هل ستكتب استقالة “الحريري” نهاية إيران وأعوانها؟

سحر رمزي

رؤية – سحر رمزي

أمستردام – ما زال خبر استقالة رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري والذي أعلنه من المملكة العربية السعودية، يثير اهتمام العالم بين محلل للأحداث والأسباب وبين من يعلن بداية النهاية لإيران وأن النظام الإيراني يحتضر، وبين من يؤكد أن القرار سليم، ولكن علي الصعيد الدولي والمحلي، فالعديد من المراقبين أعلنوا مخاوفهم من أن الاستقرار النسبي الذي عرفه لبنان في السنوات الأخيرة يمكن أن يفقده، وخاصة بعد  تصريح الحريري بأن حياته معرضة للخطر علي يد إيران وحزب الله.

هولندا

ونقل الإعلام الهولندي قول الحريري في خطاب تلفزيوني من المملكة العربية السعودية إن المناخ الحالي في لبنان يذكره بالمناخ قبل محاولة اغتيال والده رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري في عام 2005، وإنه “لديه شعور بأن هناك مؤامرة تحاك ضده وأن حياته في خطر”. كما قال الحريري في خطاب الاستقالة إن إيران “تطاولت على سلطة الدولة وأنشأت دولة داخل الدولة وأصبح لها الكلمة العليا”. واتهم حزب الله، المشارك في الحكومة، بـ”فرض أمر واقع بقوة سلاحه”.

والحريري هو الوريث السياسي لوالده رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري الذي قتل في تفجير استهدفه في العام 2005، واتهمت المحكمة الدولية المكلفة النظر في اغتياله خمسة عناصر من حزب الله بالتورط في العملية.

وأكدت الصحف الهولندية والغربية على أن السعودية صعدت مؤخراً من خطابها ضد إيران وحزب الله على لسان وزير الدولة لشؤون الخليج العربي ثامر السبهان، الذي التقى بالحريري قبل أيام في الرياض.

وكان السبهان دعا الشهر الماضي إلى تشكيل “تحالف دولي” ضد حزب الله الذي تصنفه الرياض “إرهابياً” وعدم الاكتفاء بالعقوبات التي تفرضها واشنطن عليه.

ويرى البعض في استقالة الحريري أبعد من توتر داخلي لبناني، بل يحذر من تصعيد إقليمي ضد حزب الله قد يتحول إلى حرب عسكرية.

لندن

قال مدير المركز العربي للعدالة بلندن الدكتور محمد الشيخلي في تصريحات خاصة لـ”رؤية”، أن أسباب الاستقالة كأنها تدق ناقوس الخطر، وتوضح مدى سيطرة إيران علي البلاد، وتشير بأصبع الاتهام لحزب الله، وهذا يعني أن أعلى سلطة في الدولة غير قادرة على إعلان الاستقالة من الداخل.

وأضاف، “الاستقالة لم تأت من فراغ وانما لوجود تهديد حقيقي لسعد الحريري جعله يقدم هذه الاستقالة”، موضحا أن هناك تسريبات ظهرت تبين محاولات اغتياله قبل أربعة أيام، وأن المخططين لها قد قاموا بتعطيل أبراج المراقبة خلال مرور موكبه، وهذا نفس سيناريو اغتيال والده.

وعن تبعات الاستقالة لفت الشيخلي إلى أن لبنان ستشهد وضعًا متوترًا لاسيما أن حزب الله أصبح في وجه المدفع ولا خيار له إلا السلاح فهو لا يجيد استعمال السياسة، موضحا أن التحالف السعودي الأمريكي وكذلك الزيارة الأخيرة للملك سلمان إلى روسيا يتجه صوب تقليم أظافر إيران بدءًا بالحوثيين ومرورًا بالميليشيات الإيرانية في العراق وسينتهي  بحزب الله.

