“يوم الشباب الدولي”.. عندما يحتفي العالم بشركاء التغيير

حسام السبكي

حسام السبكي

يستعد العالم خلال الساعات القليلة المقبلة، لتدشين الاحتفال بـ”اليوم العالمي للشباب”، أو “يوم الشباب الدولي”، وفق تعريف الأمم المتحدة، وهي مناسبة تهدف بالأساس إلى التوعية بشريحة هامة وأساسية من شرائح المجتمع، وأحد الشركاء الرئيسيين في عمليات التغيير بشتى أنواعها.

ويعود تاريخ الفعالية الشبابية، إلى يوم 17 ديسمبر/ كانون الأول 1999، حين أقرت الجمعية العامة للأمم المتحدة إعلان 12 أغسطس من كل عام يوما دوليا للشباب، ليكون بمثابة احتفال سنوي بدور الشباب والشابات كونهم شركاء أساسيين في التغيير، فضلا عن كونه فرصة للتوعية بالتحديات والمشكلات التي تواجه أولئك الشباب والشابات في كل أنحاء العالم.

الأمم المتحدة: “مساحات مأمونة للشباب”

مع حلول النسخة الثامنة عشرة من احتفالية “يوم الشباب العالمي”، أصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة، اليوم السبت، بيانها حول المناسبة، رافعة شعار “مساحات مأمونة للشباب” في احتفالات هذا العام.

أعلنت منظمة الأمم المتحدة أن 1.8 مليار شاب موزعين حول العالم، تتراوح أعمارهم بين 10 و24 عاماً، هو أكبر عدد من الشباب على الإطلاق، لافتة إلى أن واحداً من كل 10 ممن هم دون 18 عاماً يعيشون في مناطق الصراع، و24 مليونا منهم لا يذهبون إلى المدارس.

وذكرت المنظمة الدولية، في بيانها، أن غياب الاستقرار السياسي وتحديات سوق العمل والفضاءات المحدود للمشاركة السياسية والمدنية، كلها عوامل أدت إلى زيادة عزلة الشباب في المجتمعات.

ولفتت إلى أن احتفالات 2018 تندرج تحت عنوان “مساحات مأمونة للشباب”، مشيرة إلى أهمية توفر مثل تلك المساحات لكل الشباب من عمر 10 إلى 24 عاماً، حيث يمكنهم الاجتماع والمشاركة في أنشطة تتعلق باحتياجاتهم ومصالحهم المتنوعة، فضلا عن المشاركة في عمليات صنع القرار والتعبير عن أنفسهم بحرية.

وأوضحت أن المساحات المأمونة تحافظ على كرامة الشباب وسلامتهم، وتتيح لهم المشاركة في قضايا الحوكمة؛ كذلك فرص المشاركة في الألعاب الرياضية والأنشطة الترفيهية المجتمعية الأخرى؛ وتساعدهم على التفاعل فعليًا عبر الحدود مع الجميع، وأكدت أن المساحات المادية المخطط لها تخطيطا جيدا تساهم في تلبية احتياجات الشباب المتنوع، خصوصاً أولئك المعرّضين للتهميش أو العنف.



 
كلمة الأمين العام للأمم المتحدة “أنطونيو جوتيريس” في اليوم العالمي للشباب

ورأى بيان المنظمة، أن غياب الحيز المأمون ربما أشعر الشباب، على اختلاف أعراقهم وإثنياتهم وأجناسهم وانتماءاتهم، بالخوف من المساهمة بحرية في المجتمع، ما يعرقل مشاركتهم الفعالة في التنمية، بما في ذلك السلام والتماسك الاجتماعي.

وذكر البيان، أن خطة التنمية المستدامة لعام 2030، تشدد على الحاجة إلى إتاحة مساحة نحو التحضر الشامل والمستدام. وعلاوة على ذلك، تكرر الأجندة الحضرية الجديدة الحاجة إلى الأماكن العامة للشباب، لتمكينهم من التفاعل مع أسرهم والدخول في حوار بناء بين الأجيال.

وبالإضافة إلى ذلك، فإن برنامج العمل العالمي للشباب، وهو إطار الأمم المتحدة لتنمية الشباب، يعطي الأولوية لإتاحة “الأنشطة الترفيهية” باعتبارها ضرورية للنمو النفسي والمعرفي والجسدي للشباب.

ومع ازدياد عدد الشباب الذين يكبرون في عالم مترابط تقنياً، فإنهم يطمحون إلى التعمق أكثر في الشؤون السياسية والمدنية والاجتماعية، وتصبح إتاحة الأماكن المأمونة وتيسير الوصول إليها أكثر أهمية لجعل هذا الأمر واقعا معاشا.

فعاليات عربية

وفي أول تفاعل عربي مع “اليوم العالمي للشباب”، تستعد كل من “الجامعة العربية” و”مجلس الشباب العربي”، غدًا الأحد، إلى الاحتفال بـ”يوم الشباب الدولي”.

وبهذه المناسبة، أكدت الجامعة العربية -في بيان لها- أن الاحتفالية تأتي إيمانا، بالدور المحوري الكبير الذي تضطلع به منظمات المجتمع المدني، في تنمية المجتمعات العربية، وإحداث التغيير، في كثير من المجالات، خاصة المرتبطة بدعم الشباب وتمكينه، وتعزيز قدرته والاستجابة لتطلعاته.

