محمد صلاح.. “تاجر السعادة” الجديد للمصريين

هدى إسماعيل

“أبو مكة”.. صانع السعادة الجديد للكرة المصرية الذي يسير على خطى “أبو تريكة” نجم فريق الأهلي والمنتخب المصري، صلاح الذي يبلغ من العمر 25 عاما لم يولد عندما وصلت مصر لآخر مرة إلى نهائيات كأس العالم وكأن ميلاده هو طاقة الأمل التي انتظرنها ليحقق حلما انتظره المصريون لأكثر من ربع قرن، فبأقدامه تحققت أمنية المصريين في التأهل للمونديال بعد غياب دام 28 عاماً، وباحترافه في أكبر أندية أوروبا أصبح اسم مصر يدوي في ملاعب العالم .

مصدر فخر لعائلته

ولد في 15 يونيو عام 1992 في محافظة الغربية، تمسك بحلمه مع رفاقه في شوارع مدينته ومنها إلى دوري طلاب المدارس المصرية ” بيبسي”، ومنه صعد درجة على سلم النجومية حينما اكتشفه الكابتن “رضا الملاح” وتيقن آنذاك بأنه سيكون نجما بارعا في سماء الكرة المصرية نظير تميزه اللافت بقدمه اليسرى، فانتقل لصفوف نادي مقاولين طنطا وسرعان ما خطف الأنظار، لينتقل لصفوف المقاولون العرب بالقاهرة وسط معاناة كبيرة بسبب صعوبة المواصلات والمسافة الكبيرة التي كان يستهلها في الذهاب والعودة، وانتظار والديه له عند محطة القطار حتى ينتهي ويعود معهما لمنزله.

أول مباراة

بدأ “صلاح” حياته الكروية بنادي المقاولون العرب، كان هذا النادي مصنع أولى لمساته الإبداعية كجناح أيمن، خاض “محمد صلاح” أول مباراة له في الدوري المصري الممتاز في 3 مايو 2010، أمام نادي المنصورة ، وأصبح لاعباً أساسياً بالفريق، وسجل أول أهدافه في 25 ديمسمبر 2010 أمام نادي الأهلي في لقاء انتهى بالتعادل.

الدوري السويسري

أكمل “صلاح” مسيرته على نفس المستوى المهاري مما جعله في طريقه إلى التعاقد مع نادي الزمالك في الصفقة التي عُرقلت بسبب رئيس النادي، ليتم “بازل” السويسري تعاقده مع اللاعب في أبريل 2012 في الصفقة التي بلغت مليوني يورو، وسجل صلاح أول أهدافه الرسمية في الدوري السويسري أمام نادي لوزان، وفاز مع “بازل” ببطولة كأس سويسرا، واختِير أحسن لاعب أفريقي صاعد عام 2012، وكأحسن لاعب في الدوري السويسري عام 2013.

بوابة الدوري الإنجليزي

لم يبدأ محمد صلاح مشاركاته مع بازل أساسياً، وإنما بدأها من مقاعد البدلاء، ثم لعب أول مباراة رسمية في الدور التمهيدي من بطولة دوري أبطال أوروبا، في يوم 8 أغسطس 2012، ودخل بديلاً في الدقيقة 74، لم ينتظر محمد صلاح طويلاً ليسجل أول أهدافه في الدوري السويسري، ففي الأسبوع الثاني من منافسات الدوري، وأمام نادي “لوزان” سجل محمد صلاح الهدف الأول له والثاني لفريقه، مؤكداً فوز “بازل” باللقاء.

استمر بالتسجيل، لكن هذه المرة كان في الدور الربع النهائي من بطولة دوري أوروبا، ففي 11 أبريل عام 2013، سجل أول أهدافه الأوروبية ضد “توتنهام هوتسبير”، ليتأهل فريقه.

على الرغم من خيبة الأمل فى المنافسات الأوروبية، فاز بازل بموسم 2012-2013 من الدوري السويسري، وأصبح “صلاح” محل اهتمام الصحف المصرية والعالمية، بعد مشاركته في بطولة دوري أوروبا.

