وسط تواطؤ أوروبي.. استمرار جرائم “الحوثي” في الحديدة

محمود سعيد

رؤية – محمود سعيد

منذ اللحظة الأولى لظهور مليشيا الحوثي الإرهابية على الساحة اليمنية بتخطيط من الاستخبارات الإيرانية والحرس الثوري الإيراني، تغنت دائما بشعارات رنانة لخداع البسطاء والمتاجرة بقضايا الأمة كـ”الموت لأمريكا” و”الموت لإسرائيل”، ولكن عندما جاء التنفيذ العملي كان الموت للعرب والموت لأهالي الحديدة والتدمير لكل مدينة قالت لهم ولمشروعهم الاستئصالي العقائدي “لا”.

جاءت تلك الجماعة بأفكار خبيثة نشأت في “قم” الإيرانية وجبل “عامل” اللبناني، كان من أهمها “التقية” وهي إظهار عكس ما تعلن من أجل “المصلحة”، وذلك من أجل الوصول للحكم! فليس مهما أن تكذب وتخدع سواء أعداؤك أو أتباعك.

ولا ترى تلك الجماعة التكفيرية مشكلة في أن تقتل المدنيين خدمة لأهدافها التوسعية ولاتهام التحالف العربي كذبا وزورا بتلك الأعمال الوحشية، وكان آخر تلك الجرائم جريمة مليشيا الحوثي المروعة في الحديدة.

الاتحاد الأوروبي

وبشكل مريب قام الاتحاد الأوروبي بعد جريمة الحوثي التي تضاف لجرائمه في إبادة الشعب اليمني وهي تفجيره لسوق السمك في الحديدة باتهام التحالف، رغم أن كل الأدلة تؤكد أن مليشيا الحوثي هي من استهدفت المدنيين بقنابل الهاون.
فيما قال وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية إن البيان المشترك لممثلة الاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والمفوض الأوروبي للمساعدات الإنسانية، بشأن مدينة الحديدة اليمنية أحادي وغير منصف.

وأضاف: “البيان المشترك أحادي وغير منصف، في توصيفه لما يحدث في الحديدة، وغاب عنه إدانة المليشيات الحوثية مسؤولية انتهاكاتها للوضع الإنساني خاصة في أعقاب جريمة استهداف المستشفى وسوق السمك”.

وتحدث قرقاش عن أسباب أزمة اليمن في تدوينة أخرى قال فيها:”الموقف الأوروبي بوجه عام أضعف في تناوله للانتهاكات الحوثية، الوضع الإنساني وحقيقة أن انقلاب الأقلية، وبدعم إيران والسلاح سبب أزمة اليمن”، مضيفا: “لا يمكن السكوت على الانتهاكات الحوثية وشرعنتها”.

جرائم الحوثيين الأخيرة

وقد كشف تحالف دعم الشرعية في اليمن عن أدلة فنية جديدة تثبت تورط مليشيات الحوثي، في الهجوم الأخير الذي وقع على سوق السمك ومستشفى الثورة في الحديدة.

وأكدت صور للأقمار الاصطناعية أن الهجوم نفذته مليشيات الحوثي بقنابل الهاون، في حين نشر التحالف أيضاً صوراً للمنشأتين قبل وبعد الهجوم.

وأوضح مصدر في التحالف أنه تم جمع هذه الأدلة الجديدة، في إطار تحقيق شامل يجريه التحالف مع شركاء غربيين حول الانفجارات التي وقعت الخميس الماضي.

وأضاف المصدر “خلافاً للتقارير الإعلامية الأولية وادعاءات الحوثيين التي وجهت أصابع الاتهام في الهجوم للتحالف، فإن الأدلة تؤكد بوضوح أن الأضرار التي لحقت بالمنشأتين سببتها قنابل هاون أطلقت من مكان قريب من موقع الهجوم”.

وأكد المصدر أن الهجوم استهدف أحد المستشفيات المهمة في الحديدة، في اليوم الذي كان يخطط فيه لإطلاق حملة للتطعيم ضد الكوليرا، وفيما كان يستمع مجلس الأمن لإحاطة من المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث حول الوضع في هذا البلد.

وكان المتحدث باسم تحالف دعم الشرعية في اليمن العقيد تركي المالكي، قد أكد في مؤتمر صحافي، استهداف مليشيات الحوثي مستشفى الثورة وسوق السمك في الحديدة بقذائف الهاون، نافياً ضلوع التحالف في أي هجمات، كما أكد المالكي أن التحالف يتبع نهجاً صارماً وشفافاً في عملياته يستند إلى قواعد القانون الدولي، حيث تم تطوير قواعد الاشتباك حسب الدروس المستفادة من الداخل اليمني.

ونبه المالكي إلى أن سيطرة مليشيات الحوثي على الساحل الغربي، وخاصة الحديدة يضر بالشعب اليمني، مشدداً على أن عمليات التحالف مستمرة حتى تحرير مدينة الحديدة والميناء، جازماً بأن الهدف الاستراتيجي لعمليات التحالف هو إعادة الشرعية إلى اليمن.

معاناة أهالي الحديدة

أسلوب الحياة الجديد فرض على أكثر من 600 ألف شخص، يسكنون مدينة الحديدة واقعًا جديدًا، أصبحوا فيه مقيدين في أحياءهم، بعد أن قطّعت تلك حفريات وحواجز وخنادق الحوثيين أوصال المدينة الواقعة على ساحل البحر الأحمر.

وقال سكان في المدينة، إن الخنادق التي حفرها الحوثيون، والحواجز الأسمنتية والسواتر الترابية، عقّدت حياتهم، وباتت الحركة في المدينة ثقيلة، رغم حالة النزوح الكبيرة منها.

وقال نبيل حيدر، وهو أحد السكان في حي الربصة جنوبي المدينة، إنه غادر منزله إلى منزل والده وسط المدينة، بعد أن حفر الحوثيون خندقًا في شارع القدس، منع مرور السيارة ووصوله إلى منزله.

كما تسببت الحفريات في الشوارع بانهيار شبكات المياه والصرف الصحي.

وقال عبدالله الوصابي، وهو أحد السكان في “حارة اليمن”، إن الماء انقطع عن منزله وعشرات المنازل في الحي منذ أسابيع؛ إثر حفر الحوثيين خندقًا على طريق الكورنيش بالقرب من الحارة.

وأضاف: “عندما حفر الحوثيون الخندق تحطمت مواسير ضخ المياه، ومنذ ذلك الحين لم تصل إلى منازلنا”.

ولا تقتصر الحفريات والخنادق والحواجز على مدينة “الحديدة” فقط، بل امتدت إلى الطرقات الرئيسية التي تربطها بالمدن، والبلدات الواقعة في جنوب المدينة، ما أثر على حركة السير والتنقل.

كما يخشى المسافرون من زراعة الألغام في الطرقات.

ربما يعجبك أيضا