“كيم” يزلزل العالم بـ”قنبلة هيدروجينية” والمجتمع الدولي ينتفض

مراسلو رؤية

رؤية

استيقظ العالم صباح، اليوم الأحد، على تجربة نووية أجرتها كوريا الشمالية وتسببت بهزة أرضية تجاوزت قوتها 6 درجات على مقياس ريختر.

وأعلن التلفزيون الرسمي الكوري الشمالي، أن بيونج يانج اختبرت “بنجاح كامل” قنبلة هيدروجينية.

وقالت طوكيو إن الهزات التي تم رصدها في كوريا الشمالية ناجمة عن “تفجير نووي” وسارعت لإرسال ما لا يقل عن 3 طائرات عسكرية من قواعد في اليابان لقياس درجة الإشعاع .

من جهتها، أكدت كوريا الجنوبية أن مركز الزلزال قريب من موقع نووي في كوريا الشمالية.

وأوضحت أن الهزة الأرضية “اصطناعية” مضيفة أنها على الأرجح بسبب تجربة نووية أجرتها كوريا الشمالية صباح اليوم رافعة درجة التأهب للقصوى.

وبعد دقائق من الهزة الأولى، أعلنت الصين أنها رصدت زلزالا جديدا بقوة 4.6 درجات في كوريا الشمالية ناجما عن “انهيار” أرضي.

عقيدة جوتشي

القنابل الهيدروجينية

أثارت كوريا الشمالية في يناير 2016 الكثير من الجدل في الساحة السياسية العالمية، عندما أعلنت عن امتلاكها قنبلة هيدروجينية، مما أنعش مخاوف عالمية بشأن خطورة هذا السلاح.

وتصنع القنبلة الهيدروجينية استنادا إلى تفاعلات كيماوية معقدة، تعتمد في الأساس على تحفيز الاندماج النووي بين نظائر كيماوية لعنصر الهيدروجين. وتعرف باسم “القنبلة الاندماجية” أو “القنبلة الحرارية”.

وينتج الاندماج النووي طاقة وحرارة تفوق بمراحل الطاقة الناجمة عن الانشطار النووي، أساس صنع القنابل النووية العادية، مما يجعل تجربتها خطرا على الدول المجربة نفسها.

وتقدر القوة التدميرية للقنبلة الهيدروجينية بنحو ألفي ضعف القنبلتين النوويتين اللتين ألقيتا على هيروشيما وناغازاكي في اليابان، إبان الحرب العالمية الثانية. مما يعني أن استخدام هذه القنبلة في أي مكان كفيل بتحويله إلى جحيم.

وقد سبق بيونج يانج إلى مثل هذه التجربة، الولايات المتحدة الأمريكية، حيث أجرت عام 1952 أول تجربة من نوعها لأول تفجير حراري نووي تحت اسم “القنبلة الهيدروجينية”.

ونجح الاتحاد السوفيتي السابق في تفجير أول قنبلة هيدروجينية في 12 أغسطس 1953، غير أن الأمريكيين، فجروا في الأول من مارس 1954 قنبلة جديدة من هذا النوع.

وفي عام 1957، أعلنت بريطانيا أنها قامت بتفجير أول قنبلة هيدروجينية ضمن جزء من سلسلة من التجارب النووية في المحيط الهادي.

وفجر الاتحاد السوفيتي عام 1961، أقوى قنبلة عرفتها البشرية، وحملت اسم “القيصر”، إذ بلغت قوتها التفجيرية نحو 58 ميغا طن. وكانت قوتها أشد من قنبلة هيروشيما بثلاثة آلاف مرة.

وفي عام 1966 أعلنت أمريكا أنها وجدت قنبلة هيدروجينية كانت قواتها الجوية قد فقدتها في الساحل الإسباني، حيث استقرت في البحر على عمق 840 مترا، مؤكدة أنها كانت سليمة ولم تتسبب في أي تلوث نووي.

من جانبها، أعلنت فرنسا عام 1968، أنها باتت قوة نووية خامسة، بعد أن فجرت باريس قنبلتها النووية الحرارية في جزيرة فانغاتوفا في المحيط الهادي، وعادلت قوتها 170 ضعفا قوة القنبلة التي ألقيت على هيروشيما.

وكانت كوريا الشمالية قالت إنها طورت سلاحا نوويا أكثر تقدما ذا “قوة تدميرية كبيرة” وقام الزعيم كيم جونج أون بتفقد قنبلة هيدروجينية يمكن تحميلها على صاروخ باليستي جديد عابر للقارات.

كل مكونات القنبلة الهيدروجينية محلية الصنع كما أن كل العمليات تمت بناء على عقيدة “جوتشي” وهي عقيدة محلية حاكمة لكوريا الشمالية تقوم على أساس الاعتماد على الذات وتعد خليطا بين الماركسية والوطنية المتطرفة، نادى بها كيم إيل سونج مؤسس الدولة وجد الزعيم الحالي.

قلق دولي 

وكان رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي قد تحدث مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب هاتفيا وقال إن هناك حاجة للتعاون الوثيق بين بلديهما وكوريا الجنوبية في مواجهة الوضع المتصاعد مع كوريا الشمالية.

