الحدود مع المكسيك.. صداع في رأس ترامب

محمود طلعت

رؤية – محمود طلعت

تجددت الأزمة الحدودية بين الولايات المتحدة والمكسيك بعد تواجد مجموعات كبيرة من لاجئي جواتيمالا وهندوراس والسلفادور، الذين يرغبون في دخول الولايات المتحدة.

ويحاول مهاجرون من أمريكا الوسطى الوصول إلى الولايات المتحدة هربا من عنف العصابات والفقر في بلادهم وبحثا عن حياة أفضل، بحسب قولهم.

إغلاق الحدود ونشر الجيش

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، هدد بنشر الجيش وإغلاق الحدود الجنوبية مع المكسيك في حال لم تمنع السلطات المكسيكية تقدم هذه القافلة من المهاجرين الهندوراسيين.

واعتبر، أن “هذا الاقتحام تقف خلفه جواتيمالا وهندوراس والسلفادور التي لا يبذل قادتها سوى جهد ضئيل لوقف التدفق الكبير للأشخاص، وبينهم عدد كبير من المجرمين”.

كما جدد ترامب تهديداته بقطع المساعدات المالية لدول أمريكا الوسطى المعنية بمسألة الهجرة، وصوّب هجماته على أعضاء الحزب الديموقراطي الذين يريدون بحسب قوله “فتح الحدود”.

المكسيك ترد على التهديدات

من جهته قلل مارسيلو إيبرارد -الذي عينه الرئيس المكسيكي المنتخب مانويل لوبيز أوبرادور وزيرا للخارجية- من أهمية تصريحات ترامب معتبرا أنه خطاب يتوجه إلى القاعدة الانتخابية.

وصرح للإذاعة المحلية، بأن “موقف الرئيس ترامب لم يتغير ولا أراه مفاجئا. كان الأمر متوقعا والانتخابات قريبة جدا. إنه يقوم إذا بحسابات سياسية”.

ووصلت قافلة متجهة شمالا إلى الحدود بين جواتيمالا والمكسيك حيث حطم المهاجرون بوابة حدودية واندفعوا على جسر باتجاه المكسيك.

بومبيو يطير إلى المكسيك

على الفور توجه وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، إلى المكسيك، والتقى نظيره المكسيكي لويس فيديغاراي، حيث حذر بومبيو من “أزمة تلوح” على الحدود بين المكسيك والولايات المتحدة بسبب المهاجرين.

بدوره قال الوزير المكسيكي: إن “المكسيك مثلها مثل أي دولة أخرى، الكلمة الأخيرة فيها لدولة القانون، سنطبق القانون ولكن دائماً بطريقة إنسانية”.

وعبرت مجموعة من نحو ثلاثين شخصاً -صباح الجمعة 19 أكتوبر- هذه الحدود فأوقفهم عناصر من شرطة الحدود المكسيكية لدرس طلباتهم للجوء أو للحصول على تأشيرة دخول.

خطة الحكومة المكسـيكية

بموجب خطة أعلنتها الحكومة المكسيكية، سيتم ترحيل المهاجرين الذين تم رفض طلباتهم للجوء على الفور إلى هندوراس وبلدان أخرى، وفقًا لما أعلنه جيرونيمو غوتيريز السفير المكسيكي في الولايات المتحدة.

يقول السفير المكسيكي: “من الواضح أننا حساسون للحالة الإنسانية التي نواجهها لكن لا يوجد أساس قانوني لإصدار تصريح يمكن من خلاله الناس بالمرور عبر المكسيك باتجاه الولايات المتحدة. المكسيك تؤيد الهجرة القانونية والآمنة والمنظمة”.

وتشير الحكومة المكسيكية إلى أن معظم المهاجرين، في قافلة تضم أكثر من ألفين من الهندوراس تحاول الوصول إلى الولايات المتحدة، لديهم وثائق تمكنهم من الدخول وآخرين يتعين عليهم إما التقدم للحصول على وضع لاجئ أو مواجهة الترحيل.

ونشرت المكسيك مئات من عناصر شرطة مكافحة الشغب قرب الحدود مع جواتيمالا لمواجهة تقدم هؤلاء المهاجرين الهاربين من العنف والفقر في هندوراس.

سياسة ترامب لمكافحة الهجرة

منذ دخوله البيت الأبيض في يناير 2017، تبنى ترامب سياسة متشددة لمكافحة الهجرة، وهو يكرر على الدوام المضي قدما في بناء جدار على الحدود مع المكسيك.

ويعبر أكثر من نصف مليون شخص كل عام الحدود الجنوبية للمكسيك في شكل غير قانوني في محاولة للوصول إلى الولايات المتحدة، بحسب إحصاءات الأمم المتحدة.

ويفر عدد من هؤلاء من العنف والفقر في غواتيمالا والسلفادور وهندوراس. وخلال عبورهم المكسيك، يقعون غالبا ضحية عصابات إجرامية ومهربين للبشر.

واشنطن تبني جدارا حدوديا

في أبريل الماضي أعلنت الولايات المتحدة، بدء أعمال البناء في جدار يمتد على طول 20 ميلا، ليحل مكان سياج حدودي في منطقة سانتا تريزا في نيو مكسيكو، تعهد به ترامب خلال حملته الانتخابية، لوقف الهجرة غير الشرعية التي يعتبرها خطرا أمنيا.

وفي 22 سبتمبر، تم البدء في بناء جزء جديد من الجدار الحدودي، وسينتهي العمل بالمشروع، الذي تبلغ تكلفته 22 مليون دولار خلال 7 أشهر. ووافق الكونجرس حتى الآن على 1.6 مليار دولار من أصل ميزانية تبلغ 25 مليار دولار طلبها ترامب لبناء الجدار.

ربما يعجبك أيضا