“الهجرة العكسية”.. صداع مزمن في رأس بني صهيون

أشرف شعبان

رؤية – أشرف شعبان

يبدو أن إسرائيل، “فلسطين التاريخية ” أرض “اللبن والعسل” المزعوم بدأت تأكل سكانها أو بالأحرى مستوطنينها الذين باتوا يفكرون ليل نهار في الهجرة العكسية منها كلما سنحت لهم فرصة الخروج لدول أخرى، وبالتحديد خلال الأعوام الأخيرة.

المزاعم التي ينشرها الصهاينة في دول أوروبا بين اليهود المغرر بهم، بأن إسرائيل تفيض لبنًا وعسلًا فالمراعي فيها جيدة وبالتالي فالثروة الحيوانية ممتازة مما يزيد من إدرار اللبن، وأيضًا تبلغ حلاوة الثمار إلى طعم العسل، كما أن النحل يرعى ويفرز العسل بوفرة، أصبحت في مهب الريح خلال الأعوام الأخيرة.

كتاب الإحصاء السنوي الإسرائيلي كشف في تقرير صادر أن عدد الإسرائيليين الذين غادروا البلاد يفوق عدد العائدين إليها، وهي سابقة لم يشهدها هذا الكيان المحتل منذ نحو عشر سنوات.

وقال الإحصاء “الإسرائيلي” إن عدد المستوطنين الذين غادروا إسرائيل فيما يعرف بالهجرة العكسية منذ العام 1948 حتى نهاية العام 2015 ولم يعودوا إليها بلغ 720 ألفاً.

من المعروف أن الإعلام والدوائر الرسمية في إسرائيل لا تتحدث عن الأرقام الحقيقية للهجرة المعاكسة من إسرائيل، حتى لا تؤثر هذه الأرقام في نفوس المستوطنين الذي يعيشون أساسا في كيان محاط بالأزمات المختلفة، مثل المشهد السياسي الضبابي وغياب الأفق في ملف السلام مع الفلسطينيين بالإضافة إلى الأزمة الاقتصادية التي يعاني منها الكثيرون داخل الاحتلال، ناهيك عن الوضع المتفجر في منطقة الشرق الأوسط ما يحدو بالكثير من اليهود إلى الهرب بحثا عن مستقبل أكثر أمانا لأطفالهم.

ورغم المحاولات المستمرة من حكومة الاحتلال الإسرائيلي لتشجيع اليهود على الهجرة إلى فلسطين المحتلة والبقاء فيها، وتحريضها المستمر على المهاجرين اليهود، إلى حد بلغ أن وزير المالية السابق يائير لابيد وصف الإسرائيليين الذين انتقلوا إلى برلين بأنهم “معادون للصهاينة، إلا أن الواقع على الأرض والأرقام مختلفان تماما، عما يزعمه الاحتلال.

فخلال أعوام 2012- 2015، بلغ عدد الإسرائيليين الذين يقيمون في الولايات المتحدة نحو 17.770 شخصاً مقابل أقل من 13 ألف شخص انتقلوا من الولايات المتحدة إلى إسرائيل، حسبما كشفت إحصاءات الأمن الداخلي. 

وبحسب التقرير الذي نشره موقع “جيروزاليم بوست” الإسرائيلي، حول ظاهرة هجرة الإسرائيليين المتزايدة نحو الولايات المتحدة، فقد تبين أن عدد الإسرائيليين الذين هاجروا إلى الولايات المتحدة في السنوات الأخيرة كانوا أكثر من الذين جاؤوا منها، وأغلبهم خرجوا بزعم التعليم والعمل.

عام 2014

أعلنت وزارة الهجرة التابعة للاحتلال الإسرائيلي أن عدد المهاجرين من اليهود الفرنسيين الذين وصلوا إلى إسرائيل تراجع بنسبة 15,1% منذ بداية العام 2015 مقارنة بالفترة نفسها من العام 2014.

