موجة التشريعات.. أزمة عاصفة تضرب “البتكوين”

حسام عيد – محلل اقتصادي

باتت العملات الرقمية تبدي حساسية كبيرة من أي تشريعات تصدر في أي منطقة وخصوصا القادمة من المنطقة الآسيوية، فهناك تداولات قوية في مناطق مثل كوريا الجنوبية واليابان، وما يقارب من 40% من التداولات على البتكوين في 2017 كانت بعملة الين.

كوريا الجنوبية تهز عرش “بتكوين”

تلقت أسواق العملات الرقمية هزة قوية جاءت هذه المرة من كوريا الجنوبية التي تعد من بين أكبر أسواق تداول العملات الرقمية في العالم، حيث تحتل 20% من حجم التداول العالمي لـ”بتكوين”، بما قيمته 3.54 مليار دولار، لكن حجم التداولات العالمية كانت بحدود 17.7 مليار دولار يوميا.

هذه الهزة أدت إلى تواصل التراجع الحاد في أسعار العملات، وتدفق ما يقرب من 100 مليار دولار خارج سوق العملات الرقمية يوم الخميس الموافق 11 يناير.

كما هوت بالعملة الإلكترونية الأبرز “بتكوين” إلى 9.769 آلاف دولار، لتسجل انخفاضا نسبته 49.08%، مقارنة بسعر العملة في 16 ديسمبر الماضي الذي بلغ 19.187 ألف دولار.

وقامت وحدة الاستخبارات المالية ودائرة الرقابة المالية بعملية فحص لـ 6 مصارف يتم تداول العملات الرقمية بها للتأكد من الالتزام بقواعد غسيل الأموال.

ولتشديد الرقابة على العملات الرقمية، فمن المزمع قيام كوريا الجنوبية بإعداد قانون يحظر جميع عمليات التداول على العملات الرقمية في البلاد.

الصين تضرب العملات الرقمية

تعتزم الحكومة الصينية حظر الوصول المحلي إلى منصات التداول التي توفر التجارة في العملات الرقمية.

ويستهدف المسؤولون في الصين أيضا الأشخاص الذين يقدمون خدمات التداول والبنى التحتية الأخرى لأسواق العملات الرقمية، والتي تسمح بإجراء صفقات أصغر بين الأفراد.

وإثر ذلك، اجتاحت الخسائر عشرات العملات الرقمية وهوت معظمها بنسب تتراوح بين 16 و29%. كما هوت عملة إيثيروم بأكثر من 20%.

يذكر أن حملة الصين على العملات الرقمية كانت قد بدأت العام الماضي، عبر منع إصدار العملات الرقمية في البلاد.

كما تم استهداف البورصات المحلية وأخبرتهم الحكومة بوقف التداول في العملات الرقمية، كما نظرت الحكومة مؤخرا في إيقاف تعدين العملة الرقمية الأشهر عالميا “بتكوين”.

الإفتاء المصرية تحرم “بتكوين”

كرر البنك المركزي المصري تحذيره من المخاطر المرتفعة” للتعامل في كافة أنواع العملات الافتراضية الرقمية الإلكترونية.

وأكد “المركزي المصري” أن العملات الرقمية يغلب عليها عدم الاستقرار والتذبذب الشديد في قيمة أسعارها، وذلك نتيجة للمضاربات العالمية، غير المراقبة، التي تتم من خلال منصات تداولها، ما يجعل الاستثمار بها محفوفاً بالمخاطر وينذر باحتمالية الخسارة المفاجئة لكامل قيمتها.

وفي بداية شهر يناير الجاري، أصدر مفتي الديار المصرية الدكتور شوقي علام، فتوى تحرّم استخدام عملة “بتكوين” الرقمية لما تنطوي عليه من أخطار عالية على الأفراد والدول.

وذكرت دار الإفتاء في بيان، أنه لا يجوز شرعاً تداول عملة بتكوين لعدم اعتبارها كوسيط مقبول للتبادل من الجهات المختصة، ولما تشتمل عليه من الضرر الناشئ عن الغرر والجهالة والغش في مصرفها ومعيارها وقيمتها.

ولفتت إلى أنه يمكن أن يؤدي استخدام هذه العملات إلى اتخاذها وسيلة سهلة لضمان موارد مالية مستقرة وآمنة للجماعات الإرهابية والإجرامية وتيسير تمويل الممارسات المحظورة، كبيع السلاح والمخدرات، واستغلال المنحرفين للإضرار بالمجتمعات.

السعودية تحذر من التداول الرقمي

حذَّر عضو هيئة كبار العلماء والمستشار في الديوان الملكي السعودي الشيخ الدكتور عبدالله بن محمد المطلق، من خطورة التعامل بالعملة الرقمية “البتكوين”، وشدد على أن “المخاطر كبيرة جداً جداً جداً في هذه العملة والعملات الرقمية الأخرى”.

وأكّد المطلق على أن مصدر تحذيره من “بتكوين” يكمن بعدم معرفة مصدرها، مضيفاً: “عملة ليس وراءها دولة ولا يُعرف من أول من أنتجها ولا يُعرف لها دولة تحميها وقد حذرت البنوك المركزية ومنها مؤسسة النقد السعودي من التعامل بها”.

وقال: “المعاملات هذه فيها مخاطر عالية جدا، أحيانا ترتفع إلى 20 ألف دولار ثم تنخفض إلى 15 ألف دولار، هذه مخاطر عالية لا يدخلها إلا من لا قيمة للمال عنده”.

البتكوين مقابل الدولار

مرت بتكوين بالعديد من التذبذبات في عام 2017، حتى قبيل إقفال العام بقليل، لاحظنا حدوث تراجعات قوية في أغلبية العملات الرقمية.

بالنسبة للبتكوين، كان التغير من بداية عام 2017 وحتى نهايته لصالح العملة الرقمية بارتفاع يتجاوز 1328%.

لكن منذ بداية عام 2018، كان التغير سلبي بما يقارب 4%، ولاحظنا محطات من التراجعات ضربت التداولات الرقمية على البتكوين.

القيمة السوقية لـ”بتكوين” في 2018

بطبيعة الحال، القيمة السوقية لعملة البتكوين في اليوم الأول من العام 2018 بلغت 236.7 مليار دولار.

ولكن في 11 يناير بعد إعلان كوريا الجنوبية إمكانية فرض قانون لحظر التداول على العملات الرقمية، تراجعت القيمة السوقية للبتكوين إلى حدود 233 مليار دولار.

ومن جانبها، حظرت شركة مايكروسوفت ليومين تنفيذ عمليات مشتريات بالعملات الرقمية، وهذا ما يصب بطبيعة الأمر ضد مصلحة التداولات على البتكوين.

وتعتبر البتكوين العملة الأولى من بين كل العملات الرقمية من حيث التداولات وهي ما تشكل 34% من مجموع القيمة السوقية للعملات الرقمية.
 

القلق في كوريا ربما يحسم مصير أسواق العملات الرقمية عالميًا، والذي من المتوقع ألا يطول هذا الغموض، حيث يطالب صانعو السياسات المالية في جميع أنحاء العالم بضرورة تنظيم الأصول بما في ذلك العملات الرقمية التي شهدت ارتفاعات كبيرة وقياسية وصفت في بعض الأوقات بـ”الفقاعة” خلال العام الماضي.

ربما يعجبك أيضا