموماً، يبدأ من الخروج إلى مصليات العيد في الصباح لتنطلق الألسن بالتكبير والتهليل معلنة بداية مظاهر اليوم الأول بتأدية هذه الشعيرة المباركة.

وتحرص العائلة الإماراتية على إعداد تجهيزات خاصة تتعلق بأطباق الطعام الخليجية المتميّزة، وأصناف الشراب، والحلويات، والخبز بشتى أنواعه، إضافة إلى أشكال أخرى من الحلويات والقهوة العربية، وأنواع مختلفة من التمور التي تقدَّم في وجبات الصباح. والنساء لهنّ أيضاً نصيب من هذه الاستعدادات، حيث تستعد الفتيات والسيدات لنقش أيديهن بالحناء الحمراء ليلة العيد بفنون وأشكال ورسوم عجيبة، وألوان مختلفة.

أما الحلوى الكويتية الخاصة بالعيد فهي شعر البنات، وهي حلوى خاصة تصنع على شكل الشعر الطويل، وما زالت هذه الحلوى تقدم في العيد كما كان يقدم معها في العيد الهريس؛ وهو نوع آخر من أنواع حلوى العيد.

وفي البحرين نجد “القدوع”؛ وهو صحن كبير يضم أنواعاً كثيرة من الفواكه والحلويات، يتصدر مجلس الضيوف، حيث تُقدم هذه الأنواع ليختار منها ما يشاء عندما يحل ضيفاً على أحد البيوت.

كما تقدم الحلوى البحرينية الشهيرة للضيوف، ويجتمع أفراد العائلة مع أقاربهم لتناول طعام الغداء في بيت الوالد في أول يوم العيد.

وفي عمان، عندما يهل هلال شهر شوال معلناً بذلك نهاية شهر رمضان المبارك وبداية العيد السعيد، تعم الفرحة الجميع، وتطلق عشرات طلقات الذخيرة من البنادق معلنة بذلك رؤية هلال العيد، وفي صباح يوم العيد يتناول الناس وجبة إفطارهم الصباحية، وهي الوجبة الأولى للعيد “العرسية”، التي طبخت منذ الليل، وهي الوجبة المفضلة والشهيرة لدى عامة العمانيين، ثم يذهبون لتأدية صلاة العيد.

عيد رغم أنف الاحتلال
للعيد في أرض المسجد الأقصى لا تقل بهجة وسعادة عن سواها، فبرغم وجود الاحتلال الإسرائيلي إلا أن أهل الأرض لا يبرحون أرضهم وتنتشر مظاهر البهجة واللعب والاحتفال في القدس.

ويخرج الجميع إلى الساحات القريبة لأداء صلاة العيد، خاصة ساحة المسجد الأقصى، وبعد انقضاء صلاة العيد يذهبون للأسواق التي تتلون بأنواع الحلوى المختلفة.

ويأخذ الأطفال العيديات، ولا تكتمل ليلة العيد دون سماع أغنية يا ليلة العيد فتجد المحلات والمحطات التلفزيونية والإذاعية تذيعها مرارا وتكرار لما تعطيه من معنى وإحساس جميل بقدوم العيد.

ويوم العيد تخرج العائلة كافة مبكرًا لصلاة العيد، ويقف المصلون فى مشهد مهيب وقوي في صفوف منتظمة متساوية لأداء الصلاة في الساحات والميادين، ويعودون إلى المنازل لتناول حلوى العيد وتبادل الزيارات.
 

العيد في المغرب حلوى ولباس
بمجرد سماع خبر تحديد يوم العيد على القنوات المغربية، يجول “النفار” أو “المسحراتي” في كل الأزقة طالبًا زكاة الفطر، وتتوجه ربات البيوت إلى المطبخ لآخر تحضيرات الحلويات أو ما يسميه البعض “فطائر العيد”، التي تتناول في صباح العيد، مثل “المسمن” أو “البغرير”، وتجهيز ملابس العيد لكل أفراد العائلة.

وتسهر النساء عادة على إعداد فطائر العيد إلى وقت متأخر، ويحرصن على استقبال هذه المناسبة بمنازل نظيفة، يعكفن في اليومين الأخيرين من رمضان على تنظيف منازلهن وشراء مستلزمات تحضير الحلويات، التي تزين مائدة الفطور في أول أيام العيد.

