“الحمدين” في نيجيريا.. أصابع التخريب تتسلل غرب أفريقيا

كتب – حسام عيد

يوما بعد يوم يتضح أن تنظيم الحمدين عبارة عن أصابع متنقلة للتخريب، فرغم كشف مخططاته في أفريقيا ودعمه لجماعات معادية للنظام الحاكم في تشاد، زار أمير قطر السابق حمد بن خليفة آل ثاني، رفقة رئيس مجلس الوزراء السابق حمد بن جاسم آل خليفة العاصمة النيجيرية أبوجا، بمزاعم الوساطة بين الحكومة والتنظيم الإرهابي “بوكو حرام”.

زيارة تحمل في طياتها مساعٍ قطرية لتأجيج الفتن في القارة السمراء وبث سموم الفرقة لإشعال الحروب الأهلية.

“الحمدين”.. مدد لـ”بوكو حرام”

بعد اختفاء استمر لمدة 5 أعوام ظهر أمير قطر السابق حمد بن خليفة آل ثاني ورئيس وزرائه السابق حمد بن جاسم في نيجيريا، ليعيدا للأذهان الانتباه إلى دورهما في دعم تنظيم “بوكو حرام” الإرهابي تحت ستار “الفدية” والوساطة مع الحكومة.

فعلى الرغم من أن الزيارة التي جرت في الأول من مارس الجاري، لفها الكثير من الغموض فيما يتعلق بتوقيتها وأهدافها ومباحثاتها، خاصة مع عدم تمتع الزائرين بأي صفة رسمية أو مناصب في الوقت الحالي، إلا أنها كانت فرصة لتؤكد قطر عبرها، عن استمرارها في نشر الفتن والفرقة والحروب الأهلية خدمة لمصالح دولية، وهي مجرد أداة مالية وواجهة سياسية لها.

وقبل زيارة “الحمدين” بيومين اختطف تنظيم “بوكو حرام”مجددا فتيات، بلغ عددهن 110 من إحدى المدارس في ولاية يوبي، ولم يتضح بعد إن كانت الزيارة تناولت هذا الأمر لتدخل قطر على خط مفاوضات جديدة أم لا.

وكان لافتا خلال الزيارة أن الرئيس النيجيري محمد بخاري استقبل حمد بن خليفة وحمد بن جاسم دون أن يظهر العلم القطري في أماكن الاستقبال.

فقط ظهر العلم النيجري وبجانبه علم آخر مجهول، يتكون من ثلاثة ألوان، الأحمر والأخضر والأسود.

ستار الفدية.. ابتكار قطري لتمويل الإرهاب

يرى محللون أن النظام القطري دأب على استغلال عمليات خطف الرهائن لتمرير سياسة خبيثة تمكنه من تمويل الإرهاب تحت مسميات لا تثير الشكوك، ويرى هؤلاء المحللون أن استخدام وسطاء مقربون من التنظيمات الإرهابية هي إحدى الطرق التي ابتكرها النظام القطري لتمويل الإرهاب والتواصل معه، فهو يحاول من خلال تلك السياسة تنفيذ لعبة مزدوجة.

فمن جهة يسعى لإظهار نفسه كوسيط للسلام ومعارض لعمليات الخطف، بينما يبقى هدفه الحقيقي هو تمويل الإرهاب بطرق تبدو في ظاهرها ذات أغراض إنسانية مما يبعد عنه شبهة التواطؤ والدعم المباشر.

وتعتبر فدية الرهائن ركيزة أساسية من ركائز تمويل “بوكوحرام” وغيره من التنظيمات الإرهابية في الساحل الأفريقي، وقد حذر خبراء أمنيون من دفع المبالغ الكبيرة التي يطالب بها الإرهابيون مقابل تحرير المختطفين لأن ذلك يشجع تلك التنظيمات على تنفيذ المزيد من عمليات الخطف.

في أكتوبر من العام 2014 نشر موقع “ذي اسبكتور” الناطق بالإنجليزية مقالاً للكاتب سيمون هيفر كشف فيه عن تورط قطري في دعم “بوكوحرام”، واستند الكاتب إلى المفاوضات التي جرت بين “بوكوحرام” من جهة والحكومة النيجيرية من جهة أخرى.

موضحاً أن قطر لعبت دورها عبر أحد زعماء القبائل في الكاميرون الذي تربطه علاقات تجارية كبيرة بإمارة الإرهاب، لتقديم أموال على حركة بوكوحرام مقابل إطلاق سراح الفتيات المختطفات من قبل الحركة.

كما نشر موقع “اينفستجيشن” الفرنسي تقريراً مطولاً في 17 سبتمبر 2015 تحت عنوان “كيف يحصل “بوكوحرام” على التمويل؟ تحقيق حول جريمة دولية”. ووضع التقرير قطر على رأس المسارات الدولية لتمويل التنظيم المتطرف.

وقدمت الدوحة مساعدات مالية ولوجستية كبيرة لكل من متمردي حركة “تحرير أزواد” وحركة “أنصار الدين” و”أنصار الشريعة” إلى جانب تنظيم “القاعدة في بلاد المغرب”، كما تريد الدوحة أن تقدم دعما لوجستيا جديدا لكتائب “جماعة أنصار الإسلام والمسلمين”، وهي جماعات تنشط جنبا إلى جنب مع حركة بوكو حرام.

مشيراً إلى أن المخابرات العسكرية الفرنسية تصنف قطر بانتظام كدولة راعية للجماعات الإرهابية في القارة الأفريقية بما في ذلك “بوكوحرام”، ويؤكد التقرير أن أموال قطر ومصالح فرنسا فيها هي السبب في عدم اتخاذ الحكومة الفرنسية موقفاً حازماً ضد النظام القطري.

موطئ قدم في غرب أفريقيا

جاءت زيارة نيجيريا مكملة لزيارة قام بها أمير قطر الحالي تميم بن حمد لدول غربي أفريقيا ديسمبر الماضي، وقوبل فيها بنفور خاصة في السنغال؛ حيث قوبل باستقبال فاتر من رئيسها ماكي سال، مما دفع تميم إلى مغادرة البلاد خلال 15 ساعة فقط، على الرغم من أن المدة المحددة للزيارة كانت 48 ساعة.

وكان مسؤولون أفارقة أكدوا تورط النظام القطري في دعم إرهابيي “بوكوحرام”، ولعل أبرز التصريحات الواردة في هذا الشأن ما جاء على لسان وزير الخارجية التشادي إبراهيم حسين طه في شهر أغسطس الماضي، حيث أكد أن بلاده قطعت علاقاتها مع قطر لإيوائها عناصر من جماعات إرهابية معادية لتشاد تأتي في مقدمتها جماعة بوكوحرام المتشددة، وأوضح الوزير أن هذه الجماعة مدعومة من قطر، وقياداتها موجودة في فنادق الدوحة.

وأضاف الوزير التشادي أن الحكومة القطرية تدعم تنظيم “بوكو حرام” ضمن أعمالها التخريبية في دول الساحل الأفريقي.

ربما يعجبك أيضا