السيسي بـ”الأمم المتحدة”.. الخلل يعتري أداء المنظمة الدولية .. وتجربة مصر “فريدة”

إبراهيم جابر
رؤية – إبراهيم جابر:

القاهرة – ألقى الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، منذ قليل، كلمة مصر بالجمعية العامة للأمم المتحدة بالدورة الثالثة والسبعين، والتي حملت عدة رسائل للعمل على مواجهة الأزمات التي تحيط بالنظام العالمي، لعل أبرزها “التأكيد على وجود خلل بأداء المنظمة الدولية، فضلا عن ضرورة الاستفادة من تجربة مصر”.

“أداء الأمم المتحدة”

بدأ الرئيس المصري كلمته بتوجيه التحية لمنظمة الأمم المتحدة بسبب اختيار موضوع الدورة كقاعدة أساسية تقوم على نشر ثقافة السلام وتحقيق التنمية المستدامة، موضحًا أنه يجب تجديد التزام الدول الأعضاء في الأمم المتحدة بدور المنظمة الذي يقوم على نشر ثقافة السلام والارتقاء فوق النزاعات والتطرف والعنف وتحقيق التنمية المستدامة.

وأضاف الرئيس السيسي، خلال كلمته، أن هذه القيم حكمت الرؤية المصرية منذ مشاركتها في الأمم المتحدة، وأنها تمثل الدافع الدائم لمصر للمشاركة في قوات حفظ السلام، موضحًا أن مصر تعد سابع أكبر مساهم في عمليات حفظ السلام بالعالم، مكملا: “ما أحوجنا فى تعزيز مكانة ودور الأمم المتحدة، ولا بد من تعزيز مكانة ودور الأمم كقاعدة أساسية فى احترام السيادة وتوازن المصالح”.

وتابع، “هناك خلل يعتري أداء الأمم المتحدة ويؤثر على مصداقيتها”، لافتًا إلى أنه لا مجال لتفعيل النظام الدولي إذا كانت الدول ذاتها معرضة للتفكك، ولا شك أن المنطقة العربية أكثر مناطق العالم عرضة لمشاكل التفكك الإقليمي، وأن هناك حاجة ماسة لمساعدة الدول التي خرجت من أزمات داخلية.

وتابع، “كيف نلوم عربيًا يتساءل عن مصداقية الأمم المتحدة وما تمثله من قيم في وقت تواجه فيه منطقته مخاطر التفكك وانهيار الدولة الوطنية لصالح موجة إرهابية وصراعات طائفية ومذهبية تستنزف مقدرات الشعوب العربية، أو يتساءل عن عدم حصول الشعب الفلسطيني على حقوقه المشروعه للعيش بكرامة وسلام في دولة مستقلة تعبر عن هويته الوطنية”.

وتساءل الرئيس المصري، قائلا: إذا أمكن اعتبار الإفريقي أو العربي مغاليًا في الشك في النظام الأممي، في ظل معاناة مجتمعه من مخاطر التفكك وانهيار الدولة الوطنية”، موضحا أن الدول النامية لا تحتمل العيش في منظومة دولية لا يحكمها القانون والمبادئ السامية التى تأسست عليها الأمم المتحدة.

“تجربة مصر”

وذكر السيسي أن حديثه نابع من واقع خبرة مصرية فريدة لشعب قام بجهد جبار لإنقاذ دولته وإنفاذ إرادته، واختار أن تكون الدولة العادلة بابًا للإصلاح وتحقيق تطلعاته في الحرية والتنمية والكرامة، مشددا على أن تفكك الدول خلال النزاعات الطائفية بديل عن الهوية الوطنية من أبرز وأخطر الأمور في عالمنا المعاصر، مثل تفشى التجارات غير المشروعة، متابعًا: “المناطق العربية أكثر الدول عرضة للتفكك”.

وقال: إن مصر تمتلك أساسًا دستوريًا راسخًا لحماية حقوق الإنسان بأشمل معانيها وقد شهدت قفزات نوعية خاصة فى مجال حقوق المرأة، مضيفًا: “المرأة تشغل 25% من المناصب الوزارية وأكثر من 15% من مقاعد البرلمان”، مضيفا  أن مصر تعتمد على الشباب فى العديد من النصاب القيادية فى الدولة، وأن المؤتمرات الشبابية التي تعقد في مصر أصبحت محفلاً دولياً”.

وأشار إلى أن هناك حاجة ماسة لحشد الموارد لمساعدة الدول الخارجة من نزاعات على إعادة تأهيل مؤسساتها وبدء إعادة البناء والتنمية، والقضية الأساسية، مطالبا أن تتم ترجمة هذا المبدأ إلى دعم محدد للجهود الوطنية لتجاوز الصراعات وبناء الدول وفقًا لأولوياتها، مع تجنب فرض نماذج مستوردة للحكم أو التنمية أو التدخل فى الشئون الداخلية للدول وانتهاك سيادتها.

ونوه إلى أن مصر أطلقت منذ مطلع العام الجارى العملية الشاملة سيناء 2018، لمكافحة الإرهاب ودحره نهائيا من خلال استراتيجية تتناول الجوانب الأمنية والأيديولوجية والتنموية، مستطردا: “نستطيع بناء على هذه التجربة وعلى خبرة مصر في دعم مكافحة الإرهاب في الشرق الأوسط وأفريقيا أن نؤكد لكم أن حجم التمويل ونوعية التسليح والتدريب ووسائل الاتصال التى تحصل عليها الجماعات المتطرفة، فضلا عن التساؤل في انتقال وسفر المقاتلين الإرهابيين الأجانب تشير إلى أنه لا مناص من بناء منظومة عالمية لمكافحة الإرهاب حيثما وجد، ومواجهة كل من يدعمه بأي شكل”.

“القضية الفلسطينية”

وأوضح الرئيس المصرية، أنه لا يمكن الحديث عن تسوية المنازعات كمبدأ مؤسس للأمم المتحدة، دون الإشارة للقضية الفلسطينية، التى تقف دليلاً على عجز النظام الدولي عن إيجاد الحل العادل المستند للشرعية الدولية وقرارات الأمم المتحدة والذي يضمن إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية، ومرجعيته الحل العادل ومحددات التسوية النهائية معروفة ولا مجال لإضاعة الوقت فى سجال بشأنها.

وأكد الرئيس، أن المطلوب هو توفير الإرادة السياسية لاستئناف المفاوضات وإنجاز التسوية وفقًا لهذه المرجعيات بين الفلسطينيين والإسرائيليين، مردفًا: “يد العرب لا تزال ممدودة للسلام وشعوبنا تستحق أن تطوي هذه الصفحة المحزنة في تاريخها”.

“سوريا واليمن وليبيا”

وذكر السيسي، أن مصر في طليعة الدول الداعمة للحل السلمي في سوريا واليمن، بالإضافة إلى أنها ترفض أى استغلال لأزمات الشعوب فى هذين البلدين كوسيلة لتحقيق أطماع وتدخلات إقليمية، مؤكدًا أنه لا مخرج للأزمة في سوريا واليمن إلا بعودة الدولة بكل مؤسستها.

وأضاف الرئيس االمصري، أنه لابد من إعادة بناء الدولة الليبية خاصة فيما يتعلق بتوحيد المؤسسة العسكرية لتوفير بنية قادرة على مواجهة الإرهاب والدفاع عن ليبيا، لافتا إلى أنه مر عام على مبادرة الأمم المتحدة لحل الأزمة في ليبيا.

   

ربما يعجبك أيضا