كنيسة مارمينا.. الإرهاب يأبى أن تودع مصر 2017 بسلام

كتبت – علياء عصام الدين

على أعتاب عام شارف على النهاية، لا تزال مخالب الإرهاب الغاشم تنهش جسد الوطن وتتكالب عليه في إصرار أن لا ينتهي عام 2017 نهاية سعيدة.

فلا تزال الجماعات الإرهابية تواصل استهدافها لمصر لتتم ما بدأته من سلسلة اعتداءات منظمة في 2017 وتستكمل بها مأساة عام تجرع فيه المصريون مرارة  التطرف ولم يفرق فيه الإرهاب بين مدني أو عسكري، طفل أو شيخ، رجل أو امرأة.

ففي أقل من 24 ساعة سقط ما يقرب من 18 مصريًا في حوادث إرهاب متفرقة استهدفت إحداها كنيسة بمدينة حلوان.

كنيسة مارمينا

في صباح اليوم، هاجم مسلحان قوات الأمن المكلفة بتأمين “كنيسة” مار مينا بالشارع الغربي في مدينة حلوان بوابل من الرصاص وردت قوات الأمن لتسقط أحد منفذي الهجوم بينما تمكن الآخر من الهروب وقامت القوات بالقبض عليه لاحقًا. 

حاول الإرهابي الذي كان يحمل عبوات ناسفة ويرتدي سترة اقتحام الكنيسة أثناء خروج مصلين أقباط من القداس وبدأ بإطلاق الرصاص ليسقط قتلى وجرحى.

ووفقًا لبيان وزارة الداخلية المصرية فقد تصدت القوات لمجهول يستقل دراجة بخارية حال محاولته اجتياز النطاق الأمني الخارجي للكنيسة حيث قامت بالتعامل الفوري معه ونجحت في إلقاء القبض عليه عقب إصابته وضبطت مع سلاح آلي و150 طلقة وعبوة متفجرة قبل قيامحه بإلقائها على الكنيسة.

وسقط 10 أشخاص بينهم أحد المهاجمين وأصيب 5 آخرين حسب حصيلة أولية لوزارة الصحة المصرية، وقامت قوات الأمن بإغلاق مداخل ومخارج القاهرة ونجحت في تفكيك قنبلتين بمحيط الكنيسة وإغلاق جميع الكنائس وتمشيط المنطقة بينما تحركت سيارات الإسعاف لنقل القتلى والمصابين لمستشفى النصر بحلوان.

من جانبها أصدرت الكنيسة الأرثوذكسية بيانًا أدانت فيه الحادث الإرهابي وذكرت أسماء الشهداء الذين سقطوا، وأشارت “الكنيسة” إلى اعتداء آخر – تعرض له محل أجهزة منزلية بمنطقة المشروع بحلوان يملكه شخص مسيحي- أدى إلى استشهاد شخصين.

من جهته كلف النائب العام، المستشار نبيل أحمد صادق، نيابة أمن الدولة العليا، بمباشرة التحقيقات في الحادث وقام فريق من محققي نيابة أمن الدولة بالانتقال إلى مسرح الحادث لإجراء المعاينات وسؤال شهود العيان لبيان كيفية وقوع الحادث.

وأمرت نيابة أمن الدولة العليا بندب أطباء مصلحة الطب الشرعي لتوقيع الكشف الطبي على القتلى وإعداد التقارير الطبية اللازمة في شأن أسباب الإصابات التي أودت بحياتهم، وتكليف خبراء مصلحة الأدلة الجنائية بإجراء المعاينة الفنية ورفع آثار الحادث وإعداد التقارير الفنية اللازمة في شأن كيفية تنفيذ الهجوم الإرهابي.

إدانات واسعة 

قام الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بمتابعة تداعيات الهجوم وقدم تعازيه لأسر الشهداء موجهًا كافة الأجهزة المعنية بالدولة لاتخاذ ما يلزم وتقديم الرعاية المطلوبةلأسر الشهداء والمصابين فضلًا عن تكثيف أعمال التأمين للمنشأت الحيوية بالدولة.

