إبرامز الأمريكية في يد الهندسة العكسية الإيرانية

يوسف بنده

رؤية – بنده يوسف

كل الأشياء الموجودة في عراق ما بعد عام 2003م وحتى يومنا هذا خدم بشكل مباشر إيران، فسياسيًّا أضحت الأخيرة مسيطرة تمامًا على النظام السياسي العراقي بشقيه الحكومي وغير الحكومي، واقتصاديّا قدم الاقتصاد العراقي خدمات جليلة لإيران إذ ساهم بشكل كبير في تخفيف من وطأة العقوبات الاقتصادية الدولية التي كانت مفروضة عليها على خلفية برنامجها النووي. وأمنيًّا أصبح لإيران فصائل مسلحة عراقية لها ثقل في الشارع وتأتمر بأوامرها.

أما عسكريا، كان العراق عبارة عن ممر إيراني لتقديم الدعم العسكري لبشار الأسد، وأيضًا مكّن ظهور تنظيم داعش الإرهابي في المشهد العراقي بحزيران/ يونيو عام 2014م، في تحقيق الاستراتيجية الإيرانية أولًا في هدم المدن السنية العراقية كالموصل، ثانيا إيجاد ممر بري يصل طهران بحلفائها في سوريا ولبنان ثالثا الوصول إلى شواطئ البحر المتوسط.

لقد عمل النظام الإيراني خلال الحرب العراقية الإيرانية على تطوير مجال الهندسة العكسية في المجال العسكرية والاستفادة منها في تقليد أسلحة الدول الكبرى مثل روسيا. وبذلك استطاعت إيران تقليد الصواريخ الروسية بل حتى أنها عملت على تقليد منظومة الصواريخ بعيدة المدى اس300. وكذلك في مجال الطائرات بدون طيار وغيرها من الأسلحة التي كانت نسخ مقلدة من أسلحة الدول المنتجة أو المعادية.

الهندسة العكسية هي افضل الطرق لكشف وتعلم اسرار صناعه السلاح، والصينيون يعتبرون الأفضل في هذا المجال. المبدأ الذي تقوم عليه الهندسه العكسيه هو أن تفكك السلاح الي مكوناته الأساسيه ثم تبدا بنسخ وصنع هذه المكونات قطعه قطعه وجمعها في النهاية وهكذا اصبح لديك نسخه اخري من السلاح الذي فككته. إيران لديها علاقات وثيقه جدا مع الصين واشترت الكثير من الأجهزه الهندسيه من الصين ودربت فنييها ومهندسييها في الصين علي مبدأ الهندسه العكسيه حتي تتمكن من نسخ الأسلحه القديمة التي تمتلكها. الخطورة أن إيران بدأت تستفيد من هذا المجال في تقليد الصناعات الشرقية والغربية، فهي تقلد الأسلحة الروسية وتنتقل إلى السلاح الغربي، سيما الأمريكي.

سلاح أمريكي صنع في إيران

خلال عمليات الحشد الشعبي، استنسخت ايران عتادا أمريكيا خاصا بدبابات الابرامز لقوات الحشد الشعبي العراقية، حيث “السلاح cal 50 المضاد للدروع استنفد لدى القطعات العسكرية التي تستخدم دبابات الابرامز، وكان من المفترض ان تقوم شركة ابرامز بتزويدها بهذا العتاد، لكنها لم تفعل، بسبب مشاركة الدبابات إبرامز في عمليات الحشد الشعبي الذي رافق القوات العراقية.

بعدها، أبلغ قادة الفصائل الجنرال الإيراني قائد فيلق القدس، قاسم سليماني بالقصة، وبعد شهر فقط جاء سليماني بكميات كبيرة من السلاح والعتاد الإيراني المستنسخ. لقد زود الإيرانيون دبابات إبرامز مرة أخرى بصواريخ cal 50، لكنها تحمل هذه المرة علامة الصناعة الإيرانية بكلمة (ساخت ايران/صنع إيران). وهو ما أزعج شركة إبرامز والإدارة الأمريكية بشكل كبير.

إبرامز إيرانية الصنع!

حسب مركز الروابط للدراسات، فقد قامت إحدى الفصائل العراقية المسلحة بإرسال دبابة “إبرامز” الأمريكية المتطورة دفاعيًّة وهجوميَّا إلى إيران. تشتهر الدبابات الأمريكية بجودتها وبقدرتها القتالية العالية منذ الحرب العالمية الثانية وحتى يومنا هذا. ولعل أبرز هذه الدبابات واشهرها في عصرنا، الأبرامز التي استخدمت في حرب الخليج الثانية، حرب أفغانستان، حرب العراق 2003 والتدخل العسكري في اليمن.

وتعتبر أبرامز من أقوى الدبابات في العالم وهي خليفة الـ أم 60 وهي دبابة قتال رئيسية في الحروب مزودة بمدفع من عيار 120 ملم وبرشاشين من عيار 7.62 ملم. وتعتمد الأبرامز التي تزن حوالي 63 طن على محرك توربيني من نوع تكسترن ليكومنج أي جي تي يولد قوة 1500 حصان يخولها الوصول إلى سرعة 67.6 كلم في الساعة.تتكون الدبابة من طاقم يصل عدده إلى 4 وهي تتمتع بدروع ملحومة وبجهاز وقاية من أسلحة التدمير الشامل إضافة إلى أجهزة لكشف الإشعاع الذري والغازات الحربية ونظام رؤية ليلي متطور.  ولمزيد من الحماية زودت الأبرامز أيضاً بقاذفين على جانبي البرج وبتجهيزات لإنتاج دخان للتخفي.

 مما لاشك فيه هذا التواطىء العسكري في العراق قدم خدمة عسكرية لإيران فبوسعها الآن معرفة مواطن الضعف والقوة في دبابة “إبرامز” ومن ثم العمل على إعادة انتاج دبابة بمواصفاتها تماما بما يسمى بالهندسة العكسية. وإذا تمكنت إيران من صنعها فبإمكانها بعد ذلك أن تبيع أسلحتها القديمة للحكومة العراقية، فقد أصبح العراق بعد عام 2003م مستوردًا مخلصًّا لكل السلع الإيرانية الرديئة.

ربما يعجبك أيضا