بعد غياب أكثر من عام.. سفير إيطاليا الجديد ينتصر للدبلوماسية المصرية

سهام عيد

كتبت – سهام عيد

مثلت عودة السفير الإيطالي الجديد جيامباولو كانتيني إلى القاهرة، خطوة هامة نحو تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين وانتصارًا للدبلوماسية المصرية، لا سيمًا بعد توتر العلاقات بشكل حاد منذ أكثر من عام على خلفية مقتل الباحث الإيطالي جوليو ريجيني.

وسحبت روما سفيرها السابق من القاهرة على خلفية حادث ريجيني، وبعدها طالب أعضاء مجلس الشيوخ الإيطالي بعودة السفير الإيطالي لمصر وممارسة مهام عمله نظرًا للخسائر الإقليمية التي سوف تعود على إيطاليا جراء غياب ممثلها الدبلوماسي عن القاهرة.

ووصل كانتيني إلى القاهرة، أمس الأربعاء، حيث كان في استقباله نائب مساعد وزير الخارجية للمراسم السفير أشرف منير.

وكشف وزير الخارجية الإيطالي أنجيلينو ألفانو، عن أن السفير الإيطالي الجديد كانتيني يتسلم مهامه بالقاهرة اليوم بعد أن تم تقديم أوراق اعتماده للرئيس عبدالفتاح السيسي.

يشار إلى العلاقات المصرية الإيطالية توترت بشكل حاد الفترة الماضية على خلفية مقتل ريجيني، الذي عثر على جثته في فبراير 2016، قرب القاهرة وعليها آثار تعذيب.

وتم تعيين كانتيني سفيرًا غير مقيم لدى مصر في مايو 2016، خلفًا لماتسيريو ماساري الذي تم استدعاؤه إلى روما في 8 أبريل من العام ذاته على خلفية حادث ريجيني.

وفي 14 أغسطس الماضي، قررت إيطاليا إرجاع سفيرها، رغم عدم التوصل إلى حقيقة ملابسات مقتل ريجيني حتى الآن.

خطوة نحو تعزيز العلاقات

من جانبه، أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية السفير أحمد أبو زيد، أن عودة السفير الإيطالي إلى القاهرة تعتبر خطوة نحو تعزيز العلاقات بين مصر وإيطاليا، عقب حدوث توتر من بعض الدوائر في الفترة الأخيرة، لافتا إلى أن عودة العلاقات بين مصر وإيطاليا إلى مسارها الطبيعي ستدفع بالعلاقة بين البلدين إلى الأمام.
 

مؤشر إيجابي لعودة العلاقات
يرى السفير محمد العرابي، وزير الخارجية الأسبق، وعضو لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب، أن الاتصال الهاتفي الذي أجره المستشار نبيل صادق النائب العام مع نظيره الإيطالي كان له مفعول السحر في عودة السفير الإيطالي، مضيفًا أن العلاقات الثنائية بين البلدين بينهما العديد من العلاقات الاستراتيجية بعيدًا عن قضية ريجيني، موضحًا أن مصر اتخذت موقفا صارمًا في هذه القضية، وأعلنت التزامها للجانب الإيطالي بضبط مرتكب الواقعة، وفقا لصحيفة “الأهرام” المصرية.

وفي السياق نفسه، قالت الدكتورة نورهان الشيخ أستاذة العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن عودة السفير الإيطالي يعد مؤشرا إيجابيا لعودة العلاقات بين البلدين، منوهة إلى أن هناك ملفات كثيرة في انتظاره تتمثل في التعاون في المجال الأمني علي مستوى الشراكة بين البلدين عبر المتوسط، وضرورة التعاون والتنسيق في الملفات الإقليمية حفاظًا علي أهمية الاستثمارات بين البلدين والتغلب على كل الأزمات.

حملة ترويجية لمصر

وترى أستاذة العلوم السياسية، أن هناك ملفات كثيرة غير قضية مقتل الطالب ريجيني من أسباب توتر العلاقات والشد والجذب بين مصر وإيطاليا من أهمها الملف الليبي والهجرة غير الشرعية الذين تسببوا في اختلاف وجهات النظر بين البلدين، مشيرة إلى أن عودة السفير الإيطالي إلى مصر تساعد علي تنشيط السياحة وتصبح بمثابة حملة ترويجية لمصر بالسوق الإيطالي بهدف تنشيط الحركة السياحية الوافدة إلى المدن المصرية السياحية، لأن إيطاليا كانت من الدول المصدرة لمصر للسياحة وتمثل جزءا كبير بالنسبة لمصر في السياحة الأوروبية.

