الأزمة تشتعل.. صلاح يبعثر أوراق الاتحاد المصري: الجمهور لن يصدقكم

إبراهيم جابر

رؤية – إبراهيم جابر:
القاهرة – ارتفعت حدة الأزمة بين نجم منتخب مصر ونادي ليفربول الإنجليزي محمد صلاح، والاتحاد المصري لكرة القدم برئاسة هاني أبو ريدة، خلال الساعات القليلة الماضية، في ظل بيانات متبادلة من الجانبين بشأن الأوضاع الموجودة في المنتخب المصري، وسعي الاتحاد إلى الاستفادة من العائد المادي من وجود اللاعب من خلال الإعلانات.

“مقدمة الأزمة”

وتعود بداية الأزمة إلى شهر أبريل الماضي بعد استخدام اتحاد الكرة صورة صلاح في حملات إعلانية وعلى طائرة المنتخب المصري بعد التأهل لكأس العالم الذي أقيم في روسيا مؤخرا بدون اتفاق مسبق بين الجانبين، خصوصا في ظل تعاقد اللاعب مع شركات منافسة لرعاة الاتحاد المصري.

وزادت حدة الأزمة بين الجانبين خلال معسكر المنتخب المصري في دولة الشيشان أثناء بطولة كأس العالم، واللقاءات التي حضرها صلاح برفقة الرئيس الشيشاني رمضان قديروف، والتي أدت إلى تعرض اللاعب لانتقادات حادة من قبل وسائل الإعلام العالمية، وصلت إلى اتهامه بدعم رئيس ينتهك حقوق الإنسان.

وشهدت مشكلة صلاح منحى آخر بعد اتهام لاعب ليفربول ومحاميه رامي عباس الاتحاد المصري بـ”تجاهل خطاباتهم واتصالاتهم”، حيث قال لاعب المنتخب المصري في تدوينة له عبر صفحته الرسمية بمواقع التدوينات القصيرة “تويتر”، مساء أمس: “الطبيعي أن أي اتحاد كرة يسعى لحل مشاكل لاعبيه حتى يوفروا له الراحة.. لكن في الحقيقة ما أراه عكس ذلك تمامًا.. ليس من الطبيعي أن يتم تجاهل رسائلي ورسائل المحامي الخاص بي”، متسائلا: “لا أدري لماذا كل هذا؟ أليس لديكم الوقت الكافي للرد علينا؟!”.

“الاتحاد يرد”

تصريحات صلاح والتي لاقت رواجا ودعما كبيرا من قبل مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي، دفعت الاتحاد المصري للرد على اللاعب، مشددا على أنه لم يقصر في حق اللاعب، وأنه يسعى دوما إلى دعمه وتقديم المساندة له، وأن خطابات وكيلة حمله إساءات ومطالب تميزية.

وذكر الاتحاد أنه لم يتلق أي اتصالات أو رسائل أو مخاطبات مباشرة من أي من لاعبي المنتخب الوطني الأول، وبالأخص من جانب النجم محمد صلاح كما تردد، مضيفا أن كل ما تلقاه الاتحاد من مخاطبات رسمية كانت من جانب الوكيل الكولومبي للاعب، وأن عباس تجاوز كثيرا في حق الاتحاد المصري ورئيسه، إلا الخطاب الذي أرسله أمس.

وأضاف: “بغض النظر عن الطلبات التمييزية الكثيرة وغير المنطقية وهو الأمر غير المسموح به داخل صفوف المنتخب لتمييز لاعب عن الآخرين، فإن الخطاب تضمن إهانة كبيرة وغير مقبولة على الإطلاق في كل صياغته وتفاصيله، وخاصة أنه اشترط خلال الخطاب إما تنفيذ طلباته أو استقالة الاتحاد”.

وعقد اتحاد الكرة ظهر اليوم اجتماعا بكامل أعضائه لمناقشة خطابات صلاح والرد عليها.

وقال عضو اتحاد الكرة أحمد مجاهد في مؤتمر صحفي، عصر اليوم، “كان هناك تهديدات من محامي صلاح في حال عدم تحقيق مطالبه، يوم 23 أغسطس تلقينا نفس الخطاب بنفس التجاوزات، تلك الخطابات موجودة لكن لن يتم الإعلان عنها.، يومها أعلن أجيري 13 محترفا تمت مراسلة أنديتهم من ضمنهم ليفربول، بعد دقائق وصل رد ليفربول ولم يتضمن اعتراضا بل طلب لمعرفة ترتيبات سفر صلاح وخلافه”.

وتابع: ” يوم 26 أغسطس تلقينا خطابا من وكيل اللاعب يطالبنا فيها بإرسال خطاب انضمام اللاعب للمنتخب قبل المعسكر بـ15 يوما، وهددنا بأنه سيتحدث مع ليفربول لعدم ضم صلاح للمنتخب”، مردفا: “بعد تغريدة صلاح بنصف ساعة وصلنا خطاب على بريد الاتحاد، قال فيه رامي عباس إنه يسحب بعض المفردات التي قالها من التهديدات والمطالبة بالاستقالة، لكنه شدد على بعض المطالبات التي يريدها قبل انضمام صلاح لمعسكر النيجر”.