وأضاف البيان، أنه في إطار التعاون القائم والمثمر بين الأمانة العامة لجامعة الدول العربية “قطاع الشئون الاجتماعية، إدارة منظمات المجتمع المدني، إدارة الشباب والرياضة، إدارة التنمية المستدامة والتعاون الدولي”، ومجلس الشباب العربي للتنمية المتكاملة، ستشارك، الأمانة العامة في تنظيم فعاليات، احتفال الشباب العربي باليوم العالمي تحت شعار “قوتنا في وحدتنا” لتعزيز المواطنة والتنمية والسلام بمقر جامعة الدول العربية بالتحرير.

وسيتم خلال الاحتفالية التي سيحضرها 150 شابا يمثلون 20 دولة عربية، تكريم الأمين العام لجامعة الدول العربية، والأمين العام للأمم المتحدة، وتكريم رموز العطاء الوطني من “شخصيات ومؤسسات”.

يشار إلى أن مجلس الشباب العربي للتنمية المتكاملة أطلق هذه الاحتفالية كأحد برامج مبادرة تمكين الشباب العربي نحو التحرك الإيجابي مواطنة تنمية سلام التي أطلقها في يوليو الماضي ويعمل على تفعيلها من خلال عدة برامج حتى يوليو ٢٠١٩.

ومن الجامعة العربية إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث أكدت “شما بنت سهيل بن فارس المزروعي”، وزيرة الدولة الإماراتية لشؤون الشباب، أن القيادة الرشيدة أولت فئة الشباب جل اهتمامها ودعمت مشاركتهم ومساهمتهم في بناء دولة الإمارات، مشيرة إلى أن شباب الإمارات أصبح مثالا عالميا يحتذى في الريادة والتفوق وتحمل المسؤوليات الوطنية.

وقالت المزروعي بمناسبة اليوم العالمي للشباب، إن سياسة دولة الإمارات تقوم على الاستثمار في الإنسان وخاصة الشباب كونهم الثروة الأغلى والرافد الأساسي لمسيرة التنمية المستدامة التي تمضي بها قدمًا تحت قيادة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات والشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، والشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة وأعضاء المجلس الأعلى حكام الإمارات.

وأكدت أن الشباب يستقي من قيادة دولة الإمارات الحكمة في العمل والإخلاص للوطن والتفاني في رد الجميل له.

وأوضحت المزروعي أن اهتمام الإمارات بالشباب لا يقتصر على الجانب المحلي بل يتعداه إلى المستوى العربي، حيث أعلنت الإمارات تأسيس “مركز الشباب العربي” في القمة العالمية 2017، الذي يعمل على مبادرات يقودها الشباب العربي لخلق فضاءات أوسع تتيح لهم الإسهام في الجهود والمساعي الوطنية للتنمية المستدامة.

وأطلق الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، في 24 أكتوبر/ تشرين الأول 2017 مبادرة “مليون مبرمج عربي”، والتي تعد أكبر مشروع يستشرف المستقبل ويمهد لتطوير الاقتصاد الرقمي في المنطقة العربية.

وأعقب ذلك إطلاق الإمارات المنصة الرقمية “فرص الشباب العربي” في عام 2018 لتمثل مرجعية لكل الفرص النوعية التي تتوفر للشباب العرب عبر أنحاء الوطن العربي من بعثات دراسية وبرامج تطويرية وتدريبية وحاضنات وفعاليات تمكنهم من التفاعل مع المجتمع والاستفادة مما تقدمه لهم.

وضمت حكومة المستقبل التي تم تشكيلها في فبراير 2016، ثمانية وزراء جدد بلغ متوسط أعمارهم 38 عاما، من بينهم شما بنت سهيل بن فارس المزروعي، وزيرة الدولة الإماراتية لشؤون الشباب، والتي تولت المنصب وهي في عمر 22 لتصبح أصغر وزير في العالم.

وبهذه المناسبة، أطلقت القيادة العامة لشرطة أبوظبي جائزة “رواد أمن المستقبل”، المخصصة لفئة الشباب من المواطنين والمقيمين في الدولة بهدف تنمية مهاراتهم وتعزيز ثقافة المجتمع بالعمل الأمني وتفعيل دور المسؤولية المجتمعية لدى شريحة الشباب.

من جانبه، أكد وزير الإعلام الكويتي ووزير الدولة لشؤون الشباب، محمد الجبري، ضرورة دعم الكفاءات والكوادر الشبابية واكتشاف طاقاتهم الإبداعية.
 
وقال “الجبري”، في بيان صحفي بمناسبة اليوم العالمي للشباب، “إن الشباب لا بد من إشراكهم في تنمية البلاد والمستقبل والتعاون معهم لتحديد اتجاهاتهم من خلال إبرازهم وتمكينهم في مختلف المجالات”.

وأضاف، إن الكویت حققت خلال السنوات الخمس الأخیرة قفزة نوعیة في المؤشر العالمي للشباب، وأن الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير الكويت يعد أكبر الداعمين للشباب، وله دور كبير في احتضان الشباب.

ربما يعجبك أيضا