الأوليات يغيرن العالم ويتجاوزن سقف الواقع

هالة عبدالرحمن

كتب – هالة عبدالرحمن
السيدات الأوليات صنعن لأنفسهن سقفًا تجاوزن به حدود الواقع الذي نعيشه بعد أن كسرن سقف العنصرية والتمييز وعدم المساواة، واستحققن عن جدارة هذا اللقب ليس لكونهن زوجات رؤساء، ولكنهن حققن إنجازات وأصبحن رائدات في العديد من المجالات غيرن بها الواقع وتفوقن بها على الكثير من الرجال.

وكرمت مجلة “التايم” الأمريكية الكثير من السيدات الناجحات والرائدات في مجالاتهن ونشرت فيديوهات مصورة لهن في سلسلة تقارير تحمل عنوان “السيدات الأول”.

إلهان عمر
لم تعلم إلهان عمر اللاجئة في أحد مخيمات الصومال أنها ستحقق يومًا ما إنجازًا تاريخيًا بفوزها بمقعد في مجلس  النواب المحلي في مينيسوتا لأول مرة في التاريخ كامرأة مسلمة لاجئة من الصومال إلى الولايات المتحدة، ترتدي حجابها وهو شعارها الذي حملته معها خلال حملة انتخابات طويلة بدأت منذ عامين قبل أن تنتهي بها إلى الحصول على الانتخاب العام لتمثيل مقاطعتها في مجلس الولاية المحلي.

وتروي إلهان قصة لجوئها بعد أن اضطرت عائلتها إلى الهروب من العاصمة مقديشو وعمرها لا يتعدى الشهور بسبب الحرب الأهلية… في تلك الأيام المبكرة من طفولتها كان على “عمر” أن تكتشف الحياة في المخيم وتعرف كتابة الحروف الأولى هناك، وأن تشكل عالمها الطفولي من خلال أطفال المخيم من أبناء وطنها.

وتقول إلهان: إن فوزها ليس مجرد إنجاز حققته بينما هو رسالة موجهة للعالم كله وللرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأن أمريكا تتغير.

وتضيف إلهان، في إحدى مقابلاتها الصحفية، إنها تقدم قصتها الشخصية في المنابر كافة حتى يعرف الجيل الجديد من أبناء المهاجرين إلى الولايات المتحدة أنهم مطالبون بالإيمان بأنفسهم لأنهم أذكياء بما فيه الكفاية، وأنهم مواطنون يتمتعون بكل الحقوق، والتي من واجبهم ممارستها، وهم أيضا مطالبون بالعمل القاعدي الطويل الأمد وهم في سبيل ذلك مطالبون أيضا بالبحث عن شركاء لهم في أهدافهم وقضاياهم وتطلعاتهم، وفي خضم كل ذلك هم مطالبون بالتعبير وبالصوت العالي عن طموحاتهم وأهدافهم وتطلعاتهم، والأمر سيان من وجهة نظرها أن يكون المتحدثون هؤلاء نساء أو رجالا.

ملكة يوتيوب
وحققت خبيرة التجميل الفيتنامية ميشيل أرباحًا طائلة من مجموعة فيديوهات أطلقتها منذ عام 2007 على شبكة الإنترنت ووصلت أرباحها إلى 500 مليون دولار، وهي بذلك أول امرأة تؤسس شركة من مجموعة فيديوهات عبر “يوتيوب” ووصل عدد المشتركين عبر قناتها إلى 8 ملايين ومشاهديها أكثر من مليار.

وأكدت ميشيل أن والدتها سبب نجاحها وتفوقها وأنها كانت مصدر إلهام بالنسبة لها، فأمها كانت تعمل في محل تجميل وتقلم أظافر السيدات، لذلك اتخذت ميشيل قرارًا حاسمًا بأن تجلس والدتها في المنزل وتنفق عليها من مالها الخاص حتى لا تضطر إلى تقليم أظافر الزبائن وهي في هذا العمر.

الشيف أليس
لم تخضع أليس لويز ووتر لتقاليد عائلتها بعد التخرج وتفعل كما فعلت أختها في أن تتزوج وتصبح أمًا وزوجة ولكنها سارت على درب آخر لم تكن تعرف إلى أين سيذهب بها هذا الدرب.

اختارت أليس ووتر أن تصبح “شيف” مختلفة، فقد أدركت ضرورة اختلاف أطباقها عن غيرها من الطهاة لذلك عملت على زراعة المحاصيل الموسمية بنفسها وجنيها من أجل تقديم أشهر وأغنى الأطباق، وأصبحت أشهر طاهية منتجات عضوية في كاليفورينا منذ عام 1971، ثم نالت جائزة جيمس بيرد العالمية للطهي والتي يطلق عليها حفل توزيع جوائز الأوسكار للأغذية، لتصبح أليس أول امرأة تفوز بها.

