سطوة اليمين الديني الأبرز في إسرائيل 2017

محمد عبد الدايم

رؤية – محمد عبدالدايم

اليمين الديني يبسط سطوته على مؤسسات الحكم والتعليم.
 صعود نجم يائير لابيد من جديد.
 القاتل أزاريا لم يحصل على العفو بعد.
 معجزة للاقتصاد الإسرائيلي في 2017.
 جثامين الفلسطينيين في الأسر لأغراض المساومة.
 نشاط اقتصادي ودبلوماسي موسع لإسرائيل شرقا وغربا.
 قانون القومية على بعد خطوات من الإقرار.
 سلاح الجو الإسرائيلي يواجه إيران وحزب الله في سوريا.
تراجع إقبال الشباب الإسرائيلي على وحدات القتال بالجيش.
 اليسار يترنح رغم قرب تفكك اليمين الحاكم.
ترامب يهدي إسرائيل القدس.

الحريديم ضد التجنيد: 

منذ مطلع فبراير 2017 شهدت العديد من المناطق في إسرائيل مظاهرات للحريديم المتشددين للتنديد بإلزامهم بالتجنيد في صفوف الجيش الإسرائيلي، وشهدت المظاهرات مواجهات بين الحريديم المتظاهرين وقوات الشرطة الإسرائيلية أسفرت عن اعتقال الكثير منهم ثم إطلاق سراحهم بقيود.

تكررت المظاهرات عدة مرات على مدار العام، وأوقفوا حركة الحافلات والسير أكثر من مرة، وقاموا بإغلاق شوارع رئيسية في القدس ومناطق أخرى، وذلك بعد تعديل قانون التجنيد الإلزامي خلال ولاية الحكومة الإسرائيلية السابقة، بمبادرة من حزب ييش عاتيد ورئيسه يائير لابيد الذي طالب بتحمل الحريديم للأعباء أسوة بالعلمانيين الذي يخدمون في الجيش.

في فبراير 2017 قضت محكمة عسكرية إسرائيلية بحبس الجندي الإسرائيلي لمدة 18 شهرا بعد إدانته بالقتل العمد بحق الفلسطيني عبد الفتاح الشريف من مدينة الخليل بينما كان الأخير مصابا وينزف على الأرض، وزعم الجندي القاتل أنه أطلق النار من منطلق الدفاع عن النفس.
ورغم مساعي رئيس الأركان الإسرائيلية جادي أيزنكوت للحصول على عفو بحق أزاريا، إضافة لضغوط سياسية كثيرة من الحكومة، فإن الرئيس الإسرائيلي رفض العفو عن الجندي القاتل، ومع ذلك تشير تقارير إلى أنه من المحتمل أن يقلص ريفلين مدة سجن أزاريا، ويمنحه عفوا قبيل الثامن عشر من إبريل القادم.

الصراع على جثامين فلسطينية بين المحكمة العليا والحكومة

تأجج الصراع بين حكومة نتنياهو والمحكمة العليا في إسرائيل، بعد صدور قرار المحكمة بعدم جواز احتجاز إسرائيل لجثامين الفلسطينيين الذي قتلتهم إسرائيل بعد تفجير نفق غزة في أكتوبر الماضي، وأعلن نتنياهو أن قرار المحكمة “إشكاليا للغاية”، وصرح بأنه يرفض “منح حماس هدايا مجانية”، كما رفضت وزيرة القضاء أييلت شاقيد قرار المحكمة، وأعلنت أنها بصدد تقديم مقترح قانون يسمح باحتجاز جثامين الفلسطينيين لأغراض المساومة.

توقعات بحل الائتلاف الحكومي

رغم التأكيدات الرسمية على قوة الائتلاف اليمين الحاكم في إسرائيل، فإن الخلافات التي ظهرت للعيان بين هاليكود من جانب وأحزاب الحريديم من جانب آخر في 2017 تشير إلى اقتراب تفكك الائتلاف الحاكم، على خلفية تكرار مظاهرات الحريديم المناهضة للتجنيد الإلزامي، ومسيرة العار التي تناهض الفساد المستشري في مؤسسات الحكم، وقانون البقالة الذي هدد بسبب أرييه درعي بالاستقالة، وإذا قام بها لأدت لحل الحكومة، إضافة إلى مسائل خلافية على مستويات.