وأكدت رئاسة الجمهورية في بيان لها على أن هذه المحاولاتالإرهابية “اليائسة” لن تنال من عزيمة المصريين ووحدتهم الوطنية الراسخة، بل ستزيده إصرارًا على مواصلة مسيرة تطهير البلاد من الإرهاب والتطرف.

واستنكرت دولة الإمارات بشدة الهجوم الإرهابي مشددة على أن مثل هذه الأعمال الإرهابية الجبانة لن تنال من عزيمة شعب مصر وإصراره على مواصلة التصدي بكل حسم للإرهاب الذي لا وطن له ولا دين ولا أخلاق.

وأدانت كل من دولة البحرين والكويت الحادث الإرهابي حيث بعث أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، ببرقية عزاء إلى الرئيس عبدالفتاح السيسي، مستنكرًا الهجوم الإرهابي الآثم على الكنيسة بينما شددت وزارة الخارجية البحرينية على وقوف المملكة مع مصر في معركتها ضد الإرهاب وجهودها الرامية لاجتثاث جذوره ومموليه وكل من يقف خلفه ويدعمه، مؤكدة أن الشعب المصري الشقيق قادر بلحمته ووحدته على صد وردع مثل هذه الأعمال الإرهابية والإجرامية التي لن تؤثر أبدا على وحدة المجتمع المصري وتماسكه.

وأدان شيخ الأزهر الشريف أحمد الطيب بأقسى العبارات، الهجوم الإرهابي وشدد على أن تكرار تلك الهجمات النكراء التي تستهدف الإخوة الأقباط في أيام الأعياد أصبح “مفضوح” الأهداف، وأنها تستهدف الوطن ووحدته، أكثر ما تستهدف أتباع هذا الدين أو ذلك، لذا فإن الرد الموجع عليها يكون بإفشال أهدافها.

من جانبه أدان مفتي الجمهورية شوقي علام العملية الإرهابية الغادرة وشدد على أن ما قامت به جماعات التطرف والإرهاب حرام شرعًا ومخالف للمقاصد العليا للشريعة داعيًا المصريين إلى التصدي للإرهاب الذي لا يفرق بين مسلم ومسيحي.

وأدانت السفارة الأمريكية بالقاهرة الهجوم مؤكدة وقوف واشنطن بثبات مع شعب مصر في مواجهة الهجمات الجبانة.
 
وكانت الداخلية المصرية قد أعلنت أمس رفع حالة التأهب القصوى لتأمين كنائس الأقباط خلال احتفالات أعياد الميلاد.

وذكرت الداخلية المصرية أنها أعلنت حالة الاستنفار الأمني بكافة مديريات الأمن، وتكثيف خدمات تأمين الكنائس ودور العبادة لتوفير الأجواء المناسبة أثناء أداء الشعائر الدينية بمناسبة الاحتفالات بعيد الميلاد المجيد وأرس السنة الميلادية.

هجمات العريش

وقتل أمس في مدينة العريش ضابطان و6 جنود من الجيش المصري في هجوم إرهابي تم ضد قوة عسكرية شرق مدينة بئر العبد في واحدة من سلسلة كبيرة من الهجمات الإرهابية التي تعرضت لها محافظة شمال سيناء في 2017.

يذكر أن المصريون قد افتتحوا عام 2017 بحادث استشهاد 9 جنود وإصابة آخرين في هجوم إرهابي في 9 يناير استهدف كمين شرطة المطافئ بحي المساعيد في مدينة العريش، كما استهدف إرهابيون في 7 يوليو الماضي بعض الارتكازات العسكرية في رفح مما أسفر عن استشهاد 26 جنديًا .
 

يذكر أن مصر قد حلت في المرتبة الـ11 في مؤشر الإرهاب العالمي لما شهدته من سلسلة اعتداءات إرهابية منذ بداية العام كانت أضخمها وأكثرها وجعًا في تاريخها على الإطلاق تلك الحادثة التي وقعت نوفمبر الماضي في مسجد الروضة بشمال سيناء وأسفرت عن استشهاد أكثر من 305 شخصًا .

https://www.youtube.com/watch?v=UfjOP3kCUsk
https://www.youtube.com/watch?v=smAlqbqrcZk

ربما يعجبك أيضا