دون خجل أو استحياء.. “بي إن سبورت” تخلط الأوراق وتتطاول على رموز المملكة

أميرة رضا

كتبت – أميرة رضا

بأسلوب لا يمت للاحترام بصلة، وبتجرد تام من الحيادية والمهنية، حولت قناة بي إن سبورت الرياضية القطرية، هزيمة مباراة المنتخب السعودي -في افتتاح المونديال الروسي- لمعركة نقاش وتطاول، خلطت فيها بين جميع الأوراق، واستغلت منبرها الإعلامي الرياضي لأغراض سياسية دون خجل أو استحياء.

فعلى مرأى ومسمع من جميع مشاهدي القناة من مشارق الأرض لمغاربها، تجردت القناة القطرية من المهنية التي طالما تدعيها، وحولت الاستوديو التحليلي لمباراة الافتتاح بين المنتخب السعودي ونظيره الروسي، إلى ساحة للشماتة في خسارة الأخضر، والتهكم على برنامج إعداد المنتخب، تلاها سيل من التطاول الذي كاد أن يكون تطاولًا بـ”الجملة”، على رموز الممكلة السعودية.

محللو الاستوديو التحليلي.. خارج نطاق المهنية

الاستوديو التحليلي الخاص بمباراة الافتتاح، تحول بـ “قدرة قادر” من استوديو تحليلي رياضي إلى منصة للهجوم على المملكة ورموزها، في محاولة لإشعال فتنة بين جماهير السعودية وبقية الجماهير العربية بشكل عام.

حيث تجاوز مقدم الاستوديو، التونسي هشام الخلصي كل الحدود الأخلاقية والرياضية والمهنية، وتشفى في خسارة الأخضر، بإسقاطات غير مقبولة، تعكس حالة العجز الإعلامي، وغياب الموضوعية والتجرد من أبسط القواعد المهنية.

كذلك شن الصحفي المغربي جمال سطيفي -المحلل باستوديو مباراة الافتتاح- هجومًا ضد المملكة، وكأنه يؤدي دورًا مرسومًا له على شاشة القنوات القطرية التي تنقل المونديال لمنطقة الشرق الأوسط، كما انتقد الصحفي المغربي بيان تركي آل الشيخ -رئيس مجلس الهيئة العامة للرياضة السعودية- ووصفه بالاستسلام والتخبط والفوضى.

أما علاء صادق -الصحفي الهارب من مصر، والملاحق جنائيًا بسبب تحريضه على الدولة المصرية، والذي تأويه قطر، وترفض تسليمه للسلطات هناك- فقد هاجم تركي آل الشيخ وطالبه بتقديم استقالته.

كما قال علاء صادق ساخرًا، إن اتحاد كرة القدم السعودي والجهاز الفني واللاعبين ورئيس الهيئة كلهم موظفون لدى ولي العهد محمد بن سلمان، ولا يستبعد أن يراهم ذات يوم في فندق “ريتز كارلتون” في العاصمة السعودية الرياض، الذي سبق أن شهد احتجاز مجموعة من الأمراء المتهمين بالفساد، ليضحك كل الموجودين.

تركي آل شيخ يتوعد

وفي أول رد فعل رسمي على هذا التجاوز الإعلامي من قنوات “بي إن سبورت” في حق المملكة، توعد رئيس مجلس الهيئة العامة للرياضة السعودية، تركي آل الشيخ، مساء أمس الجمعة، باتخاذ كافة الإجراءات القانونية اللازمة تجاه كل التجاوزات الصادرة عن القناة القطرية تجاه المملكة.

حيث قال آل شيخ -في تغريدة له عبر صفحته الرسمية، بموقع التدوينات الصغيرة “تويتر”- “سوف نقوم باتخاذ كافة الإجراءات القانونية تجاه كل التجاوزات الصادرة عن قناة “بي إن سبورت” تجاه السعودية ومنتخبها ورياضتها ومسؤوليها، واستغلالها الرياضة لأغراض سياسية”.

وأضاف: “هذا دليل جديد على صحة موقف الجهات المختصة السعودية حين حظرت هذه القناة عن أراضيها”.

