بعد الانهيار التاريخي للعملة الإيرانية.. هل تطيح المظاهرات بنظام الملالي؟

أشرف شعبان

رؤية – أشرف شعبان

طهران – تداول نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي صورا للعديد من المحلات التي أغلقت أبوابها مع بداية الدعوة إلى إضراب عام، احتجاجاً على الغلاء وارتفاع أسعار السلع وتدهور الوضع الاقتصادي.

وبحسب وسائل الإعلام، فقد شهد السوق الرئيسي في بازار العاصمة الإيرانية طهران، إضراباً عارماً، منذ صباح الإثنين، بناء على دعوة أطلقها أصحاب المحلات والنشطاء الاقتصاديون.

وانتشرت دعوة عبر مواقع التواصل الاجتماعي بشكل واسع لانضمام كافة المحافظات إلى الإضراب العام تضامناً مع بازار طهران، حيث أعلن العديد من الناشطين الاقتصاديين استمرار الإضراب حتى الخروج في مظاهرات منسقة الثلاثاء في كافة المحافظات.

وفي مدن کرج وتبریز والري وغيرها، بدأت الأسواق المركزية في المحافظات والمدن الانضمام إلى الإضراب.

وكشفت الوكالات الإيرانية، أمس الأحد أن سعر الدولار في سوق طهران الحرة تخطى رقماً تاريخياً حيث وصل إلى 110 آلاف ريال في حين كان السبت 95 ألف ريال للدولار الواحد، حيث انهارت العملة بشكل مفاجئ.


وتواصل العملة الإيرانية هبوطها أمام العملات الأجنبية في حين عيّنت الحكومة الإيرانية في الأسبوع الماضي عبدالناصر همتي رئيسا جديدا للبنك المصرفي بهدف الحد من انهيار العملة الوطنية.

ويرى بعض المحللين أن الوضع الاقتصادي الإيراني الحالي لاسيما عملتها الوطنية بات يشبه كثيرا مثيله الفنزويلي حيث انهارت عملة البلاد بشكل غير مسبوق. وذلك مع اقتراب موعد 7 من أغسطس، حيث ستقوم الولايات المتحدة بفرض دفعة أولى من العقوبات على الاقتصاد الإيراني.

وأكد المحللون أن العقوبات الأمريكية هي السبب الرئيسي في انهيار العملة الإيرانية. وذكرت واشنطن أن عقوباتها ستبدأ في أغسطس، وتكون ذروتها في السادس من نوفمبر، حيث ستعاقب الولايات المتحدة كل من يتعامل مع إيران في مجالي النفط والغاز.

وكتبت وكالة إيسنا الطلابية حول انهيار العملة الإيرانية أمس الأحد قائلة: “بات الأمر غير واضح في سوق الصرف، على أي أساس يرتفع الدولار بهذا الشكل، في حين اكتفت وكالات إيرانية مثل فارس نيوز وتسنيم المقربتين من الحرس الثوري والأمن الإيرانيين بالبقاء على تقاريرها حول العملة ليوم السبت ولم تحدّث في الأسعار الجديدة للدولار والعملات الأجنبية الأخرى، رغم أن الخبر أصبح في طليعة أخبار المواقع الإيرانية بعناوين مشابهة تقريبا وهو “انهيار تاريخي للعملة”.


كما أغلقت كافة محلات أسواق سلطاني وزند وسوق صاغة الذهب في طهران صباح الإثنين أبوابها، إضافة إلى السوق المركزي في مدينة شهريار، جنوب محافظة طهران.

وانضم سوق الذهب والمجوهرات في تبريز إلى الإضراب أيضاً. كذلك شهدت مدينة بندر عباس جنوب إيران، وبازار مدينة رشت في الشمال إضراباً عاماً.

وذكرت وكالة “تسنيم”، التابعة للحرس الثوري، أنه على ضوء الارتفاع المستمر للاضطرابات في أسواق العملات، داهمت قوات الأمن محلات الصيرفة وتجار العملات.

ونشر ناشطون مقاطع وصوراً تظهر حضور أعداد كبيرة من الشرطة وقوات الأمن الداخلي، وهي تطوق شوارع بازار طهران للحيلولة دون اندلاع مظاهرات كما حدث قبل عدة أسابيع.

من جهته، أصدر البنك المركزي الإيراني بياناً أعلن فيه أن “التطورات الأخيرة في أسواق النقد الأجنبي وأسواق الذهب تعود إلى حد كبير إلى مؤامرة أعداء بهدف ضرب الاقتصاد الإيراني”.

وأطلق ناشطون سوريون وإيرانيون حملة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، تحت عنوان “إيران اخرجي من سوريا”.

وهتف المحتجون بشعارات معادية للميليشيات التابعة للنظام في لبنان وسوريا والعراق وفلسطين، منددين بإنفاق المليارات من أموال الإيرانيين على هذه الميليشيات على حساب تجويع الشعب وتدهور أوضاعه المعيشية.

وتعالت وسط العاصمة طهران هتافات “الموت للديكتاتور” و”اخرجوا من سوريا وفكروا بحالنا” و”الموت لنظام ولاية الفقيه”، بينما قامت قوات الأمن بإطلاق قنابل الغاز المسيلة للدموع لتفريق المحتجين الناقمين على تردي الأوضاع الاقتصادية والمعيشية.

وبحسب تقارير إعلامية، تهدف الحملة إلى طرد إيران من سوريا وتسليط الضوء على ممارسات الحرس الثوري الإيراني والميليشيات الأجنبية التي استقدمها إلى سوريا.

وتطالب شرائح واسعة من الشعب الإيراني بوقف التدخل في الشأن السوري والكف عن تمويل ودعم نظام الأسد والميليشيات الشيعية التابعة للحرس الثوري، وظهرت هذه المطالب بوضوح في الشعارات التي رفعها المتظاهرون خلال حركة المظاهرات الأخيرة في إيران.

ربما يعجبك أيضا