على غرار كوريا الشمالية .. إيرانيون يطالبون بالحوار مع واشنطن .. وسط حديث عن محادثات سرية

يوسف بنده

رؤية – بنده يوسف

خلال مؤتمر صحفي عقد بعد قمته مع الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون في سنغافورة، قال الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب: “أمل بأنهم سيعودون (الإيرانيون) لبحث صفقة جدية في الوقت المناسب بعد فرض عقوبات، سبق أن قلت إنها ستكون شديدة.. لكن الوقت لم يحن لذلك بعد”. و”فيما يتعلق بالاتفاق النووي، باتت إيران الآن تختلف عما كانت عليه قبل ثلاثة أو أربعة أشهر”.

وفي مقابلة مع قناة “فوكس نيوز” الأمريكية، قال ترامب: “إن طهران ستتفاوض لإبرام صفقة جديدة بشأن برنامجها النووي بشروط جديدة. مضيفًا: “سيعودون في وقت ما قريبًا ويطلبون إبرام صفقة نووية”.

كانت تصريحات ترامب أشبه برسالة منه إلى طهران، يطالبها فيها بحذو طريق حليفتها كوريا الشمالية، التي لم يكن أحد يعتقد يومًا، أنه من الممكن أن يكون هناك حوار بين هذا البلد الذي ما زال يعيش في أدبيات الشيوعية القديمة، وبين الدولة التي ترعى الرأسمالية في العالم، الولايات المتحدة الأمريكية.

ضرورة الاتفاق النووي

في إيران، لا تبدو هناك خطة واضحة لكيفية تفادي العقوبات الأمريكية، فالخيوط متداخلة، وإيران لا تريد خسارة علاقاتها مع الدول الأوروبية، التي هي ايضًا لا تريد خسارة الولايات المتحدة الأمريكية. ومازال الهدف الاقتصادي نصب عين إيران، ولذلك هي لا تستطيع التخلي عن الاتفاق النووي بشكل نهائي لأسباب أمنية، بغض النظر عما تتلقاه من عروض من الاتحاد الأوروبي أو نوع العقوبات التي ستفرضها عليها الولايات المتحدة.

صحيح ما زالت إيران تُقدم إيديولوجيتها الثورية على حساب المصالح الاستراتيجية لشعبها؛ لكن قد تكون هذه الإيديولوجيا ما هي إلا أوراق ضغط لحماية نظامها.

دعوة للحوار

وقد طالب بيان سياسي، وقع عليه مجموعة من السياسيين الإيرانيين، من أطياف مختلفة من داخل وخارج إيران، إصلاحية وقومية ودينية، ومعادية حتى للولايات المتحدة الأمريكية، طالبوا فيه النظام الحاكم بحذو خطوة كوريا الشمالية الشجاعة في الدخول في محادثات مباشرة مع الولايات المتحدة الأمريكية دون شروط مسبقة؛ من أجل حل المشكلات بين البلدين بل حتى وقضايا المنطقة.

وقد أكد البيان، أن المحادثات المباشرة بين كوريا الشمالية وأمريكا استقبلها العالم بترحاب شديد، وهو ما يعبر عن حاجة العالم إلى السلام والاستقرار. وأن العداء بين طهران وواشنطن له سلبيات أكثر من إيجابياته، وله تكلفة ثقيلة تقع على عاتق الشعب الإيراني. ويجب أن يكون الماضي مصباح لإضاءة المستقبل وليس لإظلامه.

وأكد البيان على الأثر السلبي للعقوبات الأمريكية بما يهدد مستقبل الشعب الإيراني واقتصاده، وحياته اليومية وسلامة بلاده.

وأكد الموقعون على البيان، أن الدخول في محادثات مباشرة مع الولايات المتحدة الأمريكية، لا يعني انكسار وهزيمة إيران؛ بل الأمر من أجل مصلحة أعلى، وأن المناضلين في فيتنام دخلوا في محادثات تفاوض مع واشنطن، في أوج الصراع والنضال ضد الولايات المتحدة الأمريكية. ولذلك مثل هذه المفاوضات من أجل المصلحة الإيرانية العليا.

محادثات سرية
كثيرًا، ما يتردد الحديث عن محادثات سرية بين طهران وواشنطن، سيما من خلال فريق الرئيس الأمريكي السابق، باراك أوباما، الذي عمل معه الكثير من الأمريكيين من أصل إيراني، مثل سحر نورزاده.

وكثيرًا، ما تنفي طهران وجود مثل هذه المحادثات، التي لا يمكن لها أن تؤكدها؛ لأنها تتخذ طابعا رسميًا.

وقد كشف موقع “آوا توداي” الإيراني المعارض عن وجود محادثات سرية تُجرى بين طهران وواشنطن بعد خروج ترامب من الاتفاق النووي.

وأوضح الموقع أن هذه المحادثات تتم عبر شخصيات حكومية إيرانية مدعومة بشخصيات من فريق الرئيس الأمريكي السابق.

وبين آوا توداي، أن ترامب طالب إيران بالرد على شروطه للعودة لطاولة المفاوضات ورفع العقوبات، كشرط لإبداء إيران حسن نيتها للتعاون على حل القضايا بين البلدين، ومنها القضايا الإقليمية.

وأوضح أن إيران تعمل على الخروج من سوريا واليمن بشكل تدريجي، وهو ما تريد واشنطن الإسراع فيه.

هذا، وكان ترامب قد طالب بإجراء تعديلات على الإتفاق النووي تتضمن سلوك إيران في المنطقة، والبرنامج الصاروخي، والسماح للمفتتشين الدوليين بشكل أكثر مرونة، وإطالة مدة الاتفاق النووي بما يضمن تمديد تحجيم قدرات إيران النووية.

ربما يعجبك أيضا