بنك “إيش” يفضح مطامع السلطان.. أردوغان يخطط لـ”أسلمة” الاقتصاد

حسام عيد – محلل اقتصادي

تراجعت أسهم بنك إيش التركي “بنك العمل” -أكبر البنوك التركية من حيث الأصول- في البورصة التركية 4%، بعد أن تحدث رئيس البلاد رجب طيب أردوغان عن ضرورة نقل حصة حزب الشعب الجمهوري المعارض في البنك لصالح خزينة الدولة. حصة تبلغ 28% من البنك ورثها الحزب عن مؤسسه ومؤسس الجمهورية التركية الحديثة مصطفى كمال أتاتورك.
أردوغان قال إنه لا يمكن الحصول على المال من البنك ولديه أربعة أعضاء في مجلس الإدارة من الحزب المعارض، مبديا في الوقت ذاته تساؤله: “ماذا يفعل هؤلاء الأعضاء الأربعة؟!”.
مخطط الاستحواذ على بنك إيش

ويقول الرئيس أردوغان إنه ليس من الصائب أن يكون للأحزاب ممثلون في البنوك عن حصص وأسهم. إلا أن مراقبين قالوا إن للحزب الحاكم الذي يرأسه أردوغان ممثلين في كثير من البنوك التركية، لكن أردوغان يمهد من خلال تصريحاته الأخيرة للاستحواذ على البنك المذكور ليس إلا.
وكان أردوغان تحدث مع الصحفيين على متن الطائرة الرئاسية خلال عودته من كازاجستان، عن أنه من غير الصحيح أن يكون للأحزاب السياسية أسهم وحصص في البنوك، مشيرًا إلى أن أسهم وحصص حزب الشعب الجمهوري في بنك إيش محاولة لفرض تأثير على البنك.
من جانبه، رأى الخبير الاقتصادي جنيت أكمان، أن الاستحواذ على حصة كمال أتاتورك في بنك إيش يعني أن الحكومة ستعين رجالها في مجلس إدارة البنك وهي خطوة مدروسة ضمن مشروع السيطرة على مؤسسات البلاد المالية.
وأضاف، أن كل ذلك يأتي في نطاق المشروع الكبير لأردوغان وهو تغيير نظام البلاد من علماني إلى إسلامي بما في ذلك الاقتصاد وقطاع المال.
البنك يرفض مطامع أردوغان
وبدوره، رفض بنك إيش جعله أداة للسجالات السياسية، موضحا في بيان له، أن النصيب الأكبر من أسهم البنك وهي نسبة 40.12% تعود لصندوق المتقاعدين، و31.79% هي أسهم معروضة للاكتتاب العام في البورصة، والحصة الأقل وهي 28.09% تعود لمصطفى كمال أتاتورك وقد أوصى أن يدير حزبه هذه الحصة ويذهب عائدها إلى وقف الثقافة واللغة والتاريخ التركي.
وتسببت تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الأخيرة حول ضرورة نقل ملكية أسهم حزب الشعب الجمهوري المتوارثة عن مؤسس الجمهورية التركية مصطفى كمال أتاتورك، لدى (بنك إيش التركي TÜRKİYE İŞ BANKASI) إلى خزانة الدولة، في تراجع أسهم البنك خلال تعاملات جلسة يوم الإثنين الموافق 17 سبتمبر الجاري في البورصة، حيث فقدت نحو 4% من قيمتها.
فيما دعا البنك التركي إلى إبعاده عن الجدل السياسي في البلاد، والحفاظ على الثقة في البنوك من أجل الاقتصاد الوطني.
حزب الشعب يرد

تصريحات أردوغان أغضبت حزب الشعب الجمهوري المعارض ودفعت زعيمه للرد، حيث رأى كمال كليجدار أوغلو، أن الحزب يمثل فقط حصة مصطفى كمال أتاتورك في بنك إيش ولا يحصل على أية مبالغ من عائدات هذه الحصة، فهي تذهب إلى وقف الثقافة واللغة والتاريخ التركي كما أوصى كمال أتاتورك، مشيرًا في الوقت ذاته إلى أن أن أعضاءه في مجلس إدارة البنك لم يتدخلوا في العمليات التجارية.
فيما قالت المعارضة التركية إن أردوغان تعمد تفجير أزمة إيش بنك للتغطية على ما وصفتها بفضيحة تلقيه طائرة تبلغ قيمتها 400 مليون دولار هدية من أمير قطر غير أبه بما أحدثته تصريحاته من آثار سلبية على سمعة البنك وعلى الاقتصاد التركي بشكل عام.
الليرة تعاود الانخفاض

تصريحات أردوغان أثارت مجددًا القلق من التدخل السياسي في الاقتصاد، بالتزامن مع أزمة انخفاض الليرة المستمرة منذ أشهر.

وفي رد فعل سلبي سريع، منيت الليرة بانخفاض جديد أمام الدولار الأمريكي، حيث سجلت العملة التركية 6.3800 ليرة بحلول بختام تعاملات يوم الثلاثاء الموافق 18 سبتمبر، منخفضة عن سعر إغلاق يوم الإثنين البالغ 6.3150 ليرة.

ربما يعجبك أيضا