تدمير المفاعل السوري.. إسرائيل تعلن نفير الحرب بوجه إيران

دعاء عبدالنبي

كتبت – دعاء عبدالنبي

بعد أكثر من 10 سنوات على تدمير المفاعل النووي السوري في 2007، اعترفت إسرائيل بمسؤوليتها عن تنفيذ الضربة الجوية في رسالة واضحة لسوريا وإيران والشرق الأوسط بعدم السماح لمن يهددون بقائها بامتلاك أسلحة نووية، اعتراف أكدته الولايات المتحدة قبل 10 سنوات ودعمته إسرائيل اليوم بالصور والتسجيلات لتؤكد قدرتها الاستخباراتية والعسكرية في مواجهة أعدائها، تزامنًا مع تعزيز طهران لوجودها العسكري في سوريا ودعوتها لإلغاء الاتفاق النووي المُبرم مع الدول الكبرى، لُتثير التساؤلات حول دوافع رفع السرية عن العملية مع اقتراب المهلة التي حددها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لتعديل الاتفاق النووي أو الانسحاب منها في مايو المقبل.

الضربة إسرائيلية

في سبتمبر من عام 2007، تعرضت منشأة الكبر القريبة من دير الزور شرقي سوريا لغارة جوية، قالت عنها الولايات المتحدة لاحقًا أنها كانت تضم مفاعلًا نوويًا يبنيه النظام السوري سرًا بمساعدة كوريا الشمالية، في اتهام نفته دمشق، مؤكدة أن المنشأة المستهدفة ليست سوى قاعدة عسكرية مهجورة.

وبعد مرور قرابة الـ 11 عامًا على الواقعة، اعترفت إسرائيل على لسان وزير مخابراتها إسرائيل كاتس، بمسؤوليتها عن قصف ما تشتبه أنه مفاعل نووي سوري في رسالة واضحة لإيران مفادها أنها لن تسمح لها بامتلاك أسلحة نووية.

جاء الاعتراف الإسرائيلي ليؤكد الشكوك التي لطالما حامت حول مسؤولية إسرائيل عن ذلك الهجوم الخاطف، الذي وثقته بصور وتسجيلات مُصورة من قمرة قيادة الطائرة لحظة تدميرها منشأة الكبر في الصحراء القريبة من دير الزور على مسافة 480 كليو مترًا داخل سوربا.

كانت المقاتلات الإسرائيلية قد استهدفت المفاعل النووي السوري في عهد رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إيهود أولمرت في 2007، وبعد كشف النقاب عن الغارة تسابق المسؤولون الإسرائيليون بالتباهي من الضربة التي تم الإعلان عنها لتوصيل رسالة للشرق الأوسط مفادها أنها لن تسمح لمن يهددون بقائها بامتلاك أسلحة نووية.

دوافع رفع السرية

وأثار اعتراف إسرائيل بتدمير مفاعل نووي سوري علامات الاستفهام حول دوافع رفع السرية عن هذه العملية بعد أكثر من 10 سنوات من تنفيذها، لاسيما بعدما قامت بتوزيع صور ولقطات للحظة تنفيذ الغارة لوسائل الإعلام وشريط فيديو لقائد العملية في حينه الجنرال “غادي آيزنكوت” كشف من خلاله تفاصيل الهجوم وبيانات سرية عن الموقع جمعتها الاستخبارات الإسرائيلية ونفذتها بفائق السرية.

رغم الاعتراف الإسرائيلي اليوم بعد قرابة 11 عامًا من تنفيذ الغارة، إلا أن الولايات المتحدة أكدت منذ 2008 أن الغارة شنتها إسرائيل وأن الموقع المستهدف كان مفاعلًا نوويًا سريًا قيد البناء.

ومع أن دمشق نفت هذه الاتهامات، إلا أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية أعلنت في 2011 ، أنه “من المحتمل جدا” أن يكون موقع الكبر قد أخفى خلف جدرانه مفاعلا نوويا يجري بناؤه بمساعدة من كوريا الشمالية.

 يأتي الاعتراف الذي غمر القيادات الإسرائيلية بالبهجة ليرد على التساؤلات المُحرجة المتعلقة بإخفاق الاستخبارات الإسرائيلية حيال الكشف عن مشروع المفاعل النووي السري لبشار الأسد، والتي لم تتمكن حكومة أولمرت من مواجهتها بعد إخفاقها في إغفال البرنامج النووي الليبي في 2003، والتي أدت لتوتر حاد بين أذرع استخبارات الكنيست.

وبحسب مسؤول رفيع في الاستخبارات الإسرائيلية لصحيفة “هاآرتس” فإن الاكتشاف المتأخر للمفاعل السوري، قبل شهور من تشغيله يعتبر “الإخفاق الاستخباراتي الأضخم لدولة إسرائيل، وقد يكون هذا الإخفاق أضخم من الإخفاق في حرب يوم الغفران”.

رسالة لإيران

تزامن الاعتراف الإسرائيلي بتدمير المنشأة النووية، مع تحذيراتها المستمرة من تعزيز طهران لوجودها العسكري في سوريا ودعواتها إلى تعديل أو إلغاء الاتفاق المبرم بين الدول العظمى وإيران بشأن برنامجها النووي.

وبحسب تصريحات رئيس هيئة الأركان الإسرائيلي غادي أيزينكوت فإن “الرسالة من الهجوم على المفاعل النووي في 2007 هي أن إسرائيل لن تسمح ببناء قدرات تهدد وجودها” في إشارة لإيران، بينما توجه وزير الأمن الإسرائيلي أفيجدور برسالة إلى دول المنطقة بالقول “على المنطقة بأكملها استيعاب الدرس من الضربة”.

ويبدو أن الرسالة الإسرائيلية واضحة بالنسبة إيران، لاسيما مع اقتراب موعد المهلة التي حددها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في مايو المقبل لتعديل الاتفاق النووي المُبرم بين إيران والدول الكبرى، والتي قد استبقها ترامب بفرض عقوبات على بعض الكيانات الإيرانية لإعطاء فرصة أخيرة للولايات المتحدة وحلفائها لتعديل الاتفاق لكبح جماح إيران النووية، رسالة أرادت من خلالها إسرائيل تحذير إيران من إمكانية لجم طموحاتها النووية في حال أصرت على عدم تعديل الاتفاق النووي والرضوخ للمطالب الأمريكية.

ربما يعجبك أيضا