الصراع بين إسرائيل وبين حزب الله وإيران فوق سوريا

شهد هذا العام صراعا بين إسرائيل وبين محور حزب الله إيران فوق أرض سوريا، حيث شنت إسرائيل عدة غارات جوية على الأراضي السورية بهدف تقويض تحركات قوات حزب الله والحرس الثوري الإيراني في مناطق الصراع بسوريا، وأشارت التقارير العسكرية أن أولى هجمات سلاح الجو الإسرائيلي على سوريا كانت في يناير من هذا العام، ثم في مارس، وبعدها في سبتمبر الماضي.

قانون القومية

اقتربت إسرائيل في 2017 من سن “قانون القومية” بشكل رسمي، وهو قانون الأساس الذي بموجبه تكون إسرائيل “الوطن القومي لجموع الشعب اليهودي”، وتحرك اليمين الحكومي لإقراره، بعد تمرير الموافقة على القراءة الأولى له في مايو الماضي.

ومؤخرا أعلن نتنياهو أن “قانون القومية” أصبح الأولوية الأكبر لرئيس الائتلاف الحكومي الجديد دافيد أمسلم، الذي حل بدلا من دافيد بيتان، واعتبر نتنياهو أن القانون سيكون أحد أهم القوانين في تاريخ إسرائيل.

يرسخ “قانون القومية”وضع إسرائيل كدولة يهودية “قانون القومية”، وينص بنده الأول على أن “دولة إسرائيل هي “البيت القومي للشعب اليهودي”، يحقق فيها أمانيه في تقرير المصير بموجب “تراثه الثقافي والتاريخي”، كما ينص على أن “الحق في تقرير المصير القومي في دولة إسرائيل يقتصر على الشعب اليهودي فقط”، وأن “أرض إسرائيل هي الموطن التاريخي للشعب اليهودي، ومكان إقامة دولة إسرائيل”..

الجيش الإسرائيلي وتراجع الالتحاق بوحدات القتال

شهد العام 2017 تراجعا متزايدا في نسية الجنود الراغبين في الالتحاق بالوحدات القتالية، في الوقت الذي يسعى فيه كثير من الجنود للالتحاق بالوحدات التكنولوجية ووحدات الحرب الإلكترونية، لأن هذه الوحدات تدعم الجنود بخبرات تعليمية تقيدهم بعد الانتهاء من التجنيد في البحث عن وظيفة جيدة، كما يتزايد خوف الجنود وعائلاتهم من الالتحاق بوحدات القتال التي تواجه معارك مباشرة، وأصبح هذا التراجع في أعداد جنود وحدات القتال يمثل قلقا متزايدا لدى قيادات الجيش الإسرائيلي، مما دفع رئيس الأركان جادي أيزنكوت لاعتماد خطة تقضي بمنح امتيازات أكبر للجنود المنضمين لوحدات القتال.

يأتي هذا في الوقت الذي أعلن فيه وزير الدفاع أفيجادور ليبرمان عن عزمه زيادة تسليح الجيش الإسرائيلي، بحجة مواجهة التهديدات المتزايدة من حزب الله وإيران على الجانبين السوري واللبناني، وكذلك بسبب تدافع دول المنطقة المحيطة بإسرائيل لمزيد من التسلح في صفوف جيوشها.

إعلان ترامب

في السادس من ديسمبر 2017 أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اعتراف بلاده رسميا بالقدس عاصمة لإسرائيل، كما أعلن نيته نقل سفارة بلاده من تل أبيب إلى القدس، وأثار هذا الإعلان الفردي سخطا لدى كثير من دول العالم، وعلى رأسها الدول العربية والإسلامية.


لا جديد في المستقبل القريب

جاءت خطوة ترامب لتشعل غضب الفلسطينيين الذي هبوا لنصرة القدس في حراك يومي منذ إعلان الرئيس الأمريكي، بينما لم يشهد عام 2017 حتى الآن تحقيقا لبنود اتفاق المصالحة الأخير بين فتح وحماس والذي جاء برعاية مصرية، في الوقت الذي تواصل إسرائيل انتهاك سيادة فلسطين وتسارعت عملية بناء المستوطنات، وسن القوانين العنصرية، حتى جاء إعلان ترامب ليجعل مستقبل فلسطين في العام 2018 أكثر غموضا.

