“الإيموجي”.. عندما تحدثت الرموز وفاضت بالمشاعر

هدى اسماعيل

هدى إسماعيل

يحتفل موقع التواصل الاجتماعي “الفيسبوك”، بـ”اليوم العالمي للرموز التعبيرية”، وهي الصور الرمزية أو الوجوه الضاحكة المستخدمة في كتابة الرسائل الإلكترونية.

وهناك 2666 رمزا تعبيريا، معتمد عالميا، وقد أصدر فيسبوك في عام 2017 تقريرا يؤكد أن الرمز الضاحك الباكي أو ما يسمى “دموع الفرح”، هو  الأكثر استخداما في العالم.

متى ظهرت الرموز التعبيرية؟

قبل ظهور الرموز التعبيرية التي نستخدمها الآن، استُخدمت تعبيرات الوجه مع علامات الترقيم، في عام 1982، كان من الصعب التفريق بين النكات والمشاركات الجادة في لوحة الرسائل الرقمية لجامعة “كارنيجي ميلون” ، فتوصل عضو هيئة التدريس “سكوت فاهلمان” إلى حل بسيط لذلك، فاستخدم الرمز “:)” دلالة على مشاركات الدعابة، وأضاف الرمز “:(” لتحديد الكلام الجاد، وهذا أصل الرموز التعبيرية الموجودة حاليًا.

ومع انتشار أجهزة النداء الآلي  في اليابان أواخر التسعينيات، انتشر استخدام الرسائل النصية القصيرة، ومن ضمن خدمات الجهاز إرسال رموز تعبيرية تحمل في مضمونها معنى عند وصولها إلى مُستقبِل الرسالة، في هذه الفترة، كان الياباني “شيجيتاكا كوريتا” جزءًا من فريق لديه مهمة محددة وهي إنشاء منصة إنترنت للهواتف المحمولة، وأنشأ “كوريتا” خلال المهمة 176 رمزًا تعبيريًا لهم معانٍ مختلفة، لاقت هذه الرموز رواجًا كبيرًا بين اليابانيين لما لها من توفيرٍ للوقت والجهد في الكتابة وزيادة سرعة الردود أثناء المراسلة.

في عام 2007، طالب فريق من مهندسي البرمجيات في شركة “جوجل” بدمج الرموز التعبيرية إلى قائمة الأشكال والحروف المدمجة ضمن نظام “اليونيكود”، وبالفعل ضُمّنت الرموز التعبيرية لتستطيع الظهور على جميع المنصات بدون أي مشكلة. وبالفعل كان عام 2010 عام التوحيد الكامل لها على جميع الشركات، بحيث تستطيع الشركات تصميم الرموز التعبيرية التي تناسبها لكن تحت رمز كودي واحد، أي يظل الكود ثابتًا مهما تغير شكله، وكان الترميز الموحد “اليونيكود” الوسيلة الأولى التي أضفت الشرعية إلى استخدام الرموز التعبيرية في التواصل.

لم يكن توحيد أكواد الرموز التعبيرية دليلًا على الظهور الموحد في الشكل على جميع المنصات، وإنما التوحيد كان لتعميم فهمه لأنظمة الحاسب والهواتف الذكية وجميع الأجهزة التي تظهر عليها، فمثلًا هناك كود معين لرمز الابتسامة تتعرف عليه جميع الأنظمة الإلكترونية، لكن قد تختلف صورة رمز الابتسامة في أنظمة آبل مثلًا عنها في أندرويد، حيث تقوم كل منصة على حدة بإصدار رموزها التعبيرية الخاصة وبألوانها التي تناسبها لتمييز المنصة عن غيرها.

أشهر الرموز التعبيرية

للأسف، لا توجد إجابة دقيقة تشرح السبب عن اختيار اللون الأصفر بالتحديد لونًا افتراضيًا للوجوه التعبيرية، لكن يبدو أن هذا الاختيار كان مشتركًا بين “جوجل- وأبل- ومعظم الشركات التقنية”.

مع ذلك، هناك بعض النظريات التي تفترض أسبابًا لاختيار اللون الأصفر لرموز الإيموجي. من هذه النظريات:

الوجوه المبتسمة التي تظهر على جميع الملصقات والبالونات وحتى في وسائل الإعلام المختلفة هي غالبًا صفراء اللون، كما أن اللون الأصفر مرتبط برسومات الشعارات المبتكرة doodles، ومن الطبيعي استعماله كامتداد في الإصدارات الرقمية اللاحقة.

سببٌ آخر مُرجَّح، هو أن رؤية تفاصيل الوجه التعبيري تُصبح أكثر وضوحًا عندما تكون الخلفية صفراء. لذلك، من المنطقي اختيار هذا اللون بالتحديد.

ويُعتقَد أن اختيار اللون الأصفر جاء بعد ابتكار أول وجه مبتسم في العالم من قبل فنان الرسم الأمريكي “هارفي روس بول” سنة 1963، عندما كلَّفته شركة “ورستر” للتأمين على الحياة، والمعروفة اليوم باسم شركة “هانوفر للتأمين”، برسم شكل سعيد يرفع الروح المعنوية للموظفين.

فقام “بول” برسم وجه أصفر مبتسم وحصل على 45 دولارا مقابل ذلك، هذا الرمز التعبيري أصبح شائعًا بعد ذلك وأصبح الشكل الأكثر شهرة من الرموز التعبيرية، وربما أثَّر اختيار بول للون الأصفر لتلوين وجهه المبتسم على اللون الأساسي لمعظم الرموز التعبيرية لاحقًا.

آبل تطلق 70 رمزا جديدا

أعلنت شركة آبل عن إطلاق 70 رمزا تعبيريا جديدا على نظام iOS 12 احتفالاً باليوم العالمي للرموز التعبيرية (الإيموجي)، وستصل الرموز لهواتف آيفون، أجهزة آيباد، ساعة آبل، ثم ستصل لاحقاً إلى أجهزة ماك.

وتأتي الرموز الجديدة بأشكال مختلفة، حيث تظهر وجوه بألوان مختلفة وبعضها يأتي بقصات شعر متعددة، بالإضافة إلى وجود الرمز الأصلع لجعل الناس يعبرون عن شخصياتهم بطريقة أفضل، كما تم إضافة رموز بابتسامات وحركات وجه مختلفة.

وشملت الرموز الجديدة أيضاً، إضافة عدد من الحيوانات والنباتات، حيث تم إضافة رمز للكنغر وآخر للببغاء بالإضافة للطاووس وسرطان البحر، كما تم إضافة رموز للخس والمانجو، وكذلك الكيك والكب كيك.

ربما يعجبك أيضا