مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في سوريا.. معارك المسح والمسخ

علاء الدين فايق

رؤية – علاء الدين فايق
 
عمّان – مسحت المعارك التي اندلعت بين قوات الجيش السوري وحلفاؤه والمجموعات المسلحة بما فيها تنظيم داعش 80% من مباني ومرافق مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين، ومسخت كذلك أعداد ساكنيه من 144 ألف نسمة إلى 6300 شخص يواجهون ظروفًا إنسانية غاية في التعقيد.
 
وبحسب تقرير أصدره المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان حول مخيم اليرموك، اليوم الأربعاء، فقد أحكم الجيش السوري قبضته الأمنية على المخيم بعد العملية العسكرية التي أعلنها يوم 19 إبريل من العام الجاري، واستعاد فيها السيطرة على جنوب العاصمة دمشق كذلك.
 
ووفقًا للمرصد، تعرض مخيم اليرموك الذي يعد أكبر تجمع للاجئين الفلسطينيين في سوريا، إبان العملية العسكرية وعلى مدار 33 يومًا متواصلة لقصف مستمر بشتى أنواع الصواريخ والقذائف بواقع 70 غارة جوية يوميًا.
 
وقالت إيناس زايد -المستشارة القانونية في المرصد خلال مؤتمر صحفي عقد في العاصمة الأردنية عمّان وحضرته “رؤية”- إن عدد الفلسطينيين في المخيم قبل بدء الأزمة السورية 144 ألف لاجئ، وانخفض تعدادهم إلى 6300 لاجئ، وفق إحصاءات “الأونروا”.
 
وقدمت زايد عبر بيان المرصد الحقوق، تسلسل الأحداث التي شهدها مخيم اليرموك وكيف أدخل على خط الأزمة السورية مبكرًا في ديسمبر عام 2012.
 
وتعرض المخيم بعد دخول فصائل المعارضة السورية المسلحة إليه لحصار مشدد من قبل الجيش السوري وحلفاؤه بدءا من يوليو 2013، إلى أن فرض النظام سيطرته الكاملة عليه في مايو 2018.
 
وتحدث المرصد عن المرحلة التي سيطر فيها تنظيم داعش على المخيم، وفيض الانتهاكات وأعمال العنف والقتل التي تعرض لها سكانه كما لم يسلم المدنيون من الانتهاكات التي مارستها جهات في المعارضة السورية كذلك.
 
ويروي المرصد في تقرير الصادم، روايات لسكان المخيم إبان هذه المراحل، يتحدثون فيها عن حجم الدمار والعنف الذي تعرضوا له طوال هذه السنوات الماضية، بدءًا بدخول المجموعات المسلحة وسيطرة داعش وحتى الانتهاكات التي ارتكبتها قوات الجيش السوري.
 
وقالت الحقوقية زايد: إن جميع الأطراف في العمليات العدائية التي دارت في المخيم “النظام السوري وداعش والمجموعات المسلحة”، تجاهلوا جميع النداءات الدولية والأممية بضرورة فتح ممرات آمنة لإنقاذ المدنيين.
 
ووفقا لشهادات أهل المخيم الذين واكبوا معركة الجيش السوري لاستعادة السيطرة عليه، فقد استخدمت أنواعًا متعددة من الصواريخ والبراميل والخراطيم المتفجرة.
 
وتشير التقارير الميدانية إلى استخدام النظام السوري لكاسحات من نوع UR77 مع استخدام خراطيم متفجرة تتسبب بتدمير مساحات واسعة، حيث يمتد الخرطوم المتفجر الذي يتم إلقاؤه إلى عشرات الأمتار مخلفًا انفجارات كبيرة.
 
ووفق المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، نزحت مئات العائلات الفلسطينية وهي ممن كانوا لا يزالون داخل المخيم، باتجاها مخيمات جديدة شمال سوريا، من بينها مخيم دير البلوط الذي مضى على إنشائه بضعة أشهر.
 
وقالت الحقوقية جمان سعادة -من منظمة حكاية لتنمية المجتمع المدني- إن قرابة 700 عائلة نزحت إلى مخيم دير البلوط، شبيران وإعزاز إضافة لمخيمات مدينة الباب، ويعاني هؤلاء جميعًا من نقص حاد في الرعاية والغذاء في ظل أجواء صيفية قاسية.
 
وتطرقت سعادة إلى ما تعرض له المخيم بعد سيطرة القوات السورية عليه من أعمال نهب وسلب منظمة، ناهيك عن عمليات الابتزاز لأهالي المخيم الذين حاولوا حماية منازلهم أو الوصول إليها.
 
وأشارت إلى حوادث إعدامات ميدانية نفذها الجيش السوري بحق أفراد من المخيم ومن أبرزها إعدام الطفل “رامي محمد سلمان” والطفل “محمود بكر” الأول عند حاجز الطيبة إثر مشادة كلامية والثاني أثناء محاولته منع عناصر النظام السوري من نهب محتويات منزله.
 
وأشارت سعادة إلى وجود جثث “لم تحدد رقمها صراحة” لا تزال بين الأنقاذ في المخيم، حيث طال الدمار 80% من مساحته وقضى على جميع مرافقه العامة وبنيته التحتية.

ربما يعجبك أيضا