السعودية تستضيف “دافوس الصحراء” رغم الاحتجاجات على وفاة خاشقجي

آية سيد
ترجمة : آية سيد

تستعد المملكة العربية السعودية لاستضافة مؤتمر استثمار مهم، يوم الثلاثاء المقبل، والذي غطى عليه مقتل الصحفي جمال خاشقجي، وهو ما دعا بعض صناع السياسة والشركات العملاقة إلى الانسحاب.

قبل انعقاد مبادرة مستقبل الاستثمار، المعروفة أيضًا باسم “دافوس الصحراء”، سعت المملكة لنزع فتيل الأزمة باعتراف صريح يوم السبت بأن الصحفي توفي داخل قنصليتها في اسطنبول، إثر شجار مع موظفيها. 

وقد ألغى بعض المدراء التنفيذيين لشركات مثل جيه بي مورجان إلى فورد وأوبر – خططهم للحضور.

وانسحبت مؤسسات إعلامية أيضًا مثل بلومبيرج، وسي إن إن وفاينانشيال تايمز، وفي يوم السبت، سحبت أستراليا ممثليها بسبب قضية خاشقجي.

بالرغم من ذلك قال المنظمون: إن أكثر من 120 متحدث ومحاور سيشاركون.

يسعى الحدث لإظهار المملكة المعزولة تاريخيًا كوجهة أعمال مربحة، في محاولة لتنويع اقتصادها المعتمد على النفط وتمهيد الطريق لمشروعات جديدة وعقود بمليارات الدولارات.

في مبادرة مستقبل الاستثمار الافتتاحية العام الماضي -التي أقيمت في فندق ريتز كارلتون بالرياض- جرى الاحتفاء بولي العهد محمد بن سلمان كشخص صاحب رؤية حيث أثار إعجاب المستثمرين بالروبوتات المتكلمة وخطط مدينة نيوم المستقبلية.

يواجه الأمير محمد بن سلمان ما تسميه مجموعة أوراسيا للاستشارات “أزمة علاقات عامة حادة.”

مشاركة رغم الانسحابات

يخطط مصرفيون استثماريون رفيعو المستوى من إتش إس بي سي وكريدي سويس لحضور المؤتمر على الرغم من أن رؤساءهم التنفيذيين لغوا حضورهم, بحسب ما أوردت بلومبيرج.

قال أحد المنظمين إن الشركات من الصين وروسيا لم تُظهر إهتمامًا بالانسحاب من المؤتمر.

على الرغم من أن العديد من القادة الغربيين مثل كريستين لاجارد, مديرة صندوق النقد الدولي, انسحبوا, إلا أن رئيس وزراء باكستان عمران خان سيحضر المنتدى حيث تواصل إسلام آباد السعي للحصول على تمويل من أجل إنقاذ وضعها المالي المتدهور.

ذكرت شركة الأبحاث “كابيتال إيكونوميكس” إنه, “على الرغم من الحديث عن الإصلاح, ظلت تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر إلى السعودية منخفضة وقد تؤدي قضية (خاشقجي) إلى نوع من الارتياب لدى المستثمرين.”

حتى الآن, تبدو الشئون المالية للمملكة مهيأة جيدًا ضد الصدمات بسبب الارتفاع الأخير في أسعار النفط, التي بلغت الآن أكثر من 80 دولار (70 يورو) للبرميل, والتي يقول المحللون إنها حدت من الحاجة للتمويل الخارجي.

قال ستيفين هيرتوج, الأستاذ الزميل في كلية لندن للاقتصاد, “المشروعات عالية المخاطر, مثل نيوم, ستجد صعوبة في جذب المستثمرين, لكن التنويع “الأساسي” من خلال الصناعات الثقيلة سوف يستمر على الأرجح دون انقطاع.”

“أعمال كالمعتاد؟”

الشركات الغربية التي تتخلى عن السعودية تُسبب “ضررًا غير قابل للإصلاح” لمصالحها التجارية في المملكة, وفقًا لما قاله غانم نسيبة, مؤسس مجموعة كورنرستون جلوبال للاستشارات, الذي دافع بقوة عن موقف المملكة تجاه خاشقجي.

قال نسيبة, “ستسير الأعمال كالمعتاد قريبًا.”

في الأسبوع الماضي, دعا رجال أعمال موالون للسعودية على وسائل التواصل الاجتماعي دول الخليج وحلفاء الرياض لمقاطعة الشركات التي انسحبت من مبادرة مستقبل الاستثمار.

قال جريجوري جوس, المتخصص في الشأن السعودي في جامعة تكساس إيه أند إم, “تسير الأعمال كالمعتاد؟”، “ليس في المدى القريب”.

“فرانس برس”

ربما يعجبك أيضا