وقال آبي للصحفيين بعد المحادثة إنه وترامب اتفقا على ضرورة زيادة الضغط على بيونج يانج.

وكانت بيونج يانج قد اختبرت إطلاق صاروخين باليستيين عابرين للقارات في يوليو تموز ربما يبلغ مداهما نحو عشرة آلاف كيلومتر بحيث يمكنهما إصابة مناطق بالبر الرئيسي بأمريكا.

وتعمل كوريا الشمالية في ظل زعيمها كيم جونج أون على صنع أسلحة نووية وصواريخ باليستية طويلة المدى متحدية عقوبات الأمم المتحدة والضغوط الدولية.

من جانبها أدانت الأمم المتحدة التجربة النووية مؤكدة أنها “مؤسفة” للغاية.

ودعا الرئيس الكوري الجنوبي مون جاي إن، إلى أقوى رد ممكن على التجربة .

في ذات السياق أعربت روسيا عن استيائها من التجربة النووية داعية كوريا الشمالية إلى التزام الهدوء.

وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان إن “هذا التعبير الأخير من قبل بيونج يانج عن ازدرائها مطالب قرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة ومعايير القانون الدولي تستحق أشد الإدانة”.

وأضافت أنه “من الضروري التزام الهدوء والامتناع عن القيام بأي عمل يمكن أن يؤدي إلى تصعيد جديد”.

من جهتها أدانت باريس التجربة وطالب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من المجتمع الدولي ومجلس الأمن الدولي ضرورة أن يردا سريعا وبحسم على التجربة النووية.

وأضاف ماكرون “يجب أن يتعامل المجتمع الدولي مع هذا الاستفزاز بأقصى حد من الحسم من أجل عودة كوريا الشمالية غير المشروطة إلى مسار الحوار ومواصلة تفكيك برنامجها النووي والباليستي بشكل كامل يمكن التحقق منه ولا رجعة فيه”.

واعتبر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن بيونج يانج دولة “مارقة” وأصبحت “عدائية وخطيرة جدا” على الولايات المتحدة.

وكتب ترامب في تغريدة أن “كوريا الشمالية أجرت اختبارا نوويا كبيرا. تصريحاتهم وأفعالهم لا تزال عدائية وخطيرة جدا للولايات المتحدة”.

وأضاف “كوريا الشمالية تشكل تهديدا كبيرا ومصدر إرباك للصين”، مؤكدا أن سياسة التهدئة حيالها “لن تكون مجدية”.

وأدانت بريطانيا على لسان وزير خارجيتها قال بوريس جونسون التجربة  وقال جونسون “إن أحدث تجربة نووية نفذتها كوريا الشمالية قد تمثل نظاماً جديداً من التهديدات”.

وأضاف ” لا شك في أن هذا استفزاز آخر، وهو عمل متهور “.

بدوره أدان ينس ستولتنبرج الأمين العام لحلف شمال الأطلنطي (الناتو) بشدة التجربة النووية السادسة التي قامت بها كوريا

وقال في بيان: “هذا انتهاك أخر صارخ لقرارات مجلس الأمن الدولي، ومنها قرار رقم 2321 الذي تم تبنيه في نوفمبر 2016″.

وأضاف: ” الناتو قلق بشأن نمط سلوك بيونج يانج الذي يهدف لزعزعة الاستقرار، مما يمثل تهديدا للأمن الإقليمي والدولي”.

محطات نووية

بدأ التاريخ النووي لكوريا الشمالية عام 1993 عندما طالبتها الوكالة الدولية للطاقة الذرية بتفتيش مواقع يشتبه أنها تحتوي على نفايات نووية.
وفي عام 1994 انسحبت كوريا الشمالية من الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

في عام 2005، أعلنت بيونغ يانغ أنها تمكنت من تطوير أول سلاح نووي، وفي 2006 أجرت كوريا الشمالية أول تجربة نووية تحت الأرض.
أجرت كوريا الشمالية التجربة النووية الثانية في 2009، وفي العام التالي كشفت بيونغ يانغ للخبراء الأجانب عن منشأة مخصصة لتخصيب اليورانيوم.

وشهد العام 2013 التجربة النووية الثالثة تحت الأرض، وتلاها في عام 2015 إعادة تشغيل المفاعل النووي يونغ بيون.
وفي بداية يناير 2016 أعلنت كوريا الشمالية نجاحها في إجراء تجربة لقنبلة هيدروجينية، وهو الأمر الذي دفع العالم إلى الاستنكار رغم تشكيك واشنطن بحقيقة التجربة.

وفي بداية يناير 2016 أعلنت كوريا نجاحها في إجراء تجربة لقنبلة هيدروجينية، وهو الأمر الذي دفع العالم إلى الاستنكار رغم تشكيك واشنطن بحقيقة التجربة.

وبهذه التجربة تكمل كوريا سادس تجربة نووية لها منذ 2006، في رغبة منها لإنتاج أسلحة نووية قوية بالعدد الذي تريده ضاربة بعُرض الحائط كل العقوبات والضوابط الدولية .

ربما يعجبك أيضا