طهران ولندن.. ملفات شائكة ومواقف متذبذبة

محمد عبدالله

رؤية – محمد عبدالله

ضغوط دولية على طهران آخذة في التصاعد للكف عن التدخل في شؤون الغير ووقف تزويد جماعة متطرفة في المنطقة بالسلاح والصواريخ التي تهدد أمن الجيران.

لندن وطهران.. مواقف متذبذبة

رغم دعوة وزير الخارجية البريطاني، بوريس جونسون إيران إلى الكف عن التدخل في الشؤون الداخلية لبلدان الجوار، فإن مراقبين يرون أن مواقف لندن من طهران متذبذبة.

ويعزو بعض المراقبين هذا التذبذب في مواقف بريطانيا إلى عوامل بعضها داخلي أبرزها غموض الأفق أمام حكومة تيريزا ماي وانشغال بريطانيا برصد كافة الفرص الاقتصادية لكي تجد أسواقاً بديلة بعدما تجد نفسها خارج أسواق الاتحاد الأوروبي.

التصريحات البريطانية جاءت بعد توصل لجنة خبراء تابعة للأمم المتحدة بوجود صواريخ ومعدات عسكرية إيرانية في اليمن بعد فرض حظر سلاح دولي قبل ثلاث سنوات.

تقارب بريطاني فرنسي أمريكي

تتلاقي المواقف البريطانية والفرنسية مع الموقف الأمريكي المطالب باتخاذ إجراءات ضد ايران بسبب تزويدها الحوثيين بالسلاح.

وفي تنسيق مشترك تعتزم الدول الثلاث تمرير قرار بمجلس الأمن الدولي يدين الممارسات الإيرانية ويتضمن فرض عقوبات على أي نشاط له صلة باستخدام الصواريخ الباليستية.

الاقتصاد والسياسة.. مسارات منعزلة

اتهام جونسون لإيران بتزويد الحوثيين بالصواريخ البعيدة المدى كان واضحاً لكن لا يغلق الباب تماماً على العلاقات مع طهران.

فهو يطالب الأخيرة بما أسماه الكف عن الأنشطة التي تهدد بتصعيد الحرب في اليمن، كما يدعوها إلى دعم ما يفضي إلى حل سلمي للأزمة اليمنية.

ورغم انضمام لندن إلى باريس وواشنطن في سعيهما إلى فرض عقوبات جديدة على طهران، فإن الملفات العالقة بين البلدين تؤثر بشدة في أي قرار يمكن أن تتخذه حكومة تيريزا ماي في هذا الشأن.

بريطانيا مدركة تمام الإدراك للصعوبات التي تعترضها في علاقاتها بإيران لاعتقال طهران مواطنين بريطانيين والتوترات الماضية والحاضرة.

ورغم القضايا السياسية والاجتماعية التي تعوق تطبيع العلاقات مع طهران، فإن بريطانيا تحرص على عدم المس بعلاقاتهما الاقتصادية بل وتطويرها. 

إذ كان هناك اتفاق بين بريطانيا وإيران بقيمة 750 مليون دولار لاستغلال الطاقة الشمسية، جاء مباشرة بعد قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتشديد العقوبات على طهران.

يبدو إذن أن هناك مساراً اقتصادياً بعيداً ومنعزلاً تماماً على المسار السياسي الذي يتأثر بالعلاقات والقوى الاقليمية التي تحكم العلاقات البريطانية الإيرانية.

ربما يعجبك أيضا