“مطالب صلاح”

وعرض عضو اتحاد الكرة المصري أحمد مجاهد، خلال مؤتمر صحفي، عصر اليوم، طلبات صلاح في الخطاب الذي أرسله لاتحاد الكرة أمس، موضحا أن طلبات محمد صلاح في خطاب يوم 26 أغسطس، كانت مخففه عن الخطابين الذين سبقاه.

وقال مجاهد في المؤتمر الصحفي الذي عقده الاتحاد، إن صلاح طلب حارسين عند الغرفة الخاصة، وحارس آخر عند المصعد، واستقباله عند الطائرة عند السفر للمباريات الدولية، والامتناع عن أي لقاءات تليفزيونية، أو مقابلات شخصية، وعدم طلب صور من المكلفين بتسهيل انتقالاته.

وأوضح عضو الاتحاد أن صلاح طلب عدم استخدام أي صورة له دون موافقة كتابية سواء فردية أو جماعية.

“عباس ينفي”

ونفى رامي عباس، وكيل أعمال محمد صلاح طلبه بأن يتلقى اللاعب معاملة خاصة خلال تواجده في معسكر المنتخب مشيرا إلى أن هناك محاولة لتشويه تلك الطلبات، مضيفا “الطريقة الوحيدة لجعل طلباتنا غير منطقية هو تشويهها، لم نطلب أن يتم نقل صلاح منفردا عن باقي الفريق”.

وأضاف في عدة تدوينات على موقع “تويتر”: “عندما ناقشنا مسألة التنقل من المطار، كنا نقصد فقط عندما يصل للمطار قبل الانضمام لمعسكر المنتخب في مصر”، مردفا: “يجب عليهم أن يركزوا أقل على جرحي لمشاعرهم، ويركزوا بشكل أكبر على حل المشكلة التي نحارب لحلها منذ نوفمبر 2016 بدون أن نحصل على رد منهم، توقعنا أن القضية المتعلقة بحق استخدام الصورة ستنفجر قبل كأس العالم وكتبنا مبكرا في نوفمبر 2017 لحلها مبكرا”.

وواصل: “لكن لم نتلق أي رد منهم وكان الرد الوحيد متعلقا بالطائرة، وعندما اكتشفنا أمر الطائرة قبل وقت طويل من إزاحة الستار عنها، أرسلنا لهم ولكن من جديد لم نحصل على شيء، حتى حقوق إظهار العلامات التجارية على بدل اللاعبين كانت مباعة، لم أر في حياتي بدلة عليها علامة تجارية”.

واستكمل “لم نطلب معاملة خاصة، سأكون سعيدا للغاية لو الطلبات التي أرسلناها من أجل صلاح تم تنفيذها لكل اللاعبين الذين يحتاجونها، بالنسبة للحراسة في غرفة الفندق أعتقد أن الطريقة الوحيدة التي يمكننا أن نطمئن أن غرفته لن تطرق في الثانية والرابعة فجرا من أجل صورة وأوتوجراف”.

“صلاح يهاجم”

وهاجم صلاح الاتحاد المصري لكرة القدم، مؤكدا أن جميع مطالبه سهلة التنفيذ وأنها تطبق في كل البلدان حتى الأفريقية، مشددا على أن تلك المطالب لا تخصه بمفرده ولكن تخص جميع اللاعبين في المنتخب، وأن الجمهور لن يصدقك ادعاءات الاتحاد المصري لكرة القدم بشأن الأزمة.

وأكد عبر مقطعي فيديو على حسابه بـ”فيس بوك” أنه يطالب بوجود تنظيم في معسكرات منتخب مصر لكل اللاعبين، وليس لشخصه فقط، منوها إلى أنه يتحدث بالنيابة عن جميع اللاعبين، مردفا: ” “لدينا الإمكانيات لتأمين الفريق، لننظر إلى الخارج وسنرى أن اللاعبين يتواجدون في المعسكرات ويعيشون بشكل طبيعي دون أي أذى أو اختراق”.

وأشار صلاح إلى عدم قانونية نشر الاتحاد المصري الخطابات المرسلة من قبل مدير أعماله، موضحا أن أن الاحترافية تطلب أن تتم المخاطبات بين اتحاد الكرة ومحاميه، وليس معه شخصيًا، وأنه خلال معسكر المنتخب الوطني في روسيا مُنع من الذهاب لتناول وجبتي الإفطار والسحور في رمضان الماضي بسبب اختراق معسكر الفراعنة من جانب الجماهير.

ولفت صلاح إلى أن الخطاب المنشور بشأن تحويله إلى لجنة القيم، والذي ذكر الاتحاد المصري أنه مفبرك، “صحيح”، مستطردا: ” أسهل طريقة للتضليل هي تشويه المشكلة، لا مشاكل شخصية لي مع أحد، ولكنني أريد أن يكون اللاعبين في وضع مريح وليس شخص صلاح فقط”.

ربما يعجبك أيضا