لماذا صمت الغرب عن قمع الاحتجاجات في إيران؟!

محمد عبدالله

رؤية – محمد عبدالله

مواقف دولية وإقليمية متفاوتة ومتباينة تتضارب فيها مصالح الدول ومحاولة “الحياد” لعدم إشعال الوضع أكثر.. أبسط ما يمكن قوله عن الاحتجاجات التي اندلعت قبل أسابيع في عدة مدن إيرانية لأسباب اقتصادية وحقوقية وسياسية.

إلا أن النظام الإيراني عل ما يبدو تدّرب جيداً على قمع المحتجين المدنيين بين سوريا والعراق لذلك تعامل مع الأحداث بـ”برود” مدعماً موقفه بآلاف من أنصاره الذين نزلوا إلى الشوارع بطلب منه.

انتهاكات بالجملة.. وأوروبا “تراقب”

مظاهرات عارمة في نحو 130 مدينة إيرانية أسفرت عن اعتقال أكثر من 8 آلاف شخص ومقتل ما لا يقل عن 50، تفاعل معها إيرانيو الخارج بالخروج في تظاهرات عارمة في عدة عواصم أوروبية وأمريكية تعبيراً عن تضامنهم مع مطالب الشعب الإيراني.

فيما اتهمت المعارضة الإيرانية بالخارج الغرب بغض الطرف عن كل هذه الانتهاكات.

الاتحاد الأوروبي اكتفى بمطالبة السلطات الإيرانية بضمان الحق في التظاهر السلمي.

وفي بيان رسمي، أشارت المتحدثة باسم فيدريكا موغيريني، مفوضة السياسة الخارجية بالاتحاد، إلى “اتصالات مع السلطات الإيرانية”،وقالت “نتوقع أن يتم ضمان الحق في التظاهر السملي وحرية التعبير”.

واكتفى وزير خارجية بريطانيا بوريس جونسون إلى القول إن بلاده “ترقب الأحداث في إيران عن كثب”.

أمريكا.. الأعلى صوتاً

لأول وهلة بدت الاحتجاجات وكأنها “ربيع إيراني دموي” فعلى عكس كل التظاهرات السلمية في دول العالم، واجه النظام الإيراني المحتجون بالرصاص الحي موقعاً عشرات القتلى والجرحى واعتقال المئات.

ما دعا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى القول بأنه “حان وقت حدوث تغيير” وأن الشعب الإيراني “جائع” يبحث عن الحرية.

وقال ترامب عبر حسابه في “تويتر”: “كل الاحترام لشعب إيران في سعيه لاستعادة حكومته. سترون دعماً عظيماً من الولايات المتحدة في الوقت المناسب”! .

ردة فعل ترامب ليست وحدها إذ انضم لصوته مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، الأمير زيد بن رعد الحسين، الذي دعا إيران، لكبح جماح قوات الأمن؛ بهدف تفادي تأجيج العنف، واحترام حقوق المحتجين في حرية التعبير والتجمع بشكل سلمي.

الصمت الأوروبي.. لماذا ؟!

باحثون في مؤسسة “هيرتج” أوضحوا أنه رغم تأييد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للمتظاهرين، فإن صمت حلفائه الأوروبيين والآسيويين ينبع من رغبتهم في الحفاظ على الاتفاق النووي مع إيران ومنافعهم التجارية.

الاتفاق الذي استلزم الوصول إليه عقداً كاملاً ، لا تريد أوروبا أن تذهب الجهود التي بذلت لتحقيقه أدراج الأهواء المتقلبة سواء من قبل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي يقف رافضا للاتفاق الذي رعاه سلفه باراك أوباما، أو الاحتجاجات الداخلية في إيران والتي ترى فيها شأناً داخلياً لطهران.

من جانبها لم تحذو المنظمات الدولية حذو الدول الأوروبية فمنظمة العفو الدولية كشفت عن اعتقال 1000 شخص خلال الأسبوع الماضي واحتجازهم في سجون سيئة السمعة، وحذرت المنظمة من أن المئات باتوا معرضين لخطر التعذيب.

ربما يعجبك أيضا