ومن بين أشهر الحلويات المغربية التي تقدم في العيد: الحلويات المصنوعة بالتمر، حلويات “كعب الغزال”، حلويات “الزليجة” وحلويات “المحنشة”، وكلها حلويات تقليدية مغربية، تكون حاضرة “بقوة” على مائدة العيد، أما في وقت الغداء، فأغلب المغاربة يفضلون تحضير “البسطيلة” احتفالًا بالعيد.

وتلبس المرأة “جلابة” تقليدية والرجل يحرص على لبس “القندورة” خلال صلاة العيد أو الجلباب مرفوقًا بـ”البلغة” المناسبة له، أو “الجبادور”، أما الأطفال فتتنوع ملابسهم وتختلف حسب إمكانيات أسرتهم المادية، إلا أنهم نادرًا ما يلبسون التقليدي في هذا العيد، عكس آبائهم.

عودة لإندونيسيا
هاري رايا عيد الفطر أو ليباران هو الاسم الشعبي لعيد الفطر في إندونيسيا وهو أحد الأعياد الوطنية الكبرى في البلاد، ولكن مصطلح ليباران هو الأكثر شيوعا، بينما “عيد الفطر” يشيع بين الشباب الذين يرغبون في تقليد العرب أكثر.

تسمى الليلة التي تسبق عيد الفطر “تاكبيران”، وتكون مليئة بأصوات المؤذنين الذين يرددون تكبيرات العيد طيلة الليل في المساجد والمصليات، وعادة ما يملأ الناس الشوارع ويرددون التكبيرات أيضا، وفي أجزاء كثيرة من إندونيسيا وخاصة المناطق الريفية، تضاء المشاعل والمصابيح خارج وحول المنازل، مع إطلاق مختلف المفرقعات والألعاب النارية.
 
وفي يوم عيد الفطر بعد أداء صلاة العيد في الصباح يتجمع الناس بملابسهم الجديدة لتهنئة أسرهم وجيرانهم، وتتمثل عبارات التهنئة في قولهم “سيلامات عيد الفطر” التي تعني “عيد سعيد”، ودعوة للتسامح تعني حرفيا “العفو بيننا ظاهرا وباطنا”، وبعدها يتزاور الناس فيما بينهم، فيخصصون الزيارات الأولى للعائلات القريبة واليومين الثاني والثالث للأصدقاء والعائلات البعيدة، وتسمى الزيارات في اندونيسيا “حلال بحلال”.
 
تقدم الأسر وجبات خاصة خلال هذه الأيام مثل كيتوبات، آيام أوبور، رندانج، سامبال غورنغ أتي، وتتمثل حلوياتهم في “ليمنج” وهو نوع من كعكة الأرز اللزج المطبوخ في الخيزران، إضافة إلى أنواع مختلفة من الأطباق الحلوة.

وفي “جاكرتا”، يوزع الحكام السلع الغذائية بالمجان على سكان القرى الأندونيسية بمناسبة العيد، ويخرج المواطنون إلى الأسواق التي تتكدس بعدد من الأندونيسيين لشراء الملابس الجديدة والحلوى المناسبة للعيد.

تشهد البلاد واحدة من أكبر الهجرات البشرية المؤقتة على الصعيد العالمي، وهو العرف السائد حيث يعود العمال والطلاب إلى قراهم ومدنهم الأصلية للاحتفال مع أسرهم. هناك حوالي 30 مليون من الإندونيسيين يسافرون إلى مسقط رأسهم خلال عطلة ليباران من كل عام، وتعرف هذه الهجرة السنوية في إندونيسيا باسم “موديك” (وتعني الذهاب إلى منطقة الأصول) أو بولانغ كامبونغ (العودة إلى القرية).

عيد الهند
عيد الفطرهو يوم عطلة رسمية في كل أنحاء الهند ، ومنذ رؤية هلال دل شوال، تكتسي المدن والقرى الآهلة بالمسلمين حللا قشيبة، وتزدحم الطرق والميادين بأكشاك باعة الحلوى والفواكه، ومحال بيع الملابس الفاخرة، وأدوات الزبنة.