وقال الدكتور جمال سلامة أستاذ العلوم السياسية بجامعة السويس، إن العلاقات بين البلدين كانت وطيدة وأن قضية مقتل ريجينى من الممكن أن تحدث في أي بلد أخرى، ومن المفترض أن الجانب الإيطالي لم يسحب سفيره من مصر، مبينا أن قرار وزير الخارجية بعودة السفير الإيطالي لمصر، يثبت أن الجانب الإيطالي تفهم أن المناخ مناسب في مصر وأن الأمور مستقرة من الناحية الأمنية.

وأشار أستاذ العلوم السياسية بجامعة السويس، إلى أن قضايا الهجرة الشرعية والأزمة الليبية، من أهم القضايا التي بين البلدين، مضيفا أن فرنسا راعية لمحدثات تسوية بين الأطراف بليبيا برعاية مصرية – فرنسية، موضحا أن مصر أساس أي تسوية في ليبيا ودورها حاضر، ولذلك كان على الجانب الإيطالي احتواء الموقف وبدء مرحلة جديدة بين البلدين.

تحسين صورة مصر في الخارج

وعن أثر عودة السفير الإيطالي للقاهرة، أكد علاء الغمري، عضو مجلس إدارة غرفة شركات السياحة، أن عودة السفير الإيطالي لمصر خطوة إيجابية لفتح الأفاق بين البلدين، وسوف تسهم في زيادة عدد السياح الإيطاليين بشكل ملحوظ خلال الفترة المقبلة، مضيفا أن السياحة الإيطالية متحركة ونشطة بمصر خلال الفترة الأخيرة، وعودة السفير تعمل على رفع حدة التوتر بين البلدين من الجانب السياحي، وتعمل علي تحسين الصورة الذهنية في الخارج.

دليل على سلامة الموقف المصري

وشدد الغمري، على أنه لابد من أن يتم التسويق إعلاميًا لقرار عودة السفير الإيطالي والترويج له على أعلى مستوى، خاصة أن قضية ريجبني أحدثت ضجة إعلامية ضد مصر ويجب استغلال فرصة عودته بصورة كبيرة لصالح مصر، موضحًا أن عودة السفير، دليل على سلامة الموقف المصري، وأن مصر موقفها سليم من التحقيقات التي أجريت بشكل عاجل وسريع وتمت بجدية.. مشيرًا إلى أن ذلك يعزز من السوق الإيطالي وسيشهد حراكًا سياحيًا طفيفًا، لعودة التدفقات السياحية إلى مصر خلال الفترة المقبلة.

يعزز موقف مصر في حوض البحر المتوسط

قال الدكتور مصطفى الفقي، المفكر السياسي ومدير مكتبة الإسكندرية، إن عودة السفير الإيطالي للقاهرة تعتبر مرحلة جديدة من تطور العلاقات المصرية الأوروبية، مما يعزز موقف مصر في حوض البحر المتوسط.

وأضاف “الفقي” خلال حواره ببرنامج “يحدث في مصر”، المذاع عبر قناة “MBC مصر”، أن واقعة مقتل الباحث الإيطالي جوليو روجيني جاءت لدق إسفين بين القاهرة ورما، مشيرًا إلى أن إيطاليا نما إلى علمها إحساس بأن طرف ثالث تدخل لتدهور العلاقات الثنائية.

ولفت مدير مكتبة الإسكندرية، إلى أن سجل القاهرة التاريخي في خنق حقوق الإنسان تسببت في إلقاء تهمة مقتل “روجيني” على السلطات المصرية، مؤكدًا أن الحكمة تغلبت في النهاية لإنهاء الأزمة.
 
وأكد المفكر السياسي، أن عودة السفير الإيطالي للقاهرة ورائها مصالح اقتصادية، حيث أن الشركات الإيطالية معنية بالاستحواذ على صفقات حقول الغاز المصرية في البحر المتوسط.

ربما يعجبك أيضا