ماكرون والإعلام.. هل انتهى شهر العسل؟

محمد عبدالله

رؤية – محمد عبدالله

تميز بالدفاع عن الصحافة والإشادة بدورها المحوري في أية ديمقراطية عندما كان مرشحاً رئاسياً، لكنه وبعد أن وصل إلى كرسي الحكم لم يبد أي عرفاناً بالجميل للإعلاميين الذين اتهم كثيرين منهم بالميل له أثناء السباق الرئاسي.

الرئيس الفرنسي الشاب، إيمانويل ماكرون، في مرمى النيران من وسائل الإعلام المحلية بعد اتهامه “بالعداء” لها مبررين ذلك بأن ماكرون ومنذ وصوله لقصر الإليزيه لم يجر أي مقابلة صحفية, وألغى اللقاء التليفزيوني الذي اعتاد الفرنسيون تنظيمه بمناسبة العيد الوطني كل سنة منذ أكثر من أربعة عقود.

ليأتي رد أنصار الرئيس والمقربون منه بأن فكر ماكرون أكثر تعقيداً من أن يخضع لقاعدة السؤال والجواب مع الصحفيين.

هولاند.. السبب!

ترى الكاتبة الصحفية “ميرفت طانيوس” مديرة مكتب أخبار اليوم بباريس، أن تصرف ماكرون “طبيعياً” وليس أمراً مفاجئاً، معللة ذلك بأن سلفه فرانسوا هولاند “انتهى سياسياً” بعد كتاب ” لا يجب الرئيس أن يقول هذا” لاثنين من الصحفيين ومن ثم ماكرون يجب أن يكون حذراً وهو ما يفسره البعض بأنها رغبة لـ”تكميم الأفواه”.

تكميم أفواه

وهو ما يعارضه مصطفى الطوسة، نائب رئيس تحرير بـ”مونت كارلو” الذي يرى بأن هناك رغبة من ماكرون لتكميم الأفواه ووضع آلية جديدة للتواصل مع الإدارة الفرنسية الجديدة مستدلاً على ببعض الإشارات التي تؤكد كلامه أولها اختيار قصر الإليزيه للصحفيين الذين يرافقون الرئيس في زياراته الخارجية.

والإشارة الثانية هي عدم إجراء ماكرون لأية مقابلة صحفية منذ وصوله إلى قصر الإليزيه والتعليل بأن فكر الرئيس أكثر تعقيداً للرد على أسئلة الصحفيين، وهو ما يعدّ تضييقاً للحريات، رغم أنه صنيعة الإعلام على حد قوله.

ونشرت الجمعية الفرنسية للصحفيين رسالة مفتوحة وفقاً  لموقع “ذي ليبرتريان ريبابليك” الأمريكي اتهمت فيها الحكومة باستخدام أساليب الضغط والتهديدات القانونية ضد العاملين بالصحف والقنوات.

وتضمنت الرسالة اسم وزيرين؛ قالت إنهما يسلكان طرقا مقلقة ومثيرة للذعر، فيما يتعلق برؤيتهم عن استقلالية وسائل الإعلام وحماية المصادر؛ وضربت مثالا بتقدم  وزارة العمل الفرنسية بشكوى ضد صحيفة ليبراسيون الفرنسية متهمة الأخيرة بسرقة مستندات، وذلك بعد ما نشرته الأخيرة عن خطة الحكومة لإصلاح قانون العمل.

وقالت الوزارة إن الشكوى ليست موجهة إلى الصحيفة ولكن إلى مصدر التسريب، ورأت النقابات في هذه الخطوة إشارة تهدف إلى تكميم المهنة.

ماكرون والإعلام الروسي

وللعودة بالذاكرة قليلاً نحو شهر وأكثر مضى نجد أن ماكرون وخلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، اتهم وسائل إعلام تمولها الدولة في روسيا سعت لزعزعة حملته لانتخابات الرئاسة.

وفي وجود بوتين إلى جانبه كرر ماكرون الاتهام “خلال الحملة.. “روسيا اليوم” و”سبوتنيك” كانا من بين عوامل التأثير التي في الكثير من الأحيان نشرت أخبارا كاذبة عني شخصيا وعن حملتي… كانتا من أدوات التأثير من خلال الدعاية.. الدعاية الكاذبة”.

ماكرون وفي خطابه الأخير أمام البرلمان دعا “ضمنياً” الصحافة إلى ضبط النفس عما أسماه بالبحث الدائم عن الفضائح والانتهاك المستمر وتقويض سمعة الناس. كيف يمكن تفسير هذه المواقف؟ ولماذا تغيرت نبرة ماكرون إزاء الإعلام؟ وهل هناك مخاطر حقيقية تهدد الصحافة والصحفيين في عهد ماكرون؟.. هذا ما ستجيب عنه قادم الأيام في باريس!
   

ربما يعجبك أيضا