الأوروبي يقدم حزمة مساعدات لإيران وترامب يعترض ونتنياهو في البلطيق

يوسف بنده

رؤية

وافق الاتحاد الأوروبي على تقديم 18 مليون يورو (20.6 مليون دولار) مساعدات لإيران في مواجهة تداعيات العقوبات الأمريكية، وذلك في محاولة للحفاظ على سريان الاتفاق النووي.

هذه المساعدات المقدمة للقطاعين العام والخاص، تأتي ضمن حزمة لإنقاذ خطة العمل الشاملة المشتركة لعام 2015 (JCPOA)، المعروفة باسم الاتفاق النووي الإيراني، بحسب وكالة رويترز.

وقالت رويترز: إن هذا الإعلان جزء من حزمة أوسع تشمل 50 مليون يورو مُخصصة لإيران في موازنة الاتحاد الأوروبي، الذي يعمل على الحفاظ على التجارة مع طهران، التي هددت بالتوقف عن الالتزام بالاتفاق النووي إذا فشلت في رؤية الفوائد الاقتصادية للنجاة من العقوبات.

وفي وقت سابق، أصدر وزراء خارجية بريطانيا وفرنسا وألمانيا والاتحاد الأوروبي، بيانًا مشتركًا أعربوا فيه عن أسفهم لقرار ترامب بإعادة فرض العقوبات. وقالوا: إن أوروبا ستتخذ خطوات “لحماية” مصالحها الاقتصادية في إيران.

ونقلت مجلة “نيوزويك” الأمريكية تصريحات ناتالي توتشي، مساعدة موبيريني، لراديو “بي بي سي”، قالت في أحدها: إن الاتحاد يمكن أن يصدر عقوبات إضافية ضد أي مؤسسة أوروبية ترضخ لضغوط واشنطن.

ومن المقرر أن تخصص حزمة المساعدات الأوروبية 8 ملايين يورو للقطاع الخاص في إيران، بما في ذلك المساعدة للمشروعات الصغيرة والمتوسطة ومنظمة ترويج التجارة الإيرانية. إضافة إلى 8 ملايين يورو لمشاريع بيئية ومليوني يورو لمكافحة الأضرار الناجمة عن المخدرات.

ليست من أجل الاتفاق

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، بهرام قاسمي، لوكالة “تسنيم” الإخبارية، إن الـ18 مليون يورو المخصصة لمساعدة إيران ليست جزءًا من حزمة الاتحاد الأوروبي لإنقاذ الاتفاق النووي، ولا علاقة له بالتدابير الاقتصادية المتوقعة منه.

وفي وقت سابق، قال قاسمي: “يحاول الأوروبيون وغيرهم من الموقعين على الاتفاق إنقاذ الصفقة… لكن العملية كانت بطيئة. يجب تسريعها”.

انسحاب شركات أوروبية

ورغم هذه البادرة أعلنت خطوط الطيران الأوروبية الكبرى وقف رحلاتها إلى إيران، بحجة أن وجهاتها إلى إيران “ليست مجدية من الناحية التجارية”.

وفي 7 الشهر الجاري، حذر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من مواصلة التعاملات التجارية مع الجمهورية الإسلامية، وكتب على تويتر: “أي شخص يتعامل مع إيران لن يجري أعمالًا تجارية مع الولايات المتحدة”.

وانسحبت واشنطن من الاتفاق في مايو الماضي، ووصفه ترامب حينذاك بأنه كان “صفقة مروعة أحادية الجانب”.

وقد بدأت الشركات الأوروبية الكبرى في الانسحاب من إيران. وكانت البداية بإنهاء شركة النفط الفرنسية العملاقة (توتال)، و”دايملر” الألمانية لتصنيع السيارات أنشطتهما في إيران مع بدء تطبيق العقوبات الجديدة، فيما أخذت “بيجو ورينو” الفرنسيتان خطوات استعدادًا للعقوبات الأمريكية.

والخميس الماضي، أعرب السفير الإيراني في المملكة المتحدة، حميد بيدينيجاد، عن أسفه لإعلان شركات الطيران الأوروبية وقف الرحلات إلى إيران، بعد بيان للخطوط الجوية الفرنسية والبريطانية، قالت فيه إن وجهاتها إلى إيران “ليست مجدية من الناحية التجارية”.

وكشفت الشركتان عن تعليق جميع رحلاتهما الجوية اعتبارًا من 18 و 22 سبتمبر المقبل على التوالي.

