حادث تفجير مسجد الروضة يثير غضب العالم

سحر رمزي

رؤية – سحر رمزي
 
أمستردام – أثار الحادث الإرهابي الذي استهدف مسجد الروضة بشمال سيناء، والذي أسفر عن مقتل 305 أشخاص وإصابة نحو 128 آخرين غضب واستنكار العالم.
 
الحادث وصفته وسائل الإعلام الغربية والعربية بأعنف هجوم إرهابي في تاريخ مصر حيث استهدفت تفجيرات إرهابية مسجد مزدحم في شبه جزيرة سيناء أمس الجمعة، وعندما حاول المصلون الفرار من التفجير، كان في انتظارهم هجوم مسلح على باب المسجد.
 
ولم يسلم أحد من شر هؤلاء الإرهابيين حتى الأطفال، وذلك عندما قتلوا 28 طفلاً بدون رحمة.. ويعد هذا أعنف هجوم على الأطفال منذ  التمرد الإسلامي في شبه الجزيرة عام 2013.  
 
وأوضحت وسائل الإعلام الغربية أن حجم الهجوم الإرهابي أدى إلى صدمة في جميع أنحاء البلاد، ليس فقط إلى عدد الوفيات، ولكن أيضا لاختيار الهدف، حيث استهدف هذه المرة مسجد الروضة في بلدة بئر العبد خلال صلاة الجمعة.
 
والهجمات على المساجد نادرة في مصر، حيث استهدف تنظيم الدولة الكنائس المسيحية الأقباط والحجاج، ولكنه تجنب أماكن العبادة الإسلامية، وذلك حسب تقارير وكالات الانباء الغربية.
 
كما نقلت تعهد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بالرد على “القوة الغاشمة” بعد محادثات مع مسؤولين أمنيين. وأكدت على انه لم تعلن اية جماعة حتى الآن مسؤوليتها عن عدد من الهجمات المميتة في المقاطعة.
 
وأكدت بعض وسائل الإعلام أنه في العادة تستهدف الجماعات الإرهابية قوات الأمن والكنائس المسيحية، وأن الهجوم الدموي على مسجد “مرتبط بالمسلمين الصوفيين”، مما سبب صدمة لمصر وللشعب المصري.
 
وحسب وكالات الأنباء العالمية قال شهود عيان: إن العشرات من المسلحين وصلوا إلى سيارات على الطرق الوعرة وقصفوا المسجد قبل فتح النار على المصلين وهم يحاولون الفرار.
 
 وأفادت الأنباء، أن المهاجمين أطلقوا النار من شاحنات وقفت بالقرب من المسجد، وتظهر صور من مكان الحادث صفوفا من الضحايا الدمويين داخل المسجد.
 
وقال أحد السكان المحليين الذين كان لديهم أقارب هناك، لوكالة أنباء رويترز، “كانوا يطلقون النار على الناس وهم يغادرون المسجد، “كانوا يطلقون النار على سيارات الإسعاف أيضا.
 
ونقل عن السكان المحليين قولهم: إن أتباع الصوفية، فرع صوفي أو الإسلام السني، يتجمعون بانتظام في المسجد.
 
وأوضحت وسائل الإعلام المختلفة أنه على الرغم من قبول الصوفية على نطاق واسع في جميع أنحاء العالم الإسلامي، فإن بعض الجماعات الجهادية، بما في ذلك داعش، تعتبرهم زنادقة.
 
وقد سبق وقال رئيس الشرطة الدينية في داعش في سيناء في ديسمبر الماضي: إن الصوفية الذين لم يلقوا “التوبة” سيقتلون بعد أن قطعت الجماعة رأس رجلين مسنين ذكرا أنهما رجال دين صوفية.  

هل يقف الإخوان وراء الهجوم؟

 
قالت بعض وسائل الإعلام المصرية، إن متشددين اسلاميين يخوضون تمردا على شبه جزيرة سيناء في السنوات الأخيرة، وتصعيد الهجمات بعد أن أطاح الجيش المصري بالرئيس الاسلامي محمد مرسي بعد احتجاجات مناهضة للحكومة الجماعية في يوليو 2013.
 
