إدارة ترامب تقرر تجويع الشعوب

هالة عبدالرحمن

كتب – هالة عبد الرحمن

قررت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سحب دعمها لبرنامج الغذاء العالمي لمساعدة الشعوب الأكثر فقرًا، والذي كان مقررًا في عهد الرئيس السابق باراك أوباما.

وكشف مسؤول وزارة الخزانة، الأسبوع الماضي، أن الولايات المتحدة ستوقف تمويل صندوق دعم برامج الزراعة والأمن الغذائي بعد سبعة أعوام من الإسهامات في مشاريع تحسين الإنتاج الزراعي على مستوى العالم.

وتعد الولايات المتحدة أكبر الدول المانحة لهذا البرنامج بما يمثل ثلث الإنفاق، وأوضحت ماري كلارك المدير التنفيذي لصندق المساعدات الأمريكية، أنه يوجد في العالم أربع مجاعات في الصومال والسودان واليمن ونيجيريا، وأن مساعدات الصندوق كانت تذهب لفقراء هذه المناطق المنكوبة.

ويتضمن برنامج الغذاء على 1 مليار دولار يتم توزيعها في صورة مساعدات للعالم كله، لا سيما المناطق المتضررة من الحروب في أفريقيا، ولقي البرنامج نجاحًا كبيرًا في رواندا.

ويعتبر السودان أحد أكبر بلدان أفريقيا وتناهز مساحته 1.8 مليون كم مربع، وأوضحت الأمم المتحدة أن الخطة الإنسانية لعام 2017 قضت بمساعدة نحو ثلاثة ملايين شخص في السودان.

وأثار عدم اهتمام المانحين بتمويل العمليات الإنسانية الجوية في السودان مخاوف من أن تتأثر مجمل الوكالات الإنسانية في هذا البلد بنقص التمويل.

وكانت الأمم المتحدة حددت حاجاتها في هذا البلد عام 2017 بـ804 ملايين دولار، لكنها لم تجمع حتى 24 سبتمبر (أيلول) سوى 304 ملايين، أي 38 في المائة فقط من المبلغ، بحسب مكتب المنظمة الدولية لتنسيق الشؤون الإنسانية، وألقى هذا الوضع بثقله على غالبية العمليات الإنسانية لكن الأمور مهددة بالتفاقم.

وفي غزة، حذر المتحدث الرسمي باسم الأمين العام استيفان دوغريك، من عدم توفير تمويل جديد لبرنامج الأغذية العالمي، لذلك تم تعليق تقديم المساعدات الغذائية بالبطاقات لما يقرب من 150 ألف فلسطيني أغلبهم من النساء والأطفال.

وأشار إلى أن تعليق مساعدات البرنامج سيؤدي إلى تقويض الأمن الغذائي ومزيد من تدهور الظروف المعيشية السيئة لأفقر الأسر التي يعيش معظمها على أقل من 3.20 دولار في اليوم.

وأضاف المتحدث الرسمي أن برنامج الأغذية العالمي يحتاج بشكل عاجل إلى 6.6 مليون دولار لتوفير المساعدات الغذائية من خلال قسائم خلال الأشهر الثلاثة المقبلة لأشد الأسر فقرا غير اللاجئين في غزة والضفة الغربية.

وعبر برنامج الأغذية العالمي عن قلقه بشكل بالغ إزاء احتمال توقف مساعداته الغذائية عبر “القسائم الشرائية”، حيث حذر من “تقويض الأمن الغذائي، وتعميق الظروف المعيشية القاسية لأفقر الأسر”.
ويعاني 17 مليون شخص من انعدام الأمن الغذائي، من بينهم 7 ملايين يواجهون ظروفا أشبه بالمجاعة ويعتمدون بصورة كاملة على المساعدات الغذائية. كما أن هناك 2.2 مليون طفل يعانون من سوء التغذية في اليمن.

وتواجه الصومال جفافا شديدا قتل الماشية وخفض المحاصيل وترك 6.2 مليون شخص أي نحو نصف السكان في حاجة لمساعدات غذائية.

وبسبب تمرد “بوكوحرام” في شمال شرق نيجيريا أصبح 8,5 مليون نيجيري في حاجة لمساعدات تنقذ حياتهم وقدَّرت الأمم المتحدة في ديسمبر الماضي أن 75 ألف طفل معرضون للموت جوعاً بسبب تمردها الذي أزهق أرواح 15 ألفاً وشرَّد أكثر من مليونين منذ عام 2009، بينما أعلن المجلس النرويجي للاجئين فى يوليو الماضى أن خمسة ملايين سيعانون من شدة الجوع منهم 450 ألف طفل، وقال وزير الخارجية النيجيري -في فبراير الماضي- إن 26 مليون نيجيري عانوا من بوكو حرام وإن 10,7 مليون بحاجة للمساعدة لإنقاذ حياتهم.
 

ربما يعجبك أيضا