وأكد الشيخلي أن أمريكا جادة في محاربة حزب الله اللبناني، وستكون لبنان أرض استقطاب الأذرع الإيرانية من أجل مساندة حزب الله، وبذلك سيكون هناك مبرر للتدخل العربي، مبينا أن هذا ما أشار إليه سعد الحريري في استقالته.

وأوضح الشيخلي أن النظام الإيراني يعيش الان حالة من التخبط وضعف وسهل القضاء عليه وعلى من يقف بجانبه، وقد جاءت الفرصة للتخلص من الهيمنة الإيرانية علي المنطقة، وانه نظام يحتضر والقضاء عليه سهل لو توحدت الجهود.

وكتب العديد من كتاب ونشطاء عرب من مختلف الدول الأوروبية والعربية، ان الحريري قد خاض منذ دخوله معترك السياسة قبل 12 عاماً مواجهات سياسية عدة مع حزب الله.

فرنسا

وفي خبر عاجل نشرته “فرانس 24″، دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون رئيس الوزراء اللبناني المستقيل سعد الحريري وأسرته إلى فرنسا، كما نشرت استقبال العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، أمس الثلاثاء، البطريرك اللبناني بشارة الراعي، وهي الزيارة الأولى لبطريرك ماروني إلى السعودية.

وأكد الطرفان خلال اللقاء الذي جرى بقصر اليمامة في الرياض، على أهمية دور الأديان في نبذ العنف والإرهاب، كما صرح الراعي بعد لقائه سعد الحريري في منزله بالرياض بأنه مقتنع بأسباب استقالته مشيرا إلى عودته قريبا إلى لبنان.

الحريري يغرد من جديد

وبعد أقل من ساعة، رد الحريري بتغريدة على موقع تويتر، وكتب “يا جماعة أنا بألف خير وإن شاء الله سأعود في هذين اليومين”.

تقارير عن جرائم إيران

نشرت تقارير عن الهيمنة الإمبريالية الإيرانية التي قادت البلاد العربية وبشكل خاص العراق نحو الحروب الدموية التي دمرت البنية التحتية وأوصلت المجتمع لكوارث تمثلت بمقتل وجرح أكثر من مليون إنسان وتعرض 271 ألف إنسان للاعتقال والتعذيب بجانب اعتقال وتعذيب واغتصاب 4500 امرأة منذ 2014م وهجرة 4 ملايين إنسان في 64 دولة في العالم ونزوح 5.4 ملايين إنسان داخل المخيمات تحت القهر والجوع والتعسف وانتشار 39 وباء، كما يعاني المجتمع العراقي بسبب الحروب من وجود 5.4 ملايين طفل يتيم و2.2 مليون ارملة.

وتنتشر المخدرات بين 6% من سكان العراق ويعاني 6 ملايين مواطن من الجهل والأمية، وعلى الصعيد الاقتصادي ارتفعت الديون لتصل إلى 124 مليار دولار كما وصل العجز في الميزانية إلى 100 مليار دولار، وكلفة إعادة الإعمار 300 مليار دولار، بجانب الفقر الذي يمس 36٪ من سكان العراق والبطالة 32٪ من السكان.

العراق الذي يعد واحداً من بين عشرة بلدان الأغنى في العالم، يعاني من الجريمة المنظمة سواء تبييض الأموال حيث يحتل المرتبة الأولى في العالم، أو جرائم تجارة البشر والجنس وجرائم القتل والاغتصاب وعصابات الخطف، حيث يعتبر العراق سادس دولة في العالم في مجال انتشار الجرائم كما يعد البلد الأكثر فسادا من بين عشرة دول في العالم، بعد أن وصل لأكثر من تريليون دولار حجم الأموال المنهوبة من المال العام. (ألقيت هذه المداخلة في ندوة قسم حقوق الإنسان في هيئة علماء المسلمين في عمان الساعة ١٢ ظهرا يوم السبت ١١ نوفمبر ٢٠١٧).

ربما يعجبك أيضا