أوبرا وينفري
ملكة جمال تينيسي، إعلامية، ممثلة، كاتبة، منتجة تلفزيونية، سيدة أعمال ناجحة، فاعلة خير، ملكة البرامج الحوارية، أول مليارديرة عصامية سوداء في أميركا، صديقة النجوم والمشاهير، كل هذه الصفات وأكثر جعلت منها أقوى سيدات العالم ووضعتها على قوائم النساء الأكثر تأثيرًا.

وتقول وينفري، أنها عانت من الفشل في أوّل مسيرتها، عندما أخرجت منتج الأخبار في WJZ-TV عن طوره، ففصلها من النشرة، لأنها تُصبح عاطفيّة عند نقل الأخبار كمراسلة إخباريّة في النشرة المسائيّة، وعرض عليها دوراً في برنامج نهاريّ.

ثم ذهبت لقناة ABC العالمية؛ لتعرض عليهم تبني برنامج طبخ خاص بها، غير أنهم رفضوا، ففي تلك اللحظة شعرت بالاستياء الشديد، ولكنها لم تدع ذلك يعيق تقدم حياتها، حيث إنها لم تسمح لأحد بتصغير حلمها.

انقلبت حياتها حقاً رأساً على عقب بعد أن بدأت عام 89 تقديم البرنامج الأشهر على مستوى العالم Oprah Show، وهو برنامج يومي بدأ بتسليط الضوء على القضايا الاجتماعية التي تهم المجتمع الأمريكي، وحقق نجاحاً استثنائياً بفضل الحضور الطاغي لمقدمته وطريقة حوارها، لتصبح نموذجاً إعلامياً هاماً على مستوى العالم.

وفي أوائل التسعينات تحولت جميع البرامج الحوارية لتقديم مضمونًا تافهًا بإستثناء برنامج Oprah حيث زادت شهرة البرنامج، وتحول مع الوقت كجزء أصيل من الثقافة الشعبية الأمريكية، ويتصل بكل تفاصيل حياتهم، لتصوّر Oprah عدة حلقات تاريخية مع نجوم ورموز المجتمع الأمريكي.

وتروي وينفري تجربتها مع البرامج الحوارية، مشيرة إلى أن أكبر صدمة تلقتها في حياتها عندما تعرضت للاغتصاب والتي طالما كانت تؤرقها إلا أنه عندما استمعت إلى حكايات الكثيرين الذين تعرضوا لنفس التجربة المؤلمة شعرت بأنها ليست الوحيدة في هذا العالم وأن هناك أناسا يعانون نفس الألم وتعلمت من وقتها أن تجارب الناس تفيد بعضهم الأخر وأن تبادل الحكايات والاستماع لبعضنا البعض يشفي الروح ويذهب الألم.

المرشحة للرئاسة
وصنعت هيلاري كلينتون لنفسها تاريخًا وسجلت اسمها بحروف من نور في السياسة الأمريكية بعد أن أصبحت أول امرأة على الإطلاق في تاريخ الولايات المتحدة تترشح لمنصب الرئيس وخلفها حزب كبير.

وقبل ذلك تولت هيلاري منصب وزير الخارجية الأمريكي السابع والستين، في عهد الرئيس باراك أوباما في الفترة منذ عام 2009 وحتى عام 2013، وقبلها عملت كلينتون في مجلس الشيوخ الأمريكي بمدينة نيويورك في الفترة من عام 2001 وحتى عام 2009، كما كانت هي السيدة الأولى للولايات المتحدة خلال فترة حكم زوجها بيل كلينتون والتي استمرت منذ عام 1993 وحتى عام 2001. 

وتتبنى هيلاري حملة من خلال مكتبها لتشجيع الفتيات والشباب على الترشح لكافة المناصب الحكومية، وتشجيع الناس على الانخراط أكثر في الحياة المدنية، وأشارت هيلاري خلال حديثها للـ”التايم” أنها تبذل كل ما بوسعها حتى يستعيد الديمقراطيون مكانتهم من جديد وتحقيق التوازن في مجلس الشيوخ والإدارة المحلية.
وضمت القائمة الكثير من السيدات ومنهن:
سيلينا جوميز “ملكة الانستجرام”
مطربة وممثلة أمريكية لديها 100 مليون متابع على موقع “انستجرام”.

سيرينا ويليامز
أول لاعبة تنس أمريكية محترفة، تحصل على اللقب في بطولة جراند سلام 23 مرة في فردي سيدات،  تحتل حاليا المركز رقم 1 في فردي تنس السيدات على مستوى العالم.

نيكي هالي
أول أميريكية هندية يتم انتخابها كمحافظ وأصغر محافظ لولاية كارولينا الجنوبية

مادلين أولبرايت
أول سيدة تتولى منصب وزير خارجية للولايات المتحدة الأمريكية

ريتا مورينو
أول ممثلة أمريكية تجمع بين أهم جوائز عالمية وهي الأوسكار والجرامي وإيمي وتوني أيضًا.

ربما يعجبك أيضا