ماذا يفعل الرئيس الروسي في إعلان للأجهزة المنزلية؟

كتبت – ولاء عدلان

جرت العادة أن نشاهد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وهو يمارس رياضة الجودو أو الغطس في البحيرات المتجمدة أو صيد الأسماك عاري الصدر أو أعلى صهوة جواد، وغيرها من الصور التي تروج لصورة رجل روسيا القوي، هذه المرة ظهر الرئيس بوتين في إعلان لشركة متخصصة في صناعة الأجهزة المنزلية!.

مقطع إعلاني نشر في مايو الماضي، إلا أنه استحوذ على اهتمام واسع أخيرا في روسيا، إذ تبين أنه استغل جزء من وثائقي عن حياة الرئيس اليومية، للترويج لمنتجات تحمل علامة شركة “بورك” التجارية، ويظهر بوتين في المقطع يتناول فطوره الصباحي وبينما يتنقل بين أجهزة المطبخ لإعداد كوب من القهوة تظهر أسماء المنتجات مع علامات توضح مكانها بالمطبخ الرئاسي وينتهي الإعلان بعلامة الشركة التجارية مصحوبة بتعليق “تفوق بالتفكير”.

الشركة التي تتخذ من موسكو مقرا لها، لم تكتف بنشر الإعلان على صفحتها على يوتيوب بل قامت أيضا بعرضه على شاشات الإعلانات الخاصة بها في بعض مراكز التسوق، ما دفع هيئة مكافحة الاحتكار الروسية إلى فتح تحقيق في الأمر، وقالت -في بيان أمس- إنها لم تتلق أي شكوى بشأن هذا الإعلان، لكنها ستحقق في هذه المسألة، وفي حال تم اكتشاف انتهاكات ستقوم باتخاذ إجراءات بموجب القانون الروسي، والذي قد يعرض الشركة لغرامة تتراوح بين 100 و500 ألف روبل أي قرابة 8 آلاف دولار.

الفيلم الوثائقي الذي تم اقتطاع الفيديو منه جرى تصويره في 2012، ويتضمن مشاهد عدة للرئيس الروسي وهو يمارس أنشطته اليومية، وبحسب القانون الروسي لا يجوز لأي مسؤول في الحكومة الترويج لأي منتج.

لكن هذه ليست المرة الأولى التي تقوم فيها شركة تجارية باستغلال اسم الرئيس الروسي، بل إن متاجر موسكو تحتوي على الكثير من المنتجات التي تغازل هوس السلطة في نفوس الزبائن عبر طباعة صور أو اسم أو توقيع الرئيس الروسي عليها.

في عام 2015 قامت شركة “كافيار بيرنا بيننا” الروسية-الإيطالية، بطباعة توقيع الرئيس الروسي على ساعة ذكية لصالح شركة آبل العالمية، بتكلفة 3070 دولارا؛ وحينها أعلنت الشركة أنها لم تنتج سوى 999 ساعة، وأن المبيعات تجاوزت ضعفي الأرقام المتوقعة.

من منا لا يحب أن يجرب “رائحة” السلطة؟.. في عام 2016 أنتجت شركة عطور روسية منتج جديد أطلقت عليه “Leaders: Number One” وقدمته للأسواق في زجاجة سوداء تحمل صورة فضية للرئيس الروسي، سعر الواحدة يصل إلى 6500 روبل أي حوالي 95 دولارًا.

وسبق أن قال المتحدث باسم الكرملين -في تصريحات صحفية- إن مثل هذه الدعاية لا تروق لبوتين، وإنه لا يحب أن تستغل الشركات صورته واسمه في سبيلها لجني المزيد من الأموال.