ويتزايد الضغط على طهران، لا سيما أن مستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون كان في جولة منطقة الشرق الأوسط الأسبوع الماضي، لمناقشة “تأثير التدخل” الإيراني في الشرق الأوسط.

واشنطن تعترض

وقد طالبت واشنطن الاتحاد الأوروبي بالتعاون معها في وضع حد لتهديدات طهران للأمن العالمي، وذلك بعد قرار الاتحاد الأوروبي منح 20.7 مليون دولار كمساعدة إنمائية لإيران، وهو الأمر الذي اعتبرته الولايات المتحدة “رسالة خاطئة” لإيران في الوقت غير المناسب.

ووفقاً لشبكة سكاي نيوز الإخبارية، قال مسئول أمريكي رفيع المستوى: إن قرار الاتحاد الأوروبي بمنح 20.6 مليون دولار كمساعدة إنمائية لإيران يرسل “رسالة خاطئة في الوقت غير المناسب” وحث بروكسل على العمل مع واشنطن للمساعدة في وضع حد لتهديدات طهران للأمن العالمي.

وقال الممثل الخاص للولايات المتحدة لدى إيران بريان هوك في بيان: “المساعدات الخارجية من دافعى الضرائب الأوروبيين تعمل على إدامة قدرة النظام الإيراني على إهمال احتياجات شعبه وتخلق تغييرات سياسية”.

وأضاف “إن المزيد من الأموال في أيدي الملالي تعني المزيد من الأموال للقيام بعمليات اغتيال في تلك الدول الأوروبية ذاتها”، مضيفا أن القرار “خاطئ”.

اعتراض إسرائيل أيضًا

وفي فيلنيوس، اعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو تلك المساعدة خطأً ضخماً، وطالب بتشديد جهود لكبح عدوان إيران ومنع نشاطاتها الإرهابية.

فقد طلب بنيامين نتانياهو أمس الجمعة من قادة دول البلطيق مساعدته لإقناع الاتحاد الأوروبي بتشديد الضغوط على إيران، منتقدا خطة أقرتها بروكسل لدعم الاقتصاد الإيراني.

واقترح رئيس الوزراء الليتواني سوليوس سكفرنيليس إجراء مفاوضات بين وزراء داخلية دول الاتحاد الأوروبي وإسرائيل حول الخطر الإرهابي في ظل التوتر السائد بخصوص ملفي إيران والنزاع الإسرائيلي الفلسطيني.

وقال نتانياهو -خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظرائه من إستونيا ولاتفيا وليتوانيا في فيلنيوس- “طلبت بدون أي حرج مساعدة أصدقائي هنا لتصحيح ما اعتبره وجهة نظر مشوهة، رؤية مشوهة عن إسرائيل في الاتحاد الأوروبي”.

ورأى أن الاتحاد الأوروبي “لا يفهم تماما” السياسة الإسرائيلية حيال إيران، مشددا على أن “القرار الذي اتخذه الاتحاد (الخميس) بمنح إيران 18 مليون يورو هو خطأ كبير”.

وقال نتانياهو: “على جميع الدول أن تضم جهودها لإعادة فرض العقوبات على إيران لحضها على وقف العدوان ومنع أنشطتها الإرهابية”.

وكان رئيس الوزراء الليتواني قد أعلن -صباح الجمعة- أن بلاده “تريد إطلاق محادثات داخل مجلس وزراء داخلية الاتحاد الأوروبي، مع وزير الأمن العام الإسرائيلي حول التهديد الإرهابي وقضايا أمنية أخرى”.

وبدأ نتانياهو الخميس زيارة تستغرق أربعة أيام إلى ليتوانيا تهدف إلى تعزيز العلاقات الثنائية والسعي إلى دعم مصالح إسرائيل في الشرق الأوسط.

وتعتبر ليتوانيا تقليديا من أكبر أصدقاء إسرائيل بين دول الاتحاد الأوروبي، وكانت وراء دعوة نتانياهو إلى بروكسل لعقد لقاء مع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في ديسمبر/ كانون الأول 2017.

ويؤكد رئيس الوزراء الليتواني أن بلاده تبقى ملتزمة بمواقف الاتحاد الأوروبي حول حل الدولتين للنزاع الإسرائيلي الفلسطيني ووضع القدس والاتفاق النووي الإيراني لكنها ترغب في حوار مباشر بين الأوروبيين وإسرائيل.

ربما يعجبك أيضا