زيارة ولي العهد السعودي لبريطانيا.. نموذج لعلاقات راسخة

حسام عيد – محلل اقتصادي

تعد العلاقات الاقتصادية بين الدول خير مؤشر على قوة العلاقات بينها ودليلًا راسخًا على تقارب المصالح والأهداف المشتركة.

زيارة ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، إلى بريطانيا كانت نموذجا لهذه العلاقة بعد أن توجت باتفاقيات شراكة طويلة الأجل تستهدف فرصا استثمارية تقدر بـ100 مليار دولار في مجالات التجارة والاستثمار والصناعة والدفاع والأمن إلى جانب الشراكة مع القطاع الخاص، يستهدف من خلالها صندوق الاستثمارات العامة السعودي استثمارات مباشرة بـ30 مليار دولار.

18 اتفاقية اقتصادية

وتزامنا مع الشراكة الاستراتيجية بين المملكتين تم توقيع 18 اتفاقية اقتصادية تجاوزت قيمتها 2 مليار دولار، كان أبرزها؛ اتفاقية بين وزارة الصحة السعودية وشركة بوبا للاستثمار في مراكز الرعاية بالمملكة بـ500 مليون دولار، واتفاقية بين “سافاناد” السعودية والشركات البريطانية في قطاعي الرعاية الصحية وصناعة السيارات بـ970 مليون دولار.

أما في القطاع العقاري فقد تم الاتفاق مع مجموعة بي إم جي المالية على تأسيس صندوق استثمار بـ138 مليون دولار للاستثمار في العقارات البريطانية.

في حين أبرمت شركة أرامكو 6 اتفاقيات للاستثمار في قطاع الطاقة مع كل من؛ رويال داتش شل وأميك فوستر ويلر، وشراكة مع مؤسسة “تشاتام هاوس” للأبحاث.

ومن المقرر أن تنضم “أرامكو” إلى الثورة الصخرية من خلال خططها للبدء فى إنتاج غاز طبيعى غير تقليدى هذا الشهر، ويمكن أن تنافس تشكيل شركة “إيجل فورد” فى تكساس.

ووصفت “شل” مذكرة التفاهم بأنها دليل على علاقاتنا القوية مع أرامكو السعودية وعلاقتنا الطويلة مع السعودية التى تعود إلى أكثر من 75 عاماً.

48 مقاتلة “تايفون”

وتوجت الصفقات المليارية بين الجانبين بتوقيع بريطانيا بروتوكول اتفاق لبيع السعودية 48 طائرة يوروفايتر تايفون المقاتلة.

واعتبرت الشركة التي تنتمي إلى كونسورسيوم “يوروفايتر” الأوروبي مع إيرباص والإيطالية فينميكانيكا، أن بروتوكول الاتفاق يشكل “مرحلة إيجابية” نحو إنجاز العقد مع السعوديين، مؤكدة عزمها على “دعم تحديث القوات المسلحة” في المملكة.

وأتى توقيع الاتفاق بعد محادثات كانت جارية بين البلدين، ما يؤكد اهتمام السعودية بهذه الطائرات. وسبق أن تلقت السعودية 72 طائرة من هذا الطراز طلبتها قبل عشر سنوات.

وشددت المملكتان على أهمية العلاقة الدفاعية والأمنية ودورها في تحقيق الأمن الوطني المشترك والاستقرار الإقليمي، منوهين بالعلاقة الدفاعية الاستراتيجية التي بدأت منذ ما يزيد عن نصف قرن، بما فيها التعاون الأمني في قضايا مثل مكافحة الإرهاب وتمويله، وتطوير قدرات مشتركة، وتقوية الأمن الإقليمي، ومشددين على أهمية استمراره وتعزيزه، حيث إن التعاون المستمر سابقاً نتج عنه حفظ أرواح في كلا البلدين وغيرهما من المناطق في العالم.

كما تعهد البلدان بشراكة أكثر عمقاً تشمل توسيع الشراكة لمواجهة التحديات الجديدة، بما يشمل التعاون الاستراتيجي في مجال الأمن السيبراني، وقد تم توقيع اتفاقية إطارية حول التعاون الاستراتيجي في مجال الأمن السيبراني بين البلدين.

الشراكة الاستراتيجية بين المملكتين جاءت ترسيخا لطموح وعزيمة الأمير محمد بن سلمان لتحقيق أهداف ورؤية المملكة لتصبح السعودية في المرتبة الـ 15 كقوة اقتصادية عالمية في 2030.

طموح ولي العهد السعودي حظي بدعم قوي من الجانب البريطاني الذي أكد التزام المملكة المتحدة بتقديم الخبرة لمساعدة السعودية في هذه الإصلاحات الحيوية.

ربما يعجبك أيضا