صلاح في تشيلسي

قضى “صلاح” مع نادي بازل موسما ونصف خاض خلالها 79 مباراة محرزا 20 هدفا في مختلف البطولات، وجاء بعدها إلى اللاعب الموهوب عدة عروض، أكثرهم جدية إديى تشيلسي وليفربول الإنجليزي، وعلى عكس رغبة جميع متابعيه، جاء اختيار صلاح اللعب لأصحاب القميص الأزرق، بيما كان يفضل جمهوره أن يذهب صلاح إلى نادي أقل من تشيلسي، لتكون فرصة اللعب أفضل.

لم تكن أوضاعه في تشيلسي مرضية لطموحه ولا لجمهوره، فقد لازم دكة البدلاء لفترات طويلة لم يعتدها صلاح فى مسيرته، لذا كان قرر الرحيل في إعارة لمدة 6 أشهر لنادي فيرونتينا الإيطالي.

نادي روما

وبعد قرار الإعارة الذي اتخده محمد صلاح انضم إلى نادي روما مع مطلع الموسم الكروي 2015 – 2016، لعب أيضاً امام نادي برشلونة ونادي ريال مدريد الإسباني وصار من أحد اللاعبيين الأساسيين في فريق روما إلا أنه تعرض لإصابة أبعدته عن الملاعب لمدة شهر .

الصفقة الأغلى

محمد صلاح بات أغلى صفقة في تاريخ ليفربول، بعد أن حطم الدولي المصري، الرقم القياسي السابق للنادي الإنجليزي، بالإضافة إلى وجوده في المركز الخامس في قائمة أعلى اللاعبين أجراً في قلعة “الأنفيلد رود” ،وذلك براتب أسبوعي يصل إلى 90 ألف جنيه إسترليني، متساوياً مع السنغالي ساديو ماني والبرازيلي فيرمينيو.

المشاركات الدولية

شارك اللاعب محمد صلاح في عدد من المباريات الدولية، جاءت الأولى مع منتخب الشباب في كأس العالم للشباب 2011، و كان جزءاً من المنتخب الأوليمبي المصري في أولمبياد لندن 2012 ونجح في هز شباك المنتخب البرازيلي وسجل في جميع مباريات الفريق في دور المجموعات، كما أصبح من نجوم المنتخب المصري الأول، بعدما أحرز أول أهدافه مع المنتخب المصري في مرمى النيجر، كما أحرز أول هاتريك دولي له في مرمى زيمبابوي في يونيو الماضي، وفي العموم يمتلك مهاجم تشيلسي سجلاً ممتازاً مع منتخب بلده.

ورفع محمد صلاح رصيده إلى 32 هدفا بقميص المنتخب المصري، خلال مشاركته في 56 مباراة دولية، ليتقدم للمركز الخامس في قائمة الهدافين التاريخيين لمنتخب مصر بفارق هدف وحيد خلف أحمد حسن صاحب المركز الرابع.

كما سجل محمد صلاح 15 هدفا في مبارياته الـ18 الأخيرة مع منتخب مصر في جميع البطولات، لينجح نجم ليفربول الإنجليزي في صناعة التاريخ باعتباره من أفضل اللاعبين في تاريخ الكرة المصرية.

الجوائز

حصل على جائزة “أفضل لاعب عربي” في جائزة “غلوب سوكر” لعام 2016، وأفضل لاعب صاعد في أفريقيا 2012 وتم اختياره ضمن “فريق العام” في أفريقيا في 2016.

نال صلاح جائزة “أفضل لاعب” في دوري السوبر السويسري عام 2013 و”أفضل لاعب” في نادي روما، ويعد أغلى لاعب عربي وأفريقي عبر التاريخ حيث تكلف انتقاله إلى نادي ليفربول 42 مليون يورو.

احتل محمد صلاح المركز 65 في قائمة أفضل 100 لاعب في العالم لعام 2016، التي أعلنت عنها صحيفة “الغارديان” البريطانية، كما اختارته صحيفة “ديلي ستار” ضمن قائمة أفضل 50 لاعبا في العالم في 2016.