ماكر جيفورد.. قصة بريطاني قاتل داعش وانتصر

أسماء حمدي

كتبت – أسماء حمدي

“تجاهلهم للحياة البشرية لا حدود له، لم أر قط مثل هذا الازدراء للبشرية، كانوا يستخدمون الأطفال الرضع كدروع بشرية، ويأخذون المرضى رهائن، كانوا يفعلون أي شيء لإنقاذ أنفسهم”، هذا ما قاله المصرفي البريطاني السابق” ماكر جيفورد” والذي كان يقاتل ضد “داعش” في الرقة في حديثه لصحيفة “ديلي ميل” البريطانية.

و”ماكر جيفورد” هو الاسم المستعار للمقاتل البريطاني، واختار هذا الاسم لضمان أمن وحماية والديه، وهو خريج جامعة كامبريدج، ويبلغ من العمر “30 عامًا” وكان يعمل مصرفيا وتخلى عن مهنته ليقاتل ضد داعش في الرقة.

وكشف “جيفورد” لصحيفة “ديلي ميل” البريطانية، كيف نجا من الموت في كمين لتنظيم “داعش، مما أدى إلى مقتل اثنين من رفاقه، قائلا: استخدم الجهاديون الأطفال كدروع بشرية، وعلقوهم في نوافذ قاعدتهم حتى لا نطلق النار عليهم”.

ويخشى”جيفورد” الآن من أن يتم القبض عليه من قبل الشرطة البريطانية، لأنه يشعر أن الحكومة أكثر صرامة حيال من كانوا يحاربون ضد داعش.

في عام 2014، شاهد جيفورد تقارير تلفزيونية للفظائع التي ارتكبها تنظيم “داعش”، بما في ذلك قطع رؤوس الرهائن البريطانيين من قبل المتعصب البريطاني “الجهادي جون”، ومنذ ذلك الحين قرر التوجه إلى سوريا ليقاتل ضد التنظيم، وتجاهل نداءات عائلته وأصدقائه بعدم الذهاب إلى منطقة الحرب لأنه لم يكن لديه خبرة عسكرية.

حارب “جيفورد” داعش كمتطوع غير مدفوع الأجر لمدة 3 سنوات، وبلغت تجاربه ذروتها في معركة الرقة عاصمة الجهاديين المزعومة بالخلافة، وخلال الفترة التي سيطر فيها “داعش” على المدينة، كانت الرقة مسرحا لعمليات إعدام علنية مروعة، في حين كان يلقي التنظيم بالرجال الذين يعتقد أنهم مثلي الجنس من فوق أسطح المنازل.

وأوضح في حديثه للصحيفة، كيف شارك في معارك الرقة، قائلا: “في ليلة 16 سبتمبر، كنت في دورية ليلية مكونة من 9 أفراد في الرقة مع جنود من المجلس العسكري السرياني ووحدات حماية الشعب، وفي حوالي الساعة الثالثة صباحا، التقينا رجلا ناشدنا بإنقاذ النساء والأطفال المحاصرين في حطام مبنى متضرر جراء القنابل، لكنه في الواقع، كان يريد أن يوقع بنا في منطقة تمكن قناصي داعش من إطلاق النار علينا، وفجأة انهال علينا رصاص العدو، وأصبت في قدمي ومرت القنابل الصاروخية فوق رؤوسنا”.

وتابع”لحسن الحظ  كنت أرتدي دروعا واقية، لكن أصدقائي الأعزاء الكردي أوكلان ودمهات لم يكونا محظوظين، حيث أصيب أوكلان بالرصاص عدة مرات وتوفي في الحال، وأما دمهات فأطلق  النار على ظهره وفقد الكثير من الدماء، وتوفي على ذراعي”.

كان ديمهات وأوجلان يبلغان من العمر “20 عامًا” فقط، وكانا يقاتلان ضد التنظيم لفترة طويلة في الرقة، لكنهم فقدوا حياتهم في وقت قريب جدا من النهاية”.

وفي الأسابيع القليلة الماضية قبل تحرير المدينة، شهد جيفورد، تكتيكات مقلقة لمقاتلي “داعش” المتبقين، وكان عددهم حوالي 300 جهادي يختبؤون داخل المستشفى الوطني في المدينة، وكانوا يضعون الأطفال في منافذ المستشفى كدروع بشرية، واحتجزوا المرضي كرهائن”.

