هل يتأثر “البايرن” بسمعة قطر القمعية؟

أميرة رضا

كتبت – أميرة رضا

بعد أن اعتاد السفر إلى هناك، معللًا إصراره بالطقس الجيد، وبعد العديد من الانتقادات هنا وهناك، عاود نادي بايرن ميونيخ الألماني إثارة الضجة من جديد، ليضع نفسه وعلاقته بمنطقة الخليج -وقطر على وجه التحديد- في ورطة!

مؤخرًا تجاهل البايرن تقريرًا دوليًا بشأن أوضاع حقوق الإنسان في قطر، قبل الدخول في شراكة مع الخطوط الجوية القطرية، مما أثار التساؤلات مرة أخرى لماذا قطر؟ وهل تأتي كل هذه المواقف بصدق نية؟ أم هناك أسرار تختبئ في جعبة النادي البافاري؟.

معسكرات التدريب

تمسك النادي البافاري -من قبل وفي الأعوام السابقة- باختيار العاصمة القطرية “الدوحة” معسكرًا لتدريباته، مما أثار الضجة حوله، حيث كان محور الانتقاد يدور حول اتهامات الفساد التي واجهتها قطر من أجل الحصول على حق تنظيم بطولة كأس العالم 2022، بالإضافة إلى أوضاع حقوق العاملين المزرية هناك، حيث وصفت تقارير المنظمات الحقوقية -في بداية الأزمة- الأوضاع التي يعيشها العمال الذين يتولون مهمة بناء الملاعب بالـ “مزرية”، الأمر الذي أكدته وقتها العديد من التقارير الصحفية، أبرزها ماكشفته صحيفة “الجارديان” التي وضحت الظروف الصعبة التي يعيشها العمال هناك.

كذلك ازدادت الأوضاع سوءً، عندما فضلت بعض الفرق الأخرى تجنب الوقوع في فخ المزايدات، بنفس التوقيت وحطوا رحالهم في العديد من المدن الخليجية مثل نادي فرانكفورت حيث توجه إلى أبوظبي، أما جارتها دبي فكانت من اختيار نادي هامبورج، بينما فضلت أندية ألمانية أخرى قضاء فترة الاستعداد في إسبانيا، وتركيا، وأمريكا.

مع سبق الإصرار.. هل كان “العائد الاقتصادي” أولًا؟

من ناحية المشهد الاقتصادي وحسب تقارير صحفية، فإن العلاقة بين الشركات الألمانية وقطر ليست بسيئة، حيث أن إمارة قطر تملك أسهمًا في عدة شركات ألمانية كبرى، مثل: 17 % من أسهم عملاق صناعة السيارات فولكسفاجن، و9 % في شركة هوختيف للبناء والمقاولات، وكذلك شراء قطر لأسهم في أكبر بنك أوروبي، وهو “دويتشه بنك” الألماني؛ إضافة إلى الاستثمارات بالجهة المعاكسة، وتكفي الإشارة إلى توقيع شركة السكك الحديدية الألمانية “دويتشه بان” عقدًا بقيمة 17 مليار يورو لتنفيذ مشروعات في قطر، وكذلك تستفيد قطر من أسماء الأندية الألمانية الكبيرة لتكون دعاية بالنسبة لها.

وفي هذا السياق توالت رودو الأفعال إذ قال أحد السياسيين: “أتمنى من إدارة البايرن أن تمتلك الجرأة وتناقش الظروف السيئة هناك”، متابعًا: “يمكن للنادي أن يسأل ويتابع ظروف العمل في ورشات بناء ملاعب المونديال، حتى لا يتولد انطباع بأن النادي ومن أجل المصالح الاقتصادية يغمض عينيه عن ظروف العمال المهاجرين في قطر”.

توقيع عقد من العيار الثقيل

وفي فبراير الماضي ازداد الطين بلة، بعد أن أعلن النادي البافاري توقيع عقد شراكة مع الخطوط القطرية بدلًا من مجموعة لوفتهانزا الألمانية، متجاهلًا تقرير كان قد طلبه من منظمة “هيومن رايتس ووتش” الدولية بشأن أوضاع حقوق الإنسان في قطر، قبل دخول الفريق الألماني في شراكة مع الخطوط الجوية القطرية.

وما زال مسلسل التجاهل مستمرًا!

واستمرارًا لمسلسل التجاهل، ضرب البايرن أيضًا بالتقرير الذي أصدرته المنظمة الدولية، عرض الحائط، حيث لم يعطي له أي أهمية، والذي جاء فيه: “الأمر الأول والأكثر أهمية هو أن أي شراكة يعقدها بايرن ميونيخ مع السلطات القطرية تشكل خطرًا جسيما على سمعة النادي”.

وتابع: “تحتفظ قطر بسمعة قمعية وسيئة بشأن أوضاع العمال كما أنها ترفض إجراء الإصلاحات بالرغم من انتقادها في مختلف وسائل الإعلام الدولية”، مضيفًا: “أي اتفاق ينطوي على استخدام قطر للعلامة التجارية لشركة بايرن ميونيخ بشكل مباشر أو غير مباشر سيؤدي حتمًا إلى توجيه اتهامات للفريق البافاري كونه متورط في محاولة تحسين سمعة البلاد”.

كما نصحت المنظمة النادي: “في حال أردتم الدخول في شراكة مع الخطوط القطرية، فيجب على النادي أن يعرب بوضوح عن دعمه للإصلاحات الأساسية في سوق العمل بقطر، من خلال اتخاذ خطوات حقيقية، خصوصًا في ما يتعلق بنظام تأشيرات العمال، التي تفرض على الأجنبي حصوله على إذن من صاحب عمله في حال أراد مغادرة البلاد”.

وتابعت: “أتمنى من إدارة بايرن ميونيخ أن تمتلك الجرأة وتناقش الظروف السيئة هناك”.

بعد هذا وذاك سوف يظل السؤال المطروح حاليًا، هل سيبرر البايرن مواقفه؟ وهل سيمتلك الجرأة للحديث بشفافية؟ أم سيظل مستمرًا في مسلسل التجاهل ليثير الجدل مجددًا؟

 

ربما يعجبك أيضا