هل ستدفع أوروبا ثمن قرار ترامب الأوحد من أمنها ؟

سحر رمزي

رؤية – سحر رمزي
 
أمستردام – مازال الغضب يسود العالم وأوروبا بالتحديد في حالة قلق وخوف من ردود الأفعال الإسلامية والعربية بعد الاعتراف الأمريكي بالقدس عاصمة إسرائيل، ولاشك في أنها تعيش لحظات ترقب في انتظار عمليات تستهدف أمنها في كل لحظة وخاصة مع اقتراب الكريسماس وأعياد الميلاد تزداد مخاوفها.
 
ولا عجب من ذلك، فمنذ قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بنقل السفارة الأمريكية للقدس والاعتراف الضمني بالقدس عاصمة إسرائيل الأبدية، والقارة الأوروبية تعيش مظاهرات غاضبة يوميا في مختلف المدن ولم تتوقف في بلد إلا لتخرج في غيرها.
 
في ستوكهولم

أحرق متظاهرون غاضبون علم إسرائيل أمام السفارة الامريكية في ستوكهولم ، وذلك بعد مسيرة حاشدة خرجت تجوب شوارع ستوكهولم حتى وصلت للسفارة الامريكية، ونظمتها الجاليات الفلسطينية والعربية والإسلامية، وعبر المتظاهرون -والذين شاركوا بالمئات- عن غضبهم واستيائهم واستنكارهم، لقرار ترامب الأوحد.
 
وقد اتجهوا الي السفارة الامريكية والتي أحيطت بحماية أمنية مشددة وقاموا بحرق علم إسرائيل.
 
ميلانو

نظم المئات من أبناء الجاليات المصرية والعربية، وقفة أمام السفارة الأمريكية بميلانو في إيطاليا، مساء أمس السبت، تنديداً بقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس.
 
والتي ردد المحتجون فيها شعارات منهاضه لأمريكا وللاحتلال الإسرائيلي، كما شهدت الوقفة رفع الأعلام الفلسطينية
 
 فرنسا

شهدت ساحة لاربو بليك، بباريس، مظاهرة حاشدة للتنديد بالقرار الأمريكي بالاعتراف بالقدس كعاصمة لإسرائيل وبنقل سفارة الولايات المتحدة إليها، وذلك وسط إجراءات أمنية مشددة وتواجد كثيف من قوات الشرطة.

وحمل المتظاهرون في الوقفة، التي دعت إليها منظمات فلسطينية وجمعيات ومنظمات حقوقية فرنسية، وشاركت فيها الجاليات العربية، بالأعلام الفلسطينية، ولافتات تندد بالموقف الأمريكي وتعادي إسرائيل وتدعو لقطع العلاقات معها ووقف المعاملات التجارية مع الشركات والمستوطنات الإسرائيلية.

وقال المحتجون، خلال “محاكمة شعبية من أجل حقوق فلسطين”، إن ترامب يشجع بذلك الإرهابيين على مواصلة عملياتهم ويعطى الضوء الأخضر كذلك للمحتل الإسرائيلي على مواصلة ابتلاع الأراضي الفلسطينية.
 
وأبرزوا رفض الاتحاد الأوروبي والمجتمع الدولي لهذا القرار، وما خلفه ذلك من سقوط قتلى وجرحى في الصفوف الفلسطينية في مواجهة المحتل الإسرائيلي، كما نددوا يزيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو  لباريس حيث تقابل اليوم مع الرئيس الفرنسي.
 
كما أدانوا عمليات القصف التي تستهدف غزة يوميا، مطالبين برفع الحصار عنها ووقف سياسية “الأبارتهيد” التي تتعرض لها ونددوا بالإهانات التي تطال الفلسطينيين ولا يتحدث عنها الإعلام، وكذلك بالانتهاكات التي تستهدف الأطفال والنساء والمدنيين.
 
إسبانيا

نشرت  صحف إسبانية بعنوان “ترامب” ينشر الغضب بدلا من الاحتفالات قبل الكريسماس.. توقعات بارتفاع التهديدات الإرهابية.. ومظاهرات الغضب تتواصل ضده في عواصم الدول الأوروبية.
 
وذلك في وقت تسود فيه  حالة من القلق داخل الدول الأوروبية من العائدين من داعش، بعد هزيمة التنظيم في كل من سوريا والعراق، وفرار عناصره الأجنبية إلى بلدانها الأم، حيث يقدر عدد المقاتلين الأوروبيين في صفوف داعش بما يزيد على 3 آلاف شخص.
 
