جرحى وجوعى وثكالى.. آلاف السوريين على أبواب إسرائيل!

هالة عبدالرحمن

كتب – هالة عبدالرحمن

لقد كانت رسالة إسرائيل واضحة ونوهت إليها مرارًا وتكرارًا بأنها لا تريد أن تورط نفسها في أي حرب تشتعل بالمنطقة بخاصة الحرب الجارية في سوريا.

لكن مع اقتراب القتال من حدودها الشمالية، ومع تدفق ما يقدر بـ 11 ألف من السوريين النازحين داخليًا على المنطقة المجاورة في الأيام الأخيرة، فإن الحفاظ على مثل هذه السياسة قد يشكل تحدياً، فما عرفنا إسرائيل يومًا أنها بلد تحترم الإنسانية أو تراعي حقوق البشر لذلك أعلنت حدودها المعتصبة خط أحمر لا يمكن تجاوزه حتى من اللاجئين السورية الجرحى والمرضى والثكالى والأطفال والنساء.

وأعلنت الأمم المتحدة، أمس الإثنين، أن 270 ألف شخص فروا من ديارهم هرباً من عمليات القصف في محافظة درعا المجاورة، على يد القوات الموالية للرئيس بشار الأسد، المدعومة من الغارات الجوية الروسية، في خضم الدفعة الأخيرة لاستعادة الأراضي التي تسيطر عليها مختلف الجماعات المتمردة.

وقد توجه معظم السكان نحو الجارة الجنوبية الأخرى، الأردن ، الذي لا تزال حدوده مغلقة،  لكن البعض الأخر نزح إلى إسرائيل، محاولاً الاقتراب قدر المستطاع إلى الحدود، حيث يراقب الجيش الإسرائيلي عن كثب الأحداث.

وعلى الجانب الإسرائيلي أكد وزير الحرب الإسرائيلي أفيجدور ليبرمان إن الوضع يجري مراقبته عن كثب، وعرض مساعدة إسرائيل لكنه لم يصل إلى حد القول إن بلاده ستصبح ملاذا للسوريين.

وأضاف: “سنواصل الحفاظ على مصالح إسرائيل الأمنية، وكالعادة ، نحن مستعدون لتقديم أي مساعدات إنسانية للنساء والأطفال، لكننا لن نقبل أي لاجئين سوريين في أراضينا”.

وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي أنه يعزز وحداته المدفعية والمدرعة في المنطقة في ضوء ما كان يحدث عبر الحدود.

ومع استمرار الحرب رسميا مع سوريا ، خاضت إسرائيل الصراع بشكل متقطع فقط، لتقليص نفوذ إيران المتنامي في المنطقة أو التعامل مع الانتشار من المعارك على طول حدودها.

وعلى الرغم من النداءات الدولية ، فإن إسرائيل قد دأبت باستمرار على عدم استقبال اللاجئين، حتى عندما قبلت الدول المجاورة مثل لبنان والأردن وتركيا مئات الآلاف من المدنيين السوريين، وفقًا لصحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية.

وخلال العام الماضي، تلقى ما يقارب من 6000 مدني سوري العلاج في إسرائيل، كما زار آلاف آخرون المستشفيات الإسرائيلية. كما نقلت كميات هائلة من الأغذية والبنزين والمعدات الطبية الأساسية إلى السكان السوريين على طول حدود إسرائيل.

ورداً على تدفق الناس في المنطقة الحدودية الأسبوع الماضي ، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي عن أنه أرسل مئات الخيام، والإمدادات الغذائية الإضافية وغيرها من المواد. وفي يوم السبت الماضي، سمح لها ستة سوريين ، بينهم أربعة أطفال، بالعبور إلى إسرائيل لتلقي العلاج الطبي الطارئ.

لكن بالنسبة للبعض ، فإن إسرائيل لا تفعل ما يكفي، هكذا كتب بيتر ليرنر، المتحدث العسكري السابق في صحيفة “هآرتس” اليومية الإسرائيلية، وأضاف: “أن سياسة ليبرمان الخاصة بعدم السماح لدخول اللاجئين مشكوك فيها أخلاقياً”.

وكتب ليرنر يقول: “يجب على إسرائيل أن تستثني سياسة” عدم الدخول “الخاصة باللاجئين ، وخاصة الأطفال الأيتام الذين هم في أمس الحاجة للمساعدة، وإذا لم يتم السماح لإسرائيل لهم بالدخول ، على حد قوله ، فيجب على الأقل إنشاء “منطقة آمنة” على الجانب الشرقي من الحدود.

وأوضح موشيه زيمرمان ، مؤرخ في الجامعة العبرية في القدس لصحيفة “واشنطن بوست”، أنه طالما بقيت سوريا دولة معادية ، فلن تفتح إسرائيل أبوابها للاجئين السوريين، ولكن بناءً على العقيدة اليهودية وماضيها، كان يجب على إسرائيل أن تفتح الحدود منذ زمن بعيد” ، على حد قوله.
وشدد زيمرمان على أن أمام إسرائيل خيارين ردا على التطورات الأخيرة، إما فتح حدودها أو دفع المجتمع الدولي لإنشاء منطقة آمنة في جنوب سوريا حيث يمكن لإسرائيل أن تقدم المساعدة الطبية وغيرها من الدعم لأولئك الفارين من القتال.

ربما يعجبك أيضا