أم حسن.. من ماسحة أحذية إلى مدرجات الجامعة

سهام عيد

كتبت – سهام عيد

بوجه بشوش، لم يسلم من قسوة الزمن الذي خط تجاعيده، تجلس “أم حسن” أمام صندوق خشبي، لا تلبث أن تلتفت يمينًا ويسارًا حتى يقف أمامها أحد الرجال ويضع حذاءه نصب أعينها، فتمسك فوطتها وتقوم بتلميعه.

رحل زوج أم حسن وترك لها 5 أطفال، وقفت بمفردها لتتحدى أعباء الحياة وتقف بجانب أبنائها، اختارت لنفسها مهنة قلما يقبل عليها الآخرون وتنحصر غالبًا في الرجال.

اتجهت “أم حسن” لمسح الأحذية منذ 17 عامًا، كما دفعها طموحها إلى استكمال دراستها والالتحاق بالجامعة بعد أن أنهى أبناؤها دراستهم.

“اشتغلت ماسحة أحذية عشان أربي أولادي”.. بتلك الكلمات بدأت آمال حسن والشهيرة بام حسن ذات الـ56 عامًا تروي قصة كفاحها مع مسح الأحذية.

“أول ما بدأت ناس كتير ضايقتني، وأول ما شافوني قاعدة بالصندوق ناس اتريقت عليا وناس قعدت تضحك عليا، وناس تتصعب وناس تقول هو فيه ست بتورنش، بس كله يهون عشان خاطر أولادي والمسؤولية اللي ورايا، رميت كل ده ورا ظهري عشان أربي أولادي وأعلمهم وطبعًا جوزي توفى مسبليش ولا معاش ولا حاجة فاضطريت إني أشتغل الشغلانة دي عشان أولادي”.

وتتابع: “عندي بنت و4 أولاد، البت تخرجت من كلية تمريض، والأولاد أحدهم بيدرس في كلية هندسة، وآخر في كلية اقتصاد وعلوم سياسية وثالث في كلية سياحة وفنادق، والأخير في تانية ثانوي.. شجعوني أكمل تعليمي زيهم والتحق بالجامعة وده كان حلمي من زمان والحمدلله حان وقته”.

تضيف: “كان نفسي أدخل الجامعة من زمان أوي أنا واخدة الدبلوم من سنة 1979، وكان أملي أكمل تعليمي لكن اتجوزت وعشان خاطر بيتي وأولادي ركنت أحلامي وآمالي على جنب لحد ما اطمنت على مستقبل ولادي وفكرت أدخل الجامعة زيهم والآن أنا في المستوى الثالث في كلية خدمة اجتماعية جامعة حلوان”.

توجه أم حسن رسالة إلى كل أم تواجه صعوبات في الحياة بأن تتحداها وتناضل من أجل أبنائها، قائلة: “بقول لكل أم يحصلها ظروف زي ظروفي مترميش عيالها وتروح تتجوز.. لا.. تتحدى ظروفها وتشتغل أي شغلانة شريفة حتى لو كانت ماسحة أحذية”.

وختمت أم حسن بتقديم تهنئة لكل الأمهات بمناسبة عيد الأم، داعية الله أن يقويهن ويقف بجانبهن.

ربما يعجبك أيضا