قمر “محمد السادس” ينطلق للفضاء.. وهاجس “التجسس” يرعب الجوار

محمود طلعت

رؤية – محمود طلعت

أطلق المغرب رسميا، الأربعاء 8 نوفمبر 2017، أول قمر صناعي للمراقبة انطلاقا من قاعدة كورو التابعة لمنطقة جويانا الفرنسية، بهدف تعزيز قدرات المملكة الأمنية والاستخباراتية؛ ليصبح المغرب ثالث دولة أفريقية تملك قمرا صناعيا خاصا بها بعد مصر وجنوب أفريقيا.

مواقع أوروبية متخصصة في هذا المجال، أشارت إلى أن اقتناء المغرب لهذا القمر يدخل في إطار تعزيز الترسانة الأمنية، ضمن صفقة تمت سنة 2013 مع فرنسا، اشترت بموجبها المملكة المغربية قمرين صناعيين بحوالي 500 مليون يورو.
 
رحلة الصاروخ

انطلق القمر الصناعي الذي يحمل اسم “محمد السادس أ” في الساعة 1:43 بتوقيت جرينيتش على متن الصاروخ الإيطالي الصنع “فيجا”، الذي يقوم برحلته رقم 11 منذ بداية استغلاله في 2012.

وانقسمت رحلة الصاروخ الحامل فى البداية إلى 3 مراحل، إذ انفصل الجزء الأول بعد دقيقة و32 ثانية عن الإطلاق، وبعد 3 دقائق و40 ثانية افترق الجزء الثاني، كما انفك الجزء الثالث في الدقيقة الـ 6 و34 ثانية.

ويحلق القمر الاصطناعي على ارتفاع 695 كيلومترا من الأرض، ويبلغ وزنه 1110 كيلوجراما، وهو قادر على التقاط 500 صورة يوميا وإرسالها إلى محطة التحكم الأرضية قرب مطار العاصمة الرباط.
 
التصميم والأهداف

وصمم القمر الجديد كل من شركة “تاليس إيلينيا سبيس”، التي تكلفت بالجانب المتعلق بآليات التصوير، وشركة “إيرباص ديفانس آند سبيس”، التي اهتمت بتوفير المنصة والجزء الأرضي لتخطيط البعثات والمراقبة.

ويمتاز القمر المغربي بقدرته على خدمة أهداف مدنية وأمنية، ومن المتوقع أن يتم استعماله لأغراض المسح الخرائطي، والرصد الزراعي، والوقاية من الكوارث الطبيعية وإدارتها، ورصد التغيرات في البيئة والتصحر، فضلا عن مراقبة الحدود والسواحل.

ومن الأهداف غير المعلنة له “إمكانية الحصول على معلومات مفصلة حول المنشآت العسكرية وتحركات القوات العسكرية للجيران، إسبانيا والجزائر أو جبهة البوليساريو”، وفقا لـ”صحيفة الشروق الجزائرية”.

مهام مدنية وعسكرية

يقول خبير الشؤون الأمنية والعسكرية المغربي، عبد الرحمن مكاوي، إن القمر الصناعي الذي أطلقته الرباط اليوم، يعد الأول من نوعه، ويتميز بمهام مدنية وعسكرية، وسيعزز الوقاية من الإرهاب.

وبخصوص مهام القمر المدنية، أوضح مكاوي، أن القمر الصناعي له دور كبير في تطوير العديد من القطاعات الاقتصادية، مثل الزراعة ومراقبة ظاهرة الجفاف، والثروة السمكية، وتحديد حالة الطقس.

وذكر أن بلاده تملك أقمار اصطناعية ذات مهام مدنية، مثل قطاع الاتصالات والبث التلفزيوني، إلا أن القمر الذي أطلق اليوم، هو الأول من نوعه الذي يقوم بمهام أمنية وعسكرية.

قلق دول الجوار

ويثير إطلاق القمر المغربي الجديد حفيظة الجارة الجزائر، حيث ذكرت صحيفة الشروق الجزائرية نقلا عن تقرير إسباني أن المغرب أطلقت القمر للتجسس ورصد الأرض بدقة عالية وسرية تامة، الأمر الذي يسمح بالحصول على صور عالية الدقة، ومراقبة الأرض على مدار الساعة، وتسجيل كل صغيرة وكبيرة.

وأضاف التقرير أن الأمر لا يتعلق بقمر صناعي واحد، بل ببرنامج تبلغ قيمته المالية أكثر من 500 مليون يورو، يشمل قمرين صناعيين: الأول يحمل الرقم الرمزي “MN35-13″، وهو الذي تم إطلاقه اليوم، فيما الثاني من المنتظر أن يتم إرساله إلى الفضاء في عام 2018، لكن لا توجد الكثير من المعلومات بخصوصه.

ونشرت صحيفة “البلاد “الجزائرية تقريرا الشهر الماضي يفيد بشروع لجنة حكومية مشتركة في أشغال نصب أنظمة مراقبة تكنولوجية، وعوازل إسمنتية مزودة ببرامج إلكترونية وأجهزة تشويش، لتعزيز المراقبة على الحدود مع المغرب.

ونقلت الصحيفة الجزائرية أن هذه الخطوة أملتها دواع أمنية متزامنة مع اعتزام وزارة الدفاع المغربية إطلاق قمر صناعي تجسسي وفق تعبيرها.

وأوضحت أن “العازل الذي بدأت الأشغال بخصوصه مزود بأنظمة مراقبة واتصال كهروبصرية جرى تصنيعها بشراكة مع مؤسسة ألمانية متخصصة في نظم المراقبة بأجهزة الرادار”.

كما أثار إطلاق القمر قلق إسبانيا، والتي اعتبرت أن من شأن هذا القمر الإخلال بالتوازن العسكري وتقوية ميزة التجسس لدى المغرب.

وقالت صحيفة “الباييس” الإسبانية إن القمر سيمكن المغرب من تعزيز ترسانته الأمنية، وسيكون من مهامه الرئيسية التجسس على دول الجوار ورصد تحركات التنظيمات الإرهابية ومراقبة الحدود.

ورغم أن المغرب دولة صديقة لإسبانيا في مجالات تتعلق بالتعاون البناء في مكافحة الهجرة غير الشرعية والتنظيمات الجهادية، فإن خبراء عسكريين إسبان يحذرون من أن الميزة التكنولوجية التي كانت تميز إسبانيا عن جارتها المغرب قد بدأت بالتقلص”.
https://www.youtube.com/watch?v=kNIX0eBKEsM

ربما يعجبك أيضا