ضمن جهود الوساطة.. هل ينجح أردوغان في إنقاذ قطر؟

محمود طلعت

رؤية – محمود طلعت

بدأ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليوم الأحد (23 يوليو 2017) زيارة تستغرق يومين إلى كل من السعودية والكويت وقطر، في مسعى جديد للوصول إلى حل للأزمة الخليجية مع قطر.

وفي الخامس من يونيو الماضي قاطعت دول عربية وإسلامية الدوحة، بسبب اتهامات تتعلق بتمويل قطر لجماعات إرهابية، وبتحالفها مع إيران التي تهدد استقرار الخليج والمنطقة.

جدول أعمال الزيارة

أعلنت الرئاسة التركية، في بيان لها، أن الرئيس أردوغان سيلتقي في مدينة جدة السعودية الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وولي العهد محمد بن سلمان آل سعود.

وفي العاصمة الكويتية، يلتقي أردوغان، أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح، ليتوجه بعدها إلى قطر للقاء أميرها الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، في أول زيارة له إلى المنطقة منذ بدء الأزمة الخليجية في 5 يونيو الماضي.

وبحسب بيان الرئاسة، فإنه من المنتظر أن يبحث أردوغان مع قادة الدول المذكورة، العلاقات الثنائية والتطورات على الساحة الإقليمية والدولية، وفي هذا الإطار سيتم التداول حول إمكانية اتخاذ خطوات من شأنها حل الأزمة بين الدول الخليجية.

جهود تركية

قبيل مغادرته إلى السعودية وخلال مؤتمر صحفي في إسطنبول، أكد أردوغان أن أزمة قطر لا تفيد أحدا، وأن العالم الاسلامي ليس بحاجة لمزيد من الانقسام، واعتبر أن المسؤولية الكبرى تقع على عاتق السعودية لحل الأزمة الخليجية.

وكان الرئيس أردوغان قد أكد في كلمة ألقاها في أنقرة أول أمس الجمعة أن “تركيا ستبذل أقصى ما في وسعها لحل المشاكل بين الأشقاء في منطقة الخليج”.

وقال “لقد تألمنا كثيرا لظهور الأزمة بين أشقائنا الخليجيين، وسنستمر في مساعينا الصادقة في ألا تتحول هذه المشاكل بين الأشقاء لقضايا دائمة تسبب ضررا لا يمكن إصلاحه”، مضيفا أن أنقرة تنظر إلى كل شعوب الخليج على أنها شقيقة لها.

رؤية تحليلية

خبراء ومحللون وصفوا الزيارة بالهامة، إذ تعتبر وفق تقديرهم خطوة من شأنها أن تحضّر أرضية للتفاهم بين أطراف الأزمة المستمرة منذ أسابيع.

الخبير في الشؤون السياسية، أحمد أويصال، قال إن زيارة أردوغان ستكون بمحلها وهي مهمة جدا للتأكيد على أن الأزمة الراهنة لن تعود بالفائدة على أحد، مشيرا في الوقت ذاته إلى أهمية الوساطة التي انتهجتها تركيا منذ اندلاع الأزمة بين الدول الخليجية.

وفيما يخص العلاقات التركية السعودية في ضوء الأزمة الراهنة، قال أويصال: “استخدم البلدان خطابا إيجابيا يقوم على الاحترام المتبادل رغم اختلاف موقفهما تجاه قطر، وهذا إنما يدل على أن كلاً منهما يولي أهمية للطرف الآخر”.

من جانبه، يرى الأكاديمي بقسم العلوم السياسية في جامعة يلدريم بيازيد في أنقرة، محيي الدين أطمان، أن “زيارة الرئيس أردوغان الخليجية، من شأنها أن تحول دون التصعيد أو فرض العزلة بشكل أكبر على قطر، وتحذّر جميع الأطراف من أن استمرار الأزمة سيعرضها لأضرار يصعب تعويضها لاحقا”.

أما السفير رخا أحمد حسن عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، فأشار إلى أن زيارة أردوغان توضح لحلفائها أن نزول القوات التركية إلى قطر لحمايتها وليس ضد الحلفاء كما تلعب تركيا دور الوساطة لحل الأزمة.

وأشار إلى أن القوات السعودية لم تستنكر انتشار قوات الجيش التركي فى قطر ورحبت بالزيارة الحالية لأردوغان حفاظا على العلاقات الإستراتيجية بين البلدين، موضحًا أن حضور أردوغان تمهيد للوساطة وتخفيف مطالب الدول لحل الأزمة.

بدوره، أعرب الخبير في العلاقات الدولية، محمد شاهين، عن اعتقاده بأن الرئيس أردوغان سيؤكد خلال زيارته على أهمية أمن الخليج وضرورة الوحدة والتكاتف بين البلدان العربية، متوقعًا انتهاء التوتر الراهن خلال الفترة المقبلة، واستبعد زيادة عمق الأزمة بين الدول الخليجية.

ربما يعجبك أيضا