وعلى إثر ذلك قتل مئات من رجال الشرطة والجنود والمدنيين منذ ذلك الحين، معظمهم في هجمات نفذت من قبل مجموعة داعش بمحافظة سيناء وقتل ما لا يقل عن 18شرطيا عندما هاجمت الجماعة قافلة بالقرب من العريش، وقالوا الهدف من ذلك ان تسيطر داعش علي شبه جزيرة سيناء لتحويلها إلى مقاطعة إسلامية.
 
ردود أفعال عربية غاضبة
 
أدان الدكتور مرزوق عبد الله أستاذ الدراسات الإسلامية بالجامعة الحرة بأمستردام الحادث الإرهابي، وأكد أن لا علاقة للإسلام بهؤلاء القتلة، أعداء الإنسانية والإسلام منهم بريء وقدم التعازي للرئيس وللشعب المصري، وأكد أن هذا العمل الخسيس يؤكد أن الإرهاب لادين له.

كما أدان رئيس الجالية الفلسطينية بهولندا الحادث المروع، وأكد أنه عمل خسيس ووصفه بالعنيف الغير آدمي، كما قدم باسم الجالية والشعب الفلسطيني، تعازيه للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ولشعب مصر مؤكدا أنه سوف يصدر بيان إدانة ويتوجه به للسفارة المصرية في لاهاي يوم الإثنين القادم، يؤكد فيه وقوف الشعب الفلسطيني مع مصر في هذه الظروف العصيبة. 

 بيان الجالية المصرية بهولندا

وفي السياق نفسه أصدرت المنظمات والاتحادات ومجالس الجالية المصرية في هولندا بيان إدانة موحد ولأول مرة.

وجاء في البيان: “تلقينا بكل الأسى والأسف والألم أخبار الحادث الإرهابي الإجرامي الذي استهدف مسجد الروضة  في بئر العبد بسيناء، في محاولة لزعزعة الاستقرار والأمن في  مصرنا العزيزة والإضرار بمصالح البلاد والعباد. هذا الحادث الذي أسفر عن وقوع عشرات القتلى والمصابين هو أمر جلل وخطب عظيم، ولا يمكن أن نمرّ عليه مرورا عابرا أو نسكت عليه”.

وأضاف “لذلك وبكل الألم وبأشد عبارات الاستهجان، تستنكر الجالية المصرية بهولندا بجميع طوائفها، الهجوم الإرهابي المذكور، معربة عن بالغ التعازي والمواساة لمصرنا  قيادة وشعبًا، ولأهالي الضحايا وذويهم، وتمنياتها بالشفاء العاجل للمصابين بسبب هذا العمل الإرهابي البشع”.
 
وأعلن البيان عن دعم جهود الدولة الحثيثة لاستتباب الأمن والاستقرار، كما نعلن رفضنا التام لكافة أشكال العنف والإرهاب، وخصوصا تلك الجريمة التي ارتكبتها جماعة مأجورة من فاقدي  العقل والضمير وأعداء البشرية بتحريض من أجهزة مخابرات ودول معروفة وتهدف إلى تقويض دعائم الدولة المصرية.

وقال البيان: “إنّ ما يسمى بولاية سيناء دخلت في  مستوى جديد من العنف خلال هذا العمل الإرهابي الأعنف على مدار العقود الماضية، وهذه رسالة  سياسية وليست دينية وتؤكد على حالة ضعف من قبل الإرهابيين”.

واختتم “وإذ نتقدم بخالص العزاء والمواساة لأسر الضحايا ولجموع الشعب المصري، فإننا على ثقة كاملة من قدرة الجيش والشرطة المصرية على القضاء على الإرهاب واقتلاعه من جذوره، كما نطالب الدولة بضرورة إقامة منطقة عازلة حدودية تمنع التسلل من خلال اندماج وسط المواطنين الأبرياء”.
 
حملة بالخارج لجمع التبرعات

من جانبها أعلنت السفيرة نبيلة مكرم وزير الهجرة وشئون المصريين في الخارج، عن تبني الوزارة لحملة من المصريين بالخارج لتنمية  “قرية الروضة” التي ضرب أهلها الإرهاب الأسود في بيت من بيوت الله في أثناء صلاة الجمعة.
 
