في ذكرى تأميم قناة السويس.. يونس وعزت وأبوبكر “أبطال منسيون”

عاطف عبداللطيف

رؤية – عاطف عبد اللطيف

تمر الأعوام والسنون ويظل “تأميم قناة السويس” الذي يوافق الـ26 من يوليو سنويًا، أحد أهم القرارات السياسية والاقتصادية التي اتخذتها القيادة السياسية في مصر خلال تاريخها الحديث، فهو قرار لا يقل في أهميته عن خوض حرب 6 أكتوبر 1973 واسترداد الكرامة والأرض، إن تأميم قناة السويس هو القرار الذي تسبب في أن تشن فرنسا وبريطانيا وإسرائيل هجومًا مشتركًا على مصر بحجة أن قرار التأميم أضر بمصالح العالم على أمل أن تسهم هجمتهم في أن تظل القناة تحت سيطرة غير مصرية، ولكن فشل العدوان الثلاثي عام 1956 وخرجت مصر من المعركة أشد صلابة وقوة ولقي قرار التأميم بمزيد من الالتفاف حول القيادة السياسية المصرية آنذاك..

لقد اعتمد الزعيم جمال عبد الناصر على 3 رجال يثق فيهم بشدة وفي إخلاصهم لإنجاز المهمة الكبرى والإشراف على عملية التأميم بينما يلقي هو خطابه إلى الأمة المصرية من ميدان المنشية بالإسكندرية مستخدمًا كلمة سر متفق عليها “ديليسبس”..

وفي ليلة التأميم تكونت ثلاث مجموعات إحداها رئيسة في الإسماعيلية والثانية في السويس والثالثة في بورسعيد وكان يونس على رأس مجموعة الإسماعيلية ولم يكن أحد يعلم سر مهمة التأميم في المجموعات الثلاث سواه وعبد الحميد أبو بكر ومحمد عزت عادل ووصل الإسماعيلية بعد ظهر يوم التأميم فلما خطب ناصر في الإسكندرية وقال كلمة ديليسبس ثم قال: «والآن إخوان لكم..»، دخل مع مجموعته مبنى الشركة واستدعى المسؤولين وأبلغهم قرار التأميم بالعربية فانهاروا أمامه وطلبوا تأمين حياتهم.

محمود يونس

محمود أحمد يونس، مهندس مصري والمسئول الأول عن عملية تأميم قناة السويس وإدارتها عقب التأميم.

من مواليد 11 أبريل عام 1911 في شارع الأربعين بحي السيدة زينب لأب يعمل موظفًا في السكة الحديد، وهو أحمد يونس، حصل على الإبتدائية من مدرسة محمد على عام 1924 والتحق بالمدرسة الخديوية ونال الكفاءة في 1928 ثم البكالوريا عام 1930.

صاحب جمال عبد الناصر وعبد الحكيم عامر منذ 1948 وشارك في حرب فلسطين، وعقب ثورة يوليو، أسند إليه المكتب الفني ورئاسة لجان جرد قصور الملك.

عين عضو مجلس إدارة هيئة قناة السويس المنتدب عام 1956، ورئيس مجلس إدارة هيئة القناة من 10 يوليو 1957 حتى 10 أكتوبر 1965.

محمد عزت عادل

مهندس مصري، أحد الأضلع الثلاثة التي كانت على رأس عملية تأميم قناة السويس، والتي كانت تضم عبد الحميد أبو بكر ومحمود يونس، من مواليد عام 1925، وتخرج من كلية الهندسة جامعة القاهرة عام 1950.

رشحه عبد الحميد أبو بكر، لمحمود يونس للعمل معه في تنفيذ خطة نسف معمل تكرير البترول الحكومي، بناء على طلب المشير عبد الحكيم عامر قائد القوات المسلحة، عقب ثورة 23 يوليو 1952، ووافق يونس على هذا الترشيح.

عين مدير إدارة التحركات بهيئة قناة السويس في العام 1983، ورئيسًا لمجلس إدارة هيئة قناة السويس من 1 يناير 194 حتى ديسمبر 1995، وبعد قناة السويس، انخرط في السياسة، فعمل أمين مساعد الحزب الوطني الديموقراطي لمحافظة الإسماعيلية، نال وسام الاستحقاق من الطبقة الأولى عام 1956 من الرئيس جمال عبد الناصر ووسام الجمهورية عام 1981.

عبدالحميد أبوبكر

مهندس مصري، قاد عملية تأميم قناة السويس بجانب كل من محمود يونس ومحمد عزت عادل، من مواليد 23 سبتمبر 1923، تخرج من كلية الهندسة جامعة القاهرة عام 1948.

في يوليو 1956، كان ثاني المهندسين الثلاثة الذين كلفوا بالتحضير لتنفيذ عملية تأميم قناة السويس، وقادوا العملية وأداروا القناة بنجاح، وكان ثاني أربعة أفراد قادوا عملية تشغيل القناة، في الليلة التي انسحب فيها المرشدون والموظفون الأجانب من القناة في سبتمبر 1956.

عين سكرتيرًا عامًا وعضوًا لمجلس إدارة القناة عقب التأميم، وظل يعمل في خدمتها حتى العام 1964، وخلال تلك المدة اشترك في تنفيذ مشروعات تطوير القناة، وإنشاء الترسانة البحرية والشركات التابعة للهيئة، كما عين أول رئيس لشركة مصر للبترول عام 1964، بعد أن عهدت إليه قيادة عملية تأميم شركة “شل” و”شل للكيماويات”، وإدماجها مع 17 شركة بترول ونقل، واصبح اسمها “شركة مصر للبترول”.

ربما يعجبك أيضا