وأما الاستعدادات للاحتفال بعيد الفطر فتبدأ في منتصف شهر رمضان المبارك.

وقبل أيام من حلول يوم العيد، يهرع الناس إلى الأسواق لابتياع الملابس الجديدة واللوازم المنزلية، ويدب في كل بيت من بيوت المسلمين نشاط وفرح ابتهاجا بقدوم هذا اليوم السميد، ويلعب الأطفال بالمفرقعات وأنواع اللعب العديدة وتضاء الجوامع بالأنوار الساطعة ويبدأ تبادل التهاني بين الصغار والكبار، والكلمة التي تردد في كل مكان هي “عيد مبارك” ويتبادل فيه المسلمون مع إخوانهم من الطوائف الأخرى التهاني والزيارات، وتقام الحفلات والولائم.

وتأتي احتفالات العيد في الهند على شكل زخرفة اليد بالحناء، خاصة في مدينة “حيدر أباد”، والتجمع عند مسجد شهير هناك يُدعى “جاما”، حيث النفحات العطرة، والطبيعة الخلابة، والمناظر التاريخية الرائعة.

ويأخذ العيد “تايلاند”، شكلا مختلفا، حيث تذهب النساء للأسواق وشراء ملابس صلاة العيد للرجال والأطفال، كما يذهب الرجال إلى صلاة العيد في شكل جماعات إلى المساجد مرتدين السارونج، وهو الزي الرسمي للمسلمين في تايلند.

“كحك مصر”
لايخلو بيت في  مصر من طبق “الكحك” الشهير بمباهجه وفرحته الممتدة منذ أواخر شهر رمضان الكريم، ويرافقه “البسكويت المميز مع البيتيفور والغريبة والقراقيش” وهي حلويات يجتمع لها الجيران والعائلة لصنعها، وحلاوتها تأتي في التجمع، وتحلو النكات والمسامرات وقت تشكيل وعجن مخبوزات العيد.

من أشهر حلويات العيد في مصر هو “كحك” العيد، ويشبه “المعمول” السوري في الشكل فقط، لا المكونات، ويتكون من الدقيق والسمن والسمسم والفانيليا والحليب، ويشكل سادة أو محشو بالتمر المفروم “عجوة” أو ملبن “حلقوم” أو مكسرات، أو عجينة العجمية.

ويوضع على السفرة بجواره مكسرات وأشهرها الفول السوداني غير المقشر، والتوفي والسكاكر، والترمس المملح، والحلبة المزروعة في بعض المناطق الريفية، أما كوب الشاري فهو البطل المساعد في تلك الجلسات، وتضفي على الحلو حلاوة، ويحبه الصغير والكبير، كما أن الشاي هو المشروب الأشهر في مصر، مثل القهوة العربية في الخليج.

وطقوس العيد في مصر تبدأ من ليلة العيد، تضيء الشوارع بالأنوار، وتمتلئ بالزينة ويلعب الصغار وتعلو التكبيرات ويستيقظ الشارع حتى صلاة العيد، ويجتمع المصلون في المساجد والباحات لأداء صلاة العيد، ثم يتجهون إلى منزل الآباء وكبار العائلة وتكون هي مركز التجمع العائلي الكبير، ويلتقي القاصي والداني والمغترب يعود من سفره، ويفرح الأطفال بالعيديات واللعب.

حلوى وبخور الخليج
البخور هو البطل الرئيسي في أجواء العيد بدول الخليج، فتعبق الأرض وتندي السماء بخورًا وأريجا طيبا، وبخور العيد يجب أن يكون من النوع الملكي الفاخر الذي تطيب له الأنفس ويعبر عن السعادة والترحيب بقدوم عيد المسلمين ووداع شهر الصوم آملين من الله قبوله، وعودته أعوامًأ مديدة.
“عيدكم مبارك”، “عساكم من عواده” جملتين معبرتين عن تهنئة العيد في الخليج، ولكل بلد عاداته وطقوسه المميزة إلا أن أغلب دول الخليج تتشابه بنسبة 90% في مراسم العيد واحتفالاته.

ربما يعجبك أيضا