وقدمت مكرم تحية لوطنية المصريين بالخارج، ودعمهم للوطن في أوقات الشدة والرخاء، حيث بادروا بالسعي لحملات تطوعية، بعد حادث الأمس الإرهابي في مسجد الروضة ببئر العبد.
 
وشددت أن وحدة المصريين بالخارج كفيلة بمواجهة الإرهاب الأعمى الذي لا يفرق بين مسجد أو كنيسة، وبين مدني أو عسكري، بين رجل وطفل قائلة: “الإرهاب يخرب ونحن نعمر، اليوم كلنا أبناء مصر في الداخل والخارج، جنود في محرابها، نفتديها معا بحياتنا، نتوحد لأجل تنميتها، نصمد في مواجهة أعدائها، لن يثنينا حزن عن العمل من أجل دعمها”.
 
ودعت وزيرة الدولة للهجرة وشئون المصريين بالخارج، كل المواطنين بالخارج إلى التكاتف وتوحيد الجهود، نحو دعم المشروع، إضافة لإظهار الدعم المعنوي في صورة بث رسائل اعلامية موحدة عبر منصات التواصل الاجتماعي وعبر مواقع الصحف والمجلات الأجنبية لدعم حق الوطن في واحد من أهم حقوق الإنسان وهو الأمن، وناشدت مكرم المصريين بالخارج خاصة الشباب إطلاق حملة موحدة.
 
الأوروبي للجاليات المصرية يدين

أدان الاتحاد الأوروبي للجاليات المصرية بأوروبا برئاسة عصام عبيد، في بيان رسمي العمل الإرهابي الخسيس والجبان الذى تعرض له المصلين بمسجد الروضة غرب العريش- شمال سيناء. مما اودى بحياة العشرات بل المئات من الأبرياء.

وأعلن مساندته الكاملة للدولة المصرية في  حربها الضروس ضد الارهاب وقال إننا على ثقة كاملة من قدرة  الجيش والشرطة المصرية في القضاء على الإرهاب واقتلاعه من جزوره. وتقدمت بخالص العزاء والمواساة لأسر الضحايا ولجموع الشعب المصري

المقاومة الإيرانية تدين بشدة
 
كما أدانت المقاومة الايرانية من مقرها بباريس وبشدة الجريمة الإرهابية اللاإسلامية واللاإنسانية ضد المصلين الأبرياء في شمال سيناء المصرية التي خلّفت حتى الآن 235 من الضحايا وعدداً كبيراً من الجرحى، وتعبّر عن عميق مؤاساتها للشعب المصري والحكومة المصرية ولاسيما ذوي الضحايا سائلة الله العلي القدير تماثل الجرحى بالشفاء العاجل.
 
وأظهرت الجريمة المروّعة ضد الإنسانية في سيناء خاصة ضد المصلين مرة أخرى، أن الإرهاب الإجرامي باستغلال الدين الإسلامي الحنيف سواء يتقمّص الشيعة أو السنة لا تمت بأي صلة بالإسلام بل يعمل ضد الإسلام والمسلمين.
 
وقال بيان للمقاومة الإيرانية: “إن الشعب الإيراني الذي يحارب الإرهاب الحاكم والتطرف منذ اربعة عقود وقدّم 120 الفاً من ابنائه ضحية حيث أعدمهم الارهابيون الحاكمون في إيران، يشعر جيدا آلام أبناء الشعب المصري ومعاناتهم ويشاطرهم فيها”.
 
ومعروف أن الإرهاب اللا إنساني بأبعاده اليوم ظهر بعد مجيء الفاشية الدينية الى السلطة في ايران عام 1979. ومنذ اربعة عقود اصبح نظام ولاية الفقيه الحاكم في ايران فعلا عاصمة تصدير الارهاب والتطرف ومحرّض ومشجّع ومصدّر الإرهاب العالمي ومركز تدريب الإرهابيين، حيث أن جميع الكيانات الارهابية على صلة بمركز الجريمة  هذا بشكل مباشر ام غير مباشر.
 
ويستغل النظام الإيراني دول المنطقة التي تربطها علاقة طيبة من أجل مدّ وتوسيع الإرهاب والتطرف. ولوضع حد على بؤرة الدم والعنف والإرهاب يجب تحطيمها في مركزها بطهران تحت سلطة الملالي.

ربما يعجبك أيضا