وقال المقاتل البريطاني، إنه في 15 أكتوبر انسحبت قافلة من الحافلات خارج المستشفى، أمرت بعدم إطلاق النار بينما خرج مقاتلو داعش من المبنى وتسلقوا على متنها، مما يعني أن الحرب قد انتهت وسأعود إلى بريطانيا، لكنه كان من الصعب أيضا رؤية الجهاديين الذين يخرجون من الرقة دون منازع.

وكشف أن القوات الجوية الخاصة لعبت دورا رئيسيا في سقوط الرقة، حيث أطلقوا قذائف هاون وصواريخ موجهة بدقة على مواقع تنظيم “داعش”، وأشار إلى أن معظم الضربات الجوية نفذتها طائرات بدون طيار، والتي كانت مشهدا مستمرا في أفق الرقة ليلا ونهارا.

وأعطت القوات الخاصة البريطانية والأمريكية إلى الجماعات المتمردة السورية التطبيق الذكي الذي يمكن استخدامه للإبلاغ عن مواقع العدو.

وقال جيفورد: إنه يشعر بالخوف من أن الشرطة البريطانية لمكافحة الإرهاب ستعتقله، كما حدث لمواطنين آخرين في المملكة المتحدة قاتلوا ضد داعش، مضيفا: “بمجرد وصولي إلى المملكة المتحدة، ستوقفني الشرطة كمقاتل ضد داعش، ويتم التحفظ على جواز سفري ويتم تقييد تحركاتي”.

وأردف: “هذا يجعلني غاضبا لأنني قاتلت على نفس الجانب مثل القوات البريطانية والأمريكية ضد الجهاديين، داعش هم الإرهابيون وليسوا أنا، لكني سأتعرض للاعتقال بموجب قانون الإرهاب لعام 2006، أنا وطني وأنا أحب بريطانيا، ولكن في بعض الأحيان ننسى من هم الضحايا ومن المعتدين”.
وفي الشهر الماضي ألقي القبض على أيدين أسلين، 23 عاما، من نيوآرك، نوتينجهامشاير، في مطار مانشستر واستجوب للاشتباه في ارتكابه جرائم إرهابية، حيث كان عائدا إلى بلاده بعد أن أمضى عدة أشهر في القتال إلى جانب المعارضة السورية، ضد داعش، وأطلق سراحه وهو الآن على كفالة الشرطة.

كما أعربت أول امرأة بريطانية تحمل السلاح ضد داعش مؤخرا، عن مخاوفها من اعتقالها، حيث سافرت “كيمبرلي تايلور”، وهي خريجة الرياضيات من داروين، لانكشاير، إلى سوريا في وقت سابق من هذا العام للانضمام إلى فرع الإناث من منظمة عسكرية كردية.

 قالت”كيمبرلي تايلور”: “إنني لا أستطيع العودة إلى بلدي لأنني قررت القتال في جيش نساء ديمقراطي ضد داعش، أنا لا أقبل ذلك، أخلاقيا أو سياسيا، لا مانع من الاستجواب عندما أعو، لكن المشكلة ستكون إلى متى تريد الشرطة مصادرة جواز سفري”.
وتنصح وزارة الداخلية البريطانية بعدم السفر إلى سوريا والعراق، وتحذر المواطنين البريطانيين العائدين من هذه البلدان من أنه يجب عليهم أن يتوقعوا من الشرطة التحقيق فيها لتحديد ما إذا كانوا قد ارتكبوا جرائم جنائية ولا تشكل تهديدا للأمن القومي.

لكن معاملة هؤلاء المتطوعين تبدو قاسية نظرا لتسامح حكومة المملكة المتحدة مع مقاتلي داعش المفترضين العائدين إلى بريطانيا.

وفي الأسبوع الماضي قال ماكس هيل، بجهاز مراقبة مكافحة الارهاب في الحكومة، إن مئات البريطانيين الذين عادوا إلى بلادهم بعد أن انضموا إلى تنظيم “داعش” لم توجه إليهم تهمة ارتكاب جرائم إرهابية من قبل الشرطة من أجل تجنب “فقدان جيل” من الشبان.

ومنذ ذلك الحين، عاد ما يقرب من نصف المواطنين البريطانيين البالغ عددهم 850 شخصا الذين انضموا إلى داعش في الشرق الأوسط، وفقا للأرقام الرسمية.

ربما يعجبك أيضا