الأمر ذاته يمكن قوله على مستقبل إسرائيل التي تشهد صراعات سياسية حادة، لكن رغم ما أظهرته قضايا الفساد التي تلاحق حكومة نتنياهو؛ فإن اليسار الإسرائيلي أضعف من أن يواجه أحزاب اليمين متمثلة في هاليكود وييش عاتيد إضافة إلى أحزاب اليمين المتطرف والحريديم الذي يجنون مكاسب جديد كل يوم.

 

مكاسب السبت

في أكتوبر من عام 2017 أصدرت المحكمة العليا في إسرائيل قرارًا بالسماح بفتح متاجر في تل أبيب أيام السبت، وهو القرار الذي أثار حفيظة الحريديم مجددا، وهاجمت الأحزاب قرار المحكمة العليا واعتبرته “انقلابا وعداء سافرا للديانة اليهودية”.

وبعد خلافات شديدة في أوساط الحكومة الإسرائيلية عقب قرار المحكمة العليا، استطاع الحريديم الخروج بمكاسب كعادتهم، حيث اتفق حزب الليكود الحاكم مع أطراف الائتلاف من الحريديم على عدم إغلاق المحال التجارية بتل أبيب في أيام السبت، وعدم توقف حركة القطارات، وصادقت الحكومة على مشروع قانون البقالة الذي يمنح الصلاحيات لوزير الداخليةالإسرائيلي لإلغاء القوانين المساعدة للبلديات الأخرى بخلاف تل أبيب بما يؤدي إلى غلق محلات تجارية وأكشاك بيع في يوم السبت.

وكجزء من الاتفاق بين هاليكود والحريديم تقرر سن قانون يعطي نائب الوزير صلاحيات إدارية حتى يتمكن يعقوب ليتسمان وزير الصحة المستقيل من الاحتفاظ بسلطاته دون أن يتحمل مسئولية وزارية، وجدير بالذكر أن ليتسمان عضو بارز عن حزب يهدوت هتوراه الحريدي أحد أعضاء الائتلاف الحكومي مع حزب هاليكود.

رئيس جديد لحزب هاعفودا

في يوليو 2017 انتخب حزب هاعفودا المعارض وزير البيئة السابق آفي جفاي زعيما له، بعدما تخطى عمير بيرتس في نتيجة انتخابات الحزب، وينضم حزب العمل إلى الكتلة الصهيونية التي تتشكل من عدة أحزاب حصلت مجتمعة على 24 مقعدا في الكنيست الحالي.

استطلاعات الرأي: الليكود وييش عاتيد في المقدمة

رغم الصعود المفاجئ لآفي جفاي كزعيم جديد لحزب هاعفودا، فإن استطلاعات الرأي التي جرت في 2017 أظهرت أن حزب الليكود ربما سيظل محتفظا بعدد كبير من مقاعد الكنيست، رغم دعاوى الفساد التي تطال نتنياهو، ويليه أو يتساوى معه حزب ييش عاتيد بزعامة يائير لابيد، في حين تأتي بعدهما الكتلة الصهيونية التي تضم حزب العمل وتسيبي ليفني زعيمة حزب هاتنوعا وآخرين، فيما أظهرت استطلاعات الرأي صعودا متزايدا لحزب البيت اليهودي، وتراجعا للقائمة العربية المشتركة.

تجدد الصراع بين المتدينين والعلمانيين

شهد العام 2017 استمرارًا لمسلسل الصراع بين المتدينين والعلمانيين في إسرائيل، خصوصًا مع وجود الائتلاف اليميني الحاكم الذي يضم أحزابًا حريدية متشددة مع حزب هاليكود بزعامة نتنياهو.

مع استمرار الجدال ومطالب الحريديم بوقف الأنشطة كافة في المدن الإسرائيلية في أيام السبت؛ أعلن العلمانيون عن تخوفهم من مسألة تديين المؤسسات الإسرائيلية بعد توغل اليمين المتطرف في الحكم، خصوصا مناهج التعليم في المدارس الحكومية التي ينتمي إليها أغلب أبناء العلمانيين، وزعم أولياء الأمور أن وزير التعليم نفتالي بينط زعيم حزب هابيت هيهودي يقوم بمساعي حثيثة لإدراج مواد ومقررات دينية يهودية إلى المناهج التعليمية بالمدارس التي يغلب عليها الطابع العلماني.

قضية أزاريا

لم يختم الجندي القاتل إليئور أزاريا عام 2017 كما كان يريد هو وأسرته، بعدما قرر رئيس إسرائيل رؤوفين ريفلين رفض طلب العفو الذي تقدم بع أزاريا.

ربما يعجبك أيضا