هل يرفض العالم الابتزاز الأمريكي وينصف فلسطين للمرة الثانية ؟

هالة عبدالرحمن

كتب – هالة عبدالرحمن

تعقد الجمعية العامة للأمم المتحدة، المؤلفة من 193 دولة، جلسة طارئة اليوم الخميس بناء على طلب من اليمن وتركيا، للتصويت على مشروع قرار يرفض اعتراف الرئيس الأمريكي دونالد ترمب بالقدس عاصمة لإسرائيل، بينما تهدد الإدارة الأمريكية دول العالم بوقف المساعدات في حال التصويت لصالح فلسطين.

ويجري التصويت، اليوم الخميس، من قبل الجمعية العامة بواقع صوت واحد لكل دولة، والقرارات بالنسبة للمسائل المهمة مثل تلك التي تتعلق بالسلم والأمن الدولي وقبول أعضاء جدد، ومسائل الميزانية يتطلب أغلبية ثلثي الأعضاء الحاضرين والمصوتين، أما القرارات بشأن المسائل الأخرى فتكون بالأغلبية البسيطة للأعضاء الحاضرين والمصوتين.

فيبدو أن الملف الفلسطيني يتصدر طاولات المباحثات الدولية مجدداً، وذلك للتصويت على مشروع قرار يرفض القرار الأمريكي، بعدما اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة، أمس الأربعاء، قرارًا أكد على حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، بما في ذلك الحق في أن تكون له دولته المستقلة، فلسطين.

وصدر القرار بأغلبية 163 دولة، مقابل 6 دول منها الولايات المتحدة وإسرائيل وكندا، بينما امتنعت 11 دولة عن التصويت، بحسب موقع الأمم المتحدة.

وحث القرار جميع الدول والوكالات المتخصصة ومؤسسات منظومة الأمم المتحدة على مواصلة دعم الشعب الفلسطيني ومساعدته لنيل حقه في تقرير المصير في أقرب وقت.

وأشارت الجمعية العامة في قرارها إلى “الفتوى” التي أصدرتها محكمة العدل الدولية عام 2004 ورد المحكمة المتعلق بحق الشعوب في تقرير المصير.

وأورد القرار الاستنتاج الذي انتهت إليه المحكمة وهو: أن تشييد إسرائيل، السلطة القائمة بالاحتلال، للجدار في الأرض الفلسطينية المحتلة بما فيها القدس الشرقية يعوق بشدة حق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير.

وأكدت الجمعية العامة الضرورة الملحة للقيام بدون تأخير بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي الذي بدأ عام 1967، وتحقيق تسوية سلمية عادلة ودائمة وشاملة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي استنادا إلى قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة.

تهديدات ترامب

ترمب استبق الجلسة بتحذير شديد اللهجة للدول التي تنوي التصويت ضد قراره بشأن القدس خلال الجلسة الطارئة. وهدد ترمب بوقف المساعدات المالية عن تلك الدول.

وهدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بقطع المساعدات عن الدول التي ستصوت ضد الموقف الأمريكي في جلسة الجمعية العامة الطارئة المقررة الخميس بشأن القدس.

وقال ترامب: ” إنهم يحصلون على مئات الملايين من الدولارات بل حتى مليارات الدولارات، ثم يصوتون ضدنا، حسنا نحن نراقب تلك الأصوات.”

وأضاف قائلا للصحفيين في البيت الأبيض: “دعهم يصوتون ضدنا، سنوفر الكثير من الأموال، الأمر لا يعنينا.”

من جانبها حذرت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة نيكي هيلي مسبقاً من أنها ستخبر الرئيس الأمريكي بقائمة الدول التي ستصوت لصالح القرار المزمع التصويت عليه اليوم في الجمعية العامة للأمم المتحدة.

وكانت الولايات المتحدة قد استخدمت حق النقض “فيتو” ضد مشروع قرار قدمته مصر لمجلس الأمن يحذر من التداعيات الخطيرة للقرار الأمريكي ويطالب بإلغائه.

ووقع ترمب في 6 ديسمبر قرار نقل السفارة الأمريكية إلى القدس المحتلة، الذي يعكس اعتباره القدس عاصمة لإسرائيل، في خطوة أثارت غضب الدول العربية والإسلامية ولقيت رفضاً دولياً.

ويشكل وضع القدس إحدى أكبر القضايا الشائكة لتسوية النزاع بين الفلسطينيين وإسرائيل، وتعتبر إسرائيل القدس بشطريها عاصمتها “الأبدية والموحدة”، في حين يطالب الفلسطينيون بجعل القدس الشرقية عاصمة لدولتهم المنشودة.

ومن جانبه، أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس أن الولايات المتحدة لم تعد مؤهلة لرعاية عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وذلك رداً على قرار الرئيس الأمريكي.
 

ربما يعجبك أيضا