وأوضحت الوزارة أنه خلال الأشهر الأربعة الأولى من 2015، هاجر 1398 يهوديا فرنسيا إلى إسرائيل مقابل 1647 عام 2013.

وخلال هذا العام قدمت وزيرة الاندماج الإسرائيلية صوفا لاندفر للبرلمان خطة لتشجيع يهود فرنسا على الهجرة إلى إسرائيل تهدف إلى دفع ألف يهودي فرنسي إلى القيام بذلك خلال السنوات الثلاث المقبلة.

ووضعت لاندفر لهذه الخطة ميزانية بمبلغ 3,8 مليون يورو وستشمل إزالة العوائق الإدارية لتسهيل هجرتهم إلى إسرائيل واندماجهم.

عام 2015


كشفت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية أن عدد اليهود الذين غادروا إسرائيل في العام 2015 فاق عدد الذين عادوا إليها.

وذكرت أن قرابة 16700 إسرائيلي غادروا إسرائيل في العام 2015، للعيش خارجها، وأن 8500 فقط عادوا إليها بعد العيش في الخارج لمدة عام على الأقل، وهي أدنى نسبة تسجل منذ اثني عشر عاما بحسب الأرقام الرسمية.

ووفقا لتقديرات مركز الإحصاء الإسرائيلي فإن ما بين 557-593 ألف إسرائيلي يعيشون خارج الكيان الإسرائيلي، وبما لا يشمل عدد الأطفال الذين ولدوا لهم أثناء تواجدهم خارج البلاد.

هذه الهجرة العكسية جعلت الاحتلال يشعر بالقلق تجاه ما يسمى بهجرة الأدمغة التي من شانها التأثير على الصناعات والحياة بصفة عامة داخل هذا الكيان المزعوم، لذلك وضعت إسرائيل حوافز قوية لتشجيع الهجرة إليها تحت برنامج يسمى “العودة في 70”.

وتشمل هذه الإغراءات المالية مساعدات لمدة ستة أشهر، بل وستغطي جزءا من رواتبهم لضمان حصولهم على عمل. كما تقدم الحكومة دورات مجانية في مجال التطوير المهني والاستشارات، لهؤلاء المهاجرين الجدد.

عام 2017

عادة ما يتم التركيز الرسمي والإعلامي في إسرائيل خصوصا من جانب الوكالة اليهودية على عدد الذي اختاروا الهجرة إلى فلسطين التاريخية “إسرائيل” بزعمها ملاذا آمنا لليهود حماية لهم من التهديدات الأمنية التي تستهدفهم في أوروبا خاصة على خلفية الاعتداءات التي شهدتها بلدان مثل فرنسا عام 2015.

فرغم هذه الهجرة العكسية لم يقصد إسرائيل منذ عام 2015 سوى 233 مهاجرا منهم ابنة السفير الأمريكي لدى إسرائيل ديفيد فريدمان.

وستكون طاليا فريدمان، وهي ممرضة في سنوات الـ20 من عمرها واحدة من بين 233 مهاجرًا جديدًا من أمريكا الشمالية الذين وصلوا على متن طائرة مستأجرة من قبل “نيفش بنفيش”، وهي مجموعة تشجع الهجرة إلى إسرائيل.

وتم استقبال القادمين الجدد في مراسم في مطار بن غوريون وسط مشاركة عدد من المسؤولين الكبار من الوكالة اليهودية ووزارة الهجرة، وكذلك عضو الكنيست يائير لابيد.

من المعروف أن السفير فريدمان، محام سابق لترامب، تربطه علاقات عميقة بإسرائيل. ولديه منزلا في القدس، وكان قد أثار جدلا بسبب تصريحاته عن اليهود، اعتذر عنها في وقت لاحق – شبّه فيها مناصري مجموعة يسارية يهودية بـ “الكابو اليهود” في المحرقة، وأيضا بسبب دوره الفعال في دعم المستوطنات في الضفة الغربية.
https://twitter.com/usembassyta/status/864167670794551297
https://www.facebook.com/ShehabAgency.MainPage/videos/2052107131498363

ربما يعجبك أيضا