ترامب واللاجئون.. سياسة التسامح “صفر”

أسماء حمدي

كتبت – أسماء حمدي

تحت شعار “عدم التسامح” تستمر إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الدفاع عن سياستها الجديدة بشأن الهجرة، وقامت بفصل عشرات الأطفال المهاجرين عن عائلاتهم على حدود الولايات المتحدة.

أثارت صور لمئات من أبناء طالبي اللجوء الذين فصلوا عن ذويهم ضجة في الولايات المتحدة، وسيواجه آبائهم قضائيا لدخولهم البلاد بطريقة غير قانونية.

بموجب سياسة “التسامح صفر”، يتعين على جميع البالغين الذين يتم القبض عليهم وهم يعبرون الحدود بطريقة غير شرعية أن يواجهوا اتهامات جنائية، وهي عملية تفصلهم حتمًا عن أي أطفال يجلبون معهم، والتي نتج عنها فصل ما يقرب من 2000 طفل عن والديهم في فترة لا تتجاوز ستة أسابيع.

وقد أدى دفع ترامب لخفض عدد المعابر الحدودية غير القانونية إلى حصول وزارة الصحة والخدمات الإنسانية على ما لا يقل عن 250 طفلاً في اليوم، حسبما قال مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية -لصحيفة “واشنطن إكزامينر”.

وعلى هذا المعدل، فإن إدارة ترامب يمكن أن يكون لديها 30.000 طفل غير شرعي في رعايتها بحلول أغسطس بينما تدفع الأصوات البارزة إلى وقف حالات انفصال الأسرة.

وألقت إدارة ترامب باللوم على قانون أقره الديمقراطيون بشأن الهجرة، قائلة: “لماذا لا يعطينا الديموقراطيون أصواتا لإصلاح أسوأ قوانين الهجرة في العالم؟ كما تجادل إدارته بأنها ببساطة تعمل على إنفاذ القانون”.

بالإضافة إلى ذلك، تمضي الإدارة الأمريكية قدما في خطة تهدف إلى إقامة الأطفال مؤقتا في مدن الخيام الموجودة في ثلاث قواعد عسكرية في تكساس بسبب نقص المساكن للقاصرين.

وكان ترامب قد أعلن أيضا أنه لا يحبذ فكرة فصل الأطفال عن أهاليهم، لكنه يستخدمها للمطالبة بإقرار قانون يشدد من قوانين الهجرة الذي يراوح مكانه في الكونجرس منذ أشهر.

عاصفة من الانتقادات

وندد الديموقراطيون وأيضا الجمهوريون، وحكام الولايات وأعضاء في الكونجرس وشخصيات تحسب على الجمهوريين بسياسة “عدم التسامح”.

“أنا ضد فصل الأطفال عن والديهم الذين أوقفوا بسبب دخول الولايات المتحدة بطريقة غير شرعية”، تصريح لميلانيا ترامب سيدة أمريكا الأولى في موقف سياسي هو الأول من نوعه، مؤكدة أنها لا تريد رؤية الأطفال منفصلين عن ذويهم، وتأمل أن يجتمع شمل هذه الأسر لإنجاح سياسة الهجرة.

وتضيف ميلانيا: “أعتقد أننا بحاجة إلى أن نكون دولة تتبع كل القوانين، ولكن أيضًا دولة تحكم بقلب”.

ووصف القس فرانكلين غرهام، وهو من أقدم حلفاء ترامب السياسة بأنها مشينة.

وشجبت السيدة الأولى السابقة لورا بوش هذه السياسة ووصفتها بأنها وحشية وتفتقر الرحمة الإنسانية.

وتضيف لارا بوش: “أعيش في دولة حدودية وأقدر الحاجة إلى فرض وحماية حدودنا الدولية، لكن سياسة عدم التسامح هذه قاسية وغير أخلاقية وتحطم قلبي، نحن في عام 2018 هل نحن كأمة لا نستطيع أن نجد حلا أكثر حنانا وأكثر عاطفية وأخلاقية لهذه الأزمة الحالية؟ اعتقد أننا نستطيع”.

وندد الرئيس الأسبق بيل كلينتون بهذه الممارسة باعتبارها وسيلة لاستغلال الديمقراطيين في قبول حدود الهجرة في التشريعات التي يعارضونه، وكتب عبر تويتر: “هؤلاء الأطفال يجب ألا يكونوا أداة تفاوضية، وإعادة توحيدهم مع عائلاتهم من شأنه أن يؤكد من جديد إيمان أمريكا ودعمها لجميع الآباء الذين يحبون أطفالهم”.

وعلقت الأمانة العامة للأمم المتحدة على ما يجري، في بيان تقول فيه: إن الأمين العام يرى أنه ينبغي معاملة المهاجرين باحترام وكرامة وفقًا للقانون الدولي، ويجب ألا يصاب الأطفال بصدمة نتيجة فصلهم عن والديهم”.

وحثت الأمم المتحدة واشنطن على التوقف عن فصل أطفال المهاجرين عن أهاليهم عند الحدود الأمريكية، وقال المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة زيد رعد الحسين: “فكرة أن تسعى أي دولة لردع الأهالي عبر التسبب بإيذاء الأطفال بهذه الطريقة هو أمر غير مقبول”.

وقال السيناتور الجمهوري ليندسي جراهام: ‘الرئيس ترامب يمكنه إيقاف هذه السياسة بمكالمة هاتفية، فيما أشار البعض في الإدارة علنا إلى نفورهم من السياسة وآثارها”.

وقالت مستشارة ترامب كيليان كونواي: “كأم كاثوليكية وكشخص له ضمير، سأقول لك: إن أحدا لا يحب هذه السياسة، وأشارت إلى أن الكونجرس أقر القانون بأنه جريمة لدخول هذا البلد بطريقة غير شرعية، فإذا لم يعجبهم هذا القانون فعليهم تغييره”.

لكن ترامب لا ينحني لعاصفة الانتقادات، قائلا: “من الوارد أنهم قتلة ولصوص وما إلى ذلك، لا نريد إلا أن نجعل البلد آمنا بدءًا من حدوده”.

وطار ترامب إلى ألمانيا على جناحي تغريدة على حسابه بموقع “تويتر”، مشيرا إلى ما سماه تزايد مستويات الجريمة في ألمانيا، لأن أوروبا سمحت لملايين الناس بدخول القارة.

وتوضح كريستين نيلسن وزيرة الأمن الداخلي الأمريكي، نحن نفصل لأطفال عندما نتأكد أن مرافقيهم ليسوا آباءهم حقا، أو إذا كان آباؤهم ملاحقون بتهمة دخول الأراضي الأمريكية دون إذن”.

توضيحات يبدو أنها لا تزيد الجدال إلا “اشتعالا”.

ربما يعجبك أيضا