ويستغل عناصر التنظيم التجمعات والاحتفالات التي تشهد ازدحامًا لتنفيذ العديد من العمليات المنفردة ما بين دهس وطعن وتفجيرات، ومع إعلان القدس عاصمة لدول الاحتلال وتزامن ذلك مع اقتراب أعياد الميلاد واحتفالات الكريسماس، يرجح مراقبون وخبراء أمن ارتفاع مخاطر اندلاع أعمال عنف وإرهاب في الدول الأوروبية.
 
هولندا
 
استمرت لليوم الثالث علي التوالي مظاهرات بميدان وسط العاصمة الهولندية أمستردام وكذلك بمدينة لاهاي أمام السفارة الامريكية، حيث شارك عشرات في وقفات احتجاجية تندد بالقرار الأمريكي.
 
 ومن جانبه اعلن واثق سعادة رئيس الجالية الفلسطينية أنه سينظم وقفة حاشدة يوم الثلاثاء القادم بمدينة لاهاي في الثانية عشر ظهرا، ودعا اليها مختلف الجاليات العربية والإسلامية والمنظمات والهيئات التي تدافع عن السلام وحقوق الانسان من الهولنديين والعرب للانضمام للتظاهر وإعلان موقف موحد رافض مستنكر من هذا القرار الذي سيعزل أمريكا نهائيا عن أي مفاوضات للسلام، وطالب سعادة الجهات الهولندية الرسمية بدعم الحق الفلسطيني في القدس العربية عاصمة لدولتهم.
 
أمريكا

بدورها، قالت صحيفة “البايس”: “يبدو أن ترامب ينشر الغضب والفوضى بدلا من الاحتفال في أول عيد ميلاد له في البيت الأبيض”، مشيرة إلى ما شهدته شوارع ولاية شيكاغو من مظاهرات احتجاجية ضد قرار الرئيس الأمريكي المثير للجدل.
 
ففي الولايات المتحدة نفسها، وقع العديد من الهجمات ما بين دهس وإطلاق نار، كان أكثرها دموية هجوم فندق لاس فيجاس الذي نفذه ستيفن بادوك، وقتل خلاله 58 شخصًا وأصيب أكثر من 500 آخرين، وتبناه تنظيم داعش الإرهابي، وترفض السلطات الأمريكية حتى الآن الاعتراف بأنه هجومًا إرهابيًا.
 
ألمانيا
 

قال وزير العدل الألماني هايكو ماس، إنه لا مكان لمعاداة السامية في ألمانيا، وذلك بعدما أحرق متظاهرون أعلاما إسرائيلية في برلين احتجاجا على قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل – حسب رويترز.
 
وتجمع المئات أمام السفارة الأمريكية في العاصمة الألمانية للمشاركة في احتجاجات “يوم الغضب” يوم الجمعة. وفي وقت لاحق قالت الشرطة على موقع تويتر إنها احتجزت عشرة أشخاص خلال الاحتجاج وتم توجيه 12 تهمة جنائية، من بينها حرق أعلام إسرائيلية.
 
وقال ماس -لصحيفة بيلد في تصريحات منشورة بعددها الصادر يوم الإثنين- “أي نوع من معاداة السامية هو هجوم على الجميع. يجب عدم السماح قط بعودة معاداة السامية (في المجتمع) من جديد”.
 
وتظل معاداة السامية قضية حساسة جدا في ألمانيا بعد مرور أكثر من 70 عاما على المحرقة (الهولوكوست) أثناء حكم النازي. وتعتبر ألمانيا نفسها أحد أقرب حلفاء إسرائيل.
 
وأبلغ وزير الخارجية الألماني زيجمار جابرييل صحيفة بيلد، أن الانتقادات الموجهة لقرار ترامب أمر يمكن تفهمه، لكن الناس ليس لديها الحق أو المبرر لحرق العلم الإسرائيلي أو التحريض على كراهية اليهود أو التشكيك في حق إسرائيل في الوجود.
 
وأضاف، أن من يفعل ذلك “لا يقف ضد إسرائيل فحسب، بل ضد الدستور الألماني أيضا”. وشدد جابرييل على أن ألمانيا لن تتساهل مع هذا الأمر، وأنها لا تسمح إلا بالمظاهرات السلمية.

ربما يعجبك أيضا