فتح المندل وأوراق التاروت.. أبواب للتفاؤل أم وسائل مشبوهة؟

عاطف عبداللطيف

رؤية – عاطف عبد اللطيف

يعتقد البعض أن قراءة النجوم وما يعرف بعلم الفلك وفتح المندل وقراءة الطالع، تندرج ضمن العلوم الحديثة التي أصبحت معروفة ومشهورة وتعتمد على تقاطعات النجوم وعلاقتها بمستقبل الأشخاص وطالعهم، ولا تقوم على الخرافة أو مجرد التنجيم المطلق أو التكهن الحر، في حين يرى السواد الأعظم أنها أبواب للنصب ووسائل مشبوهة للتكسب المادي وطلب الأموال بالباطل، وذهب فريق آخر إلى أنها خروج عن الملة وليست مجرد باب للتكهن والتخرص بحقائق وغيبيات لا يعلمها إلا الله عز وجل، فيما يرى غربيون أن هناك اعتقادًا سائدًا يربط بين مستقبل الإنسان وحركات الأفلاك والأجرام السماوية.

رأي الدين

يرى الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، أن اعتقاد البشر في قدرة العرافين والمنجمين على قراءة المستقبل وما يعرف بأمور فتح المندل، قراءة الكف والفنجان، كشف الطالع واستطلع برجك اليوم التي تنتشر في الكثير من وسائل الإعلام المسموع والمقروء والمرئي وخط الرمل وغيرها تعد من الأمور المؤثمة في الدين، مصداقًا لما قاله النبي صلى الله عليه وسلم “من أتى عرافًا فسأله عن شيء، لم تقبل له صلاة أربعين ليلة”.

وتطرق “كريمة” إلى أن هناك ربطًا شائعًا بالتفاؤل أو التشاؤم يروج له بين عامة البشر بأن يصدق توقعات أحد المنجمين فيشيع الاعتقاد بقدرته الفعلية على قراءة الطالع، وكشف حجب المستقبل ويصير الأمر مبعثه الاستبشار أو التفاؤل، كان يعتقد البعض في التشاؤم من قطة سوداء أو صوت الغراب أو نعيق البوم والتفاؤل برؤية اليمام وهكذا كلها أمور ترتبط بشرطيات داخل النفس البشرية تصادف الهوى البشري في مرات وتخالفه في مرات أخرى، ولا علاقة لها بالدين في شيء.

الخوف من المستقبل

ويؤكد الدكتور أحمد عكاشة أستاذ الطب النفسي ورئيس المنظمة المصرية لطب النفس، على أن سيكولوجية الإنسان في الغرب الأوروبي في النظر إلى المستقبل والأشياء المرتبطة بقراءة الغيبيات أو استطلاعها تختلف عن نظرة العرب والشرق أوسطيين لها، والملفت للنظر أن كثيرًا من الشعوب العربية التي يعيش مواطنوها في الريف والحضر والبادية، قد يشعرون بالخوف من المستقبل ومحاولة تأمينه، وعلى الرغم من دور التعليم على اختلاف مراحله والتكنولوجيا العصرية التي دخلت معظم الدول العربية وأصبحت قاسمًا مشتركًا فيها ما زال الخوف من المستقبل قائمًا ويسعى الناس لتأمينه بالاعتقاد في قراءة الطالع وفتح المندل وأوراق التاروت.

مشيرًا إلى أن أساليب قراءة المستقبل لا تقتصر على الوطن العربي ولكن تمتد إلى دول العالم الغربي والأمريكتين بلا استثناء، فهم أيضًا مولعون بالاطلاع على الغيبيات وقراءة المستقبل كنوع من الترفيه والتسليه، ويترتب على ذلك وجود مؤسسات إعلامية تعمل على إشباع فضول ونهم القراء لديها ومتابعيها بتلك الوسائل ضمانًا لرواجها الإعلامي وهو ما يفرز رواجًا لأفكار تخالف معتقداتنا الدينية والتقاليد والعادات العربية والإسلامية.

كذب وتدليس

وتقول الدكتورة عزة خضير، أستاذ علم الاجتماع، رغم ارتفاع مستوى التعليم في وطننا العربي عن ذي قبل ودوره في تغيير كثير من المعتقدات والسلوكيات الاجتماعية إلا أن التفكير في قدرة تلك الخرافات والخزعبلات على التغيير وقراءة الطالع واستكشاف أطر المستقبل بخيره وشره ما زالت قائمة، وأنه لو وافقت توقعات قراءة المستقبل الحق مرّة واحدة فالقاعدة أنه “كذب المنجّمون ولو صدقوا”.

ربما يعجبك أيضا