خبراء يطالبون بوقف التعامل

ومع توالي ردود الأفعال طالب عدد من الرياضيين المصريين والعرب، وخبراء في القانون والعلوم السياسية، الدول العربية بوقف التعامل مع قناة “بي إن سبورت” القطرية، بعد تعمد عدد من العاملين بها الإساءة إلى السعودية، مؤكدين على أنه يمكن تصعيد الأزمة لدى الاتحاد الدولي (فيفا) لوقف احتكارها بث مباريات الاتحاد، بعد استغلال القناة لأغراض سياسية.

من جانبه قال الناقد الرياضي كمال عامر: إن تجاوز أعضاء الاستوديو التحليلي بحق السعودية لا يمكن السكوت عنه، وخصوصًا أنه تضمن إسقاطات سياسية غير مقبولة على مسؤولين سعوديين، لافتا إلى أن انتقال القناة من الشأن الرياضي إلى المجال السياسي يؤكد أن هناك تربصا للإساءة إلى الأشقاء السعوديين، على خلفية مقاطعة الرياض للدوحة، بعد تورط الأخيرة في دعم وتمويل الإرهاب.

كما طالب الناقد الرياضي محمد أبوالخير بمقاطعة القناة القطرية، بعد أن سعت إلى زرع بذور الفتنة بين شباب الوطن العربي، في وقت يجب أن تسعى إلى تكريس المنافسة الشريفة بين الأشقاء، مؤكدًا على أن الرد الحاسم على هذه التجاوزات يجب أن يصل إلى الاتحاد الدولي من أجل اتخاذ إجراءات عقابية ضد هذه القناة.

أما قائد منتخب مصر في مونديال 1990جمال عبدالحميد، فقد شدد على ضرورة إبعاد السياسة عن الرياضة، مؤكدًا على أن من حق السعوديين أن يلجؤوا إلى الجهات القانونية كافة، لأن ما صدر من إساءة بحق مسؤولين سعوديين في أستوديو القناة يتطلب تدخل الفيفا، لسحب حقوق البث الحصري للمنافسات الكروية العالمية.

وفي السياق ذاته قال القانوني خالد أبوراشد: “للأسف إن إقحام السياسة في الرياضة مخالفة لشروط وأنظمة الفيفا، ويحق للاتحاد السعودي تقديم شكوى إلى الاتحاد الدولي ضد هذه القناة”.

قوانين “الفيفا”.. وحقوق التصعيد

تنص قوانين الاتحاد الدولي لكرة القدم “الفيفا”، وقوانين اللجنة المنظمة لكأس العالم، على عدم التمييز ضد أي دولة، وعدم إقحام السياسة والآراء السياسية، خاصة في وسائل الإعلام الرياضية بمختلف أنواعها، وهو ما يعني وقوع قنوات “بي إن سبورت” في المحظور.

لذلك فقد شن بعض المسؤولين في السعودية، هجومًا عنيفًا ضد هذه التجاوزات، حيث قال الأمير عبدالرحمن بن مساعد، رئيس نادي الهلال الأسبق، عبر حسابه الشخصي على تويتر: “الحمد لله الذي جعل إنجازكم الذي تحتفلون فيه هو إخفاقنا في كأس العالم، ولا حاجة لأن نذكركم أن الدولة التي تحتضنكم وتنفذون توجهاتها، كان هذا وضعها في التصفيات المؤهلة لكأس العالم برغم أن منتخبها الوطني، جله من المجنسين الذين لا يتحدثون العربية”.

وتابع: “من الطبيعي أن يشمت البعض في منتخبنا الذي قدم مباراة سيئة، كنتيجة ومستوى فنّي غير مرضٍ لمحبيه، في افتتاح كأس العالم ولكن أن يشمت بنا من كان هذا وضع فريقه في التصفيات المؤهلة. فهذا ما لا يمكن وصفه أو تسميته”.

وبين هذا وذاك سقطة مهنية كانت هي، أم جاءت مع سبق الإصرار والترصد، ما حدث ما هو إلا جريمة مهنية تعدت على كل الحقوق والتقاليد والأعراف الرياضية، والتي بدورها كادت أن تعمل على هدف واحد وهو زيادة الاحتقان بين الجماهير والشعوب، وتحويل الساحات الرياضية إلى قضايا سياسية بحتة.
https://www.youtube.com/watch?v=FKUyl9DoZDs

ربما يعجبك أيضا