بعد استهدافه للمرة الثالثة.. لماذا تواصل إسرائيل قصف “جمرايا” السوري ؟

محمود سعيد

رؤية – محمود سعيد

استهدفت طائرات الاحتلال الإسرائيلي، مساء يوم 4 ديسمبر/كانون الأول، مركز البحوث العلمية بضاحية جمرايا خلف جبل قاسيون شمال غربي دمشق.

وهذا لم يكن الاستهداف الأول للمركز، فقد شن الطيران الإسرائيلي هجمات سابقة، على مدار الأعوام الماضية.

ويعتبر المركز الجهة المسؤولة عن البرنامج الصاروخي لنظام الأسد خلال الحرب السورية، وتتركز أنشطته إلى حد بعيد على تطوير أسلحة بيولوجية وكيماوية.

ومنذ بدء الثورية السورية في 2011، قصفت إسرائيل مرارا أهدافاً عسكرية لقوات الأسد أو أخرى للمليشيات الشيعية متعددة الجنسيات في سوريا، كما استهدفت مرات عدة مواقع قريبة من مطار دمشق الدولي.

وكما العادة فلا رد من نظام الأسد، حيث يحتفظ بما أسماه حق الرد في المكان والزمان المناسب، وأحيانا يرد بإلقاء المزيد من البراميل والصواريخ على رؤوس المدنيين الآمنين في مناطق سيطرة الفصائل السورية المعارضة.

المركز وعلاقته بالسلاح الكيماوي

أنشأ الرئيس السابق، حافظ الأسد، مركز البحوث عام 1971، بمساعدة الاتحاد السوفييتي، على أنه مركز لبحوث الطاقة الشمسية وتكرير مخلفات النفايات، ويقع مركز البحوث العلمية شمال غربي دمشق خلف جبل قاسيون، في حين يعتقد مسؤولون غربيون بأنه تجري في المركز أبحاث لتصنيع أسلحة كيماوية، ويعتبر المركز من أكثر المراكز سرية.

كما يعمل في المركز ضباط وباحثون وعلماء سوريون، و يتجاوز عدد العاملين في المركز 20 ألف موظف ولهم اختصاصاتهم ضمن المعهد الذي ينتمون له ويوجد قطاع إداري للأمور القانونية والإدارية وأكثر العاملين في المركز من باحثين ومهندسين وعاملين وخريجين  كل له اختصاصه بحسب ما أكد موظف سابق منشق عن النظام لموقع “الآن”.

غارات إسرائيلية متكررة

استهدف الطيران الإسرائيلي مركز جمرايا عدة مرات، وكان الاستهداف الأول في آيار 2013، حين قالت وسائل إعلامية إسرائيلية إن سلاح الجو الإسرائيلي استهدف موقعًا عسكريًا تُنقل من خلاله صواريخ “فاتح 110” من إيران إلى “حزب الله” اللبناني.

كما استهدف سلاح الجو الإسرائيلي المركز مرة أخرى في كانون الثاني 2013، وآخر استهداف كان في الحادية عشرة من مساء أمس.

فروع المركز

وبحسب ما نقل موقع “الآن” عن موظف سابق منشق فإن مراكز البحوث العلمية مقسمة على فروع ترتبط ارتباطًا مباشرًا مع القصر الجمهوري، وهي:

– “المعهد ألف”، الواقع في دمشق وهو المسؤول عن إنتاج الأنظمة الإلكترونية والحاسوبية وتطويرها.

– “المعهد ألفان”، وهو أيضًا في دمشق مسؤول عن أمور تتعلق بالتطوير الميكانيكي، من إنتاج قاذفات ومحركات صواريخ قصيرة ومتوسطة المدى.

– “المعهد ثلاثة آلاف”، يقع في برزة شرقي دمشق، ومهمته تطوير الأسلحة الكيميائية والبيولوجية وتصنيعها.

– “الفرع 450″، وهو المسؤول عن تخزين الأسلحة وتعود تبعيته للقصر الجمهوري مباشرة.

– “المعهد أربعة آلاف”، يقع في منطقة السفيرة في حلب يشرف على مشاريع الطيران، وهو المسؤول الأول عن كل برامج الصواريخ والقذائف، لكن النظام نقل أعماله بعد معاركه مع المعارضة في المنطقة إلى مصياف في ريف حماة.

العقوبات الأمريكية

وكانت الولايات المتحدة الأمريكية فرضت عقوبات على 271 موظفًا في معهد البحوث العلمية بمنطقة جمرايا قرب العاصمة دمشق.
وقالت وزارة الخزانة الأمريكية في بيان، بتاريخ 24 أبريل/نيسان، إن “بعض الأشخاص المدرجين على القائمة السوداء، كانوا قد عملوا في برامج الأسلحة الكيماوية السورية لأكثر من خمس سنوات”.

العقوبات نصت على تجميد الأصول في البنوك الأمريكية لأي موظفين مذكورين، ومنع جميع الشركات الأمريكية من القيام بتعاملات معهم.
وقال وزير الخزانة، ستيفن منوتشين، إن “هذه العقوبات الواسعة تستهدف مركز الدعم العلمي للهجوم المروع بالأسلحة الكيماوية للدكتاتور السوري بشار الأسد على رجال ونساء وأطفال مدنيين أبرياء.”

وأضاف أن السلطات الأمريكية “ستلاحق باستمرار الشبكات المالية لجميع الأفراد المشاركين في إنتاج الأسلحة الكيماوية المستخدمة لارتكاب هذه الفظائع وستغلقها”.

وأتت هذه العقوبات ردًا من إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، على الهجوم الكيماوي على مدينة خان شيخون في إدلب من قبل النظام السوري.

ويعتبر مركز البحوث العلمية بحسب رواية النظام السوري، مركزًا للأبحاث المدنية إلا أن واشنطن تقول إن أنشطته تركز إلى حد بعيد على تطوير أسلحة بيولوجية وكيماوية.

وكانت إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما فرضت، في تموز العام الماضي، عقوبات على ست مسؤولين في المركز قالت إن لهم صلة بفروعه المعنية بالأمور اللوجيستية أو البحثية الخاصة بالأسلحة الكيماوية.
   

ربما يعجبك أيضا