على غرار السعودية .. روحاني يعد المرأة الإيرانية بدخول ملاعب الكرة

يوسف بنده

رؤية – بنده يوسف

بعدما سمحت الحكومة السعودية للنساء حضور مباريات كرة القدم بعد حظر دام لسنوات؛ لأسباب اجتماعية. تصاعدت الانتقادات داخل الشارع الإيراني، سيما أن المرأة الإيرانية شعرت أن القيود في إيران أشد من القيود لدى نظيرتها في السعودية. كما أن حكومة روحاني باتت في حرج أمام مؤيديها من الإصلاحيين. كما أن الاحتجاجات الأخيرة دفعت النظام إلى البحث عن مناطق تنفيس للشباب، وهو ما دفع حكومة روحاني للقبول بمسألة مشاركة النساء في مشاهدة المبارايات الرياضية.

وتحضر السيدات في إيران المباريات التي تقام في الصالات باستثناء ملاعب كرة القدم المفتوحة.

وعد حكومي

فقد أكدت مساعدة شؤون الرياضة النسوية بوزارة الرياضة والشباب الإيرانية “فريبا محمديان”، أن جهودا تبذل عبر التخطيط والتعاطي مع الأجهزة صاحبة القرار، بغية توفير الظروف اللازمة لحضور السيدات في الملاعب سيما كرة القدم. وأكدت محمديان، على حتمية توفير الظروف والبنى التحتية اللازمة تدريجيا بهذا الخصوص.

كما أبلغت وزارة الرياضة والشباب الإيرانية، على لسان وزيرها مسعود سلطاني فر، رئيس الفيفا جياني انفانتينو، أن بلاده تدرس إمكانية حضور النساء إلى الملاعب لمشاهدة مباريات كرة القدم.

فيما تعمل البلاد على تهيئة الظروف المناسبة لحضور النساء بما يناسب ثقافة الشعب الإيراني، بحسب تصريح مصدر في وزارة الرياضة الإيرانية لوكالة “سبوتنيك” الروسية.

هذا رغم قطع السلطات البث المباشر لحظة سؤال أحد الصحفيين وزير الرياضة الإيراني عن موعد السماح للنساء بحضور مباريات كرة القدم، بحسب هيئة الإذاعة البريطانية (BBC).

وقد استقبل الرئيس الإيراني، حسن روحاني، رئيس الفيفا، في قصر الرئاسة بطهران، الخميس الماضي 1 مارس/ آذار 2018.

وعن إمكانية مشاركة النساء وقتها، قال الرئيس الإيراني: إن هناك 23 ألف فتاة يمارسن رياضة كرة القدم في إيران، ما اعتبره دليلاً على توجه نساء إيران لهذه اللعبة.

بدوره، قال رئيس الفيفا: إن الإيرانيين من أكبر مشجعي كرة القدم حماسة بالعالم، واعتبر صعود المنتخب الإيراني إلى مونديال روسيا، كثاني منتخب بعد البرازيل، دليلاً على قوة كرة القدم الإيرانية.

وأكد جياني إنفانتينو، أن الرئيس روحاني أبلغه بوجود خطط للسماح للنساء بحضور مباريات كرة القدم في إيران.

وأكد سعي الاتحاد الدولي لكرة القدم لتحسين مناخ العالم عن طريق رياضة كرة القدم، وأنه لن يدخر جهداً للنهوض بمستوى كرة القدم في إيران.

يأتي ذلك في الوقت الذي ألقت فيه قوات الأمن الإيرانية القبض على 35 امرأة، بعدما حاولن حضور مباراة كرة قدم في ملعب “آزادي” بالعاصمة طهران، بين فريقي الاستقلال وبيرسيبوليس، الخميس الماضي 1 مارس/ آذار 2018. وقد احتجزتهن السلطات بصورة مؤقتة، وقالت إنه سيُطلَق سراحهن عقب نهاية المباراة.

انتقادات

وقال إنفانتينو -خلال مشاركته في أحد الأنشطة في المقر الرئيسي للفيفا في زيورخ- “تلقيت وعوداً بالسماح للنساء في إيران بالدخول إلى ملاعب كرة القدم قريباً. أبلغني (الرئيس الإيراني) أن مثل هذه الأمور تحتاج لبعض الوقت في دول مثل (إيران)”، وفق ما نقلت وكالة “رويترز”.

وقالت مجموعة “أوبن ستاديومز” -التي تنادي بحق المرأة في حضور الأحداث الرياضية في إيران- إن بعض السيدات تعرضن للاعتقال بالقرب من استاد آزادي، الخميس، خلال مباراة الاستقلال وبيروزي.

وقالت المجموعة -على “تويتر”- “في الوقت الذي كان فيه إنفانتينو يستمتع بمشاهدة المباراة في ملعب لا يرتاده إلا الرجال فقط، كانت مشجعات إيرانيات للعبة يتم اعتقالهن”.

ونقلت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية شبه الرسمية عن سلمان ساماني، المتحدث باسم وزارة الداخلية الإيرانية، قوله: إن المشجعات لم يتم اعتقالهن، بل نقلن إلى “مكان مناسب”.

وقال إنفانتينو إنه كان مدركاً لحجم الانتقادات الموجهة إلى الزيارة، لكنه شعر أنه كان من الأفضل إجراء حوار مباشر مع القادة الإيرانيين. وأضاف: “سمعت عن القبض على مجموعة من السيدات بسبب رغبتهن في حضور مباراة لكرة القدم، وبالتأكيد كان هناك بعض الانتقادات وهو مفهوم”.

وتابع إنفانتينو أنه “توجد طريقتان للتعامل مع هذه المسألة؛ إما أن ننتقد ونعاقب وندين ونمتنع عن الحوار ونقطع العلاقات، أو أن نذهب إلى هناك مباشرة ونفتح حواراً ونحاول إقناع قادة البلاد بوجوب منح السيدات حق الدخول إلى الملاعب، وأنا لجأت إلى الطريقة الثانية”.

وقالت مجموعة “أوبن ستاديومز” إن وعداً مشابهاً بالسماح بدخول السيدات إلى الملاعب سبق أن أعلن في 2013 عندما كان سيب بلاتر رئيساً للفيفا.

بدوره، قال رئيس كتلة الرياضة في البرلمان الإيراني محمد رضا تابش في تصريح لوكالة “إيلنا” الإيرانية، إن الكتلة تجري مشاورات اليوم مع وزير الرياضة مسعود سلطاني لبحث اعتقال عدد من النساء في ملعب آزادي.

وقال تابش: “لا موانع ولا قيود قانونية لحضور النساء في الملاعب حتى تعتبر جريمة، ومن اعتبر ذلك جريمة تجب مساءلته”.

وانتقد تابش اعتقال المشجعات على يد شرطة “الأمن الأخلاقي”، وقال: إن الملعب الذي يستضيف من 70 إلى 80 ألف إيراني ويبث التلفزيون منه مكان آمن، ولا يمكن أن يكون غير آمن.

ربما يعجبك أيضا