اليوم اكتمل مشهد لبنان القوي…العيد بعيدين

هالة عبدالرحمن

كتبت – هالة عبدالرحمن

اكتمل مشهد لبنان القوي بعودة رئيس الوزرء المستقيل سعد الحريري إلى بلاده لحضور احتفاليات عيد الاستقلال، ليصبح عيد البنانيين عيدين، عيدهم الأول عندما احتفلت شوارع لبنان، بوصول الحريري، بعد أزمته الماضية وإعلانه للاستقالة، على خلفية الأزمة السياسية التي تعيشها لبنان بسبب تدخلات حزب الله السافرة في السياسة اللبنانية، ومحاولته التدخل في شؤون الدول المجاورة، فيما احتشد اللبنانيون في شوارع البلاد، للاحتفال بوصول رئيس وزرائهم المستقيل، وأطلقوا العديد من الألعاب النارية عقب وصوله.

وكان العيد الثاني صبيحة عودة الحريري، بمناسبة الذكرى 74 لعيد استقلال لبنان في ساحة جادة شفيق الوزارن في العاصمة بيروت، صباح اليوم الأربعاء، بحضور الحريري والرئيس اللبناني ميشل عون ورئيس مجلس النواب نبيه برى وعدد من قيادات الحكومة والجيش اللبناني.

وأطلقت المدفعية اللبنانية 21 قذيفة مدفعية حلبية، فيما وضع الرئيس عون إكليلا من الزهور على النصب التذكاري، وقام الرئيس عون يرافقه وزير الدفاع ​يعقوب الصراف​ باستعراض القوات المسلحة اللبنانية المشاركة فى الاحتفال عبر سيارة مكشوفة وتقديم التحية للوحدات المشاركة، وصافح الحريرى، الرئيس عون قد وصوله إلى منصة الاحتفال، فيما عزف السلام الوطنى لجمهورية لبنان.

عيد استقلال لبنان

لقد كانت لبنان منطقة إشعاعٍ فكريّ وثقافيّ متميزٍ، تتميز عن باقي الدول العربية المحيطة بها فكانت مثالاً للعيش المشترك بين جميع فئات الشعب بمختلف معتقداته الدينيّة والفكرية، ويتمتع الشعب اللبناني بحرياتٍ لا يحظى بها شعب في المنطقة فكان يطلق عليها اسم “سويسرا العرب”.
وخضعت لبنان للاستعمار الفرنسي كغيرها من بلدان الوطن العربيّ، فبعد انتهاء الحرب العالميّة الأولى وانتصار الحلفاء في هذه الحرب اعتبرت جميع أراضي الدولة العثمانيّة -والتي دخلت الحرب إلى جانب ألمانيا- أراضي دولةٍ مهزومةٍ، فتمّ تقسيم أراضيها بين الدولتين الرئيسيّتين في هذه الحرب وهي فرنسا وبريطانيا بموجب اتفاقياتٍ، وكان مصير الدولة اللبنانية أن تخضع للاستعمار الفرنسيّ.

ويحتفل اللبنانيون باستقلال لبنان وانتهاء فترة الاحتلال في 22 تشرين الثاني (نوفمبر) من كل عام، وهو اليوم الذي أعلن فيه الاستقلال، غير أنه لم يكتمل إلا بانسحاب القوات الفرنسية من لبنان في 31 ديسمبر 1946، ويعد يوم 22 تشرين الثاني هو تخليد لذكرى حكومة الاستقلال الوطنية التي ناضلت عشية إطلاق سراح رئيس الجمهورية بشارة الخوري ورئيس الحكومة اللبنانية رياض الصلح من الاعتقال صباح 22 تشرين الثاني 1943 وتسليم فرنسا بمنح لبنان الاستقلال التام.

عيد عودة الحريري

ويحتفل أيضًا اللبنانيون بعودة رئيس الحكومة سعد الحريري إلى بيروت بعد نحو ثلاثة أسابيع من استقالته المفاجئة في الرياض، فيما ينتظر المشهد السياسي في لبنان سيناريوهات عدة حول خطواته المقبلة.

وشارك الحريري في احتفال عيد الاستقلال اللبناني، الأربعاء، على أن يطلق بعدها مواقفه السياسية إزاء ظروف استقالته.

ولم يقبل الرئيس اللبناني ميشال عون رسمياً حتى الآن استقالة الحريري التي أعلنها في الرابع من تشرين الثاني/ نوفمبر، بانتظار عودته للاستماع إليه لـ”يُبنى على الشيء مقتضاه”.

وأمام لبنان ثلاثة سيناريوهات محتملة وهي إما أن يقبل رئيس الجمهورية باستقالة حكومة الحريري لتتحول إلى حكومة تصريف أعمال، لتبدأ الاستشارات النيابية لتكليف رئيس وزراء جديد، والسيناريو الثاني يكون في حال انتهت المشاورات النيابية باختيار الغالبية للحريري مجدداً، يعيد رئيس الجمهورية تكليفه مرة أخرى تشكيل حكومة جديدة.

ومن بين السيناريوهات المتاحة أيضاً وقد تكون الأبسط، أن يتراجع الحريري عن استقالته بعد لقائه